الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر بوش ومحاولة الهروب الى الامام !!

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2007 / 9 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


من المؤمل ان يعقد في الخريف المقبل ، وبدعوة من الرئيس الامريكي جورج بوش ،مؤتمر لبحث الصراع الفلسطيني الاسرائيلي . الاطراف الرئيسية المشاركة ستكون اسرائيل والسلطة الفلسطينية وامريكا ، كل واحد من هذه الاطراف سيذهب لمؤتمر من المفروض ان يناقش ومن ثم ،" يحل " مشكلة تعتبر من جملة اعقد انواع المشاكل لا في الشرق الاوسط فحسب ،بل وفي العالم .
ثلاثة اطراف تذهب الى هذا المؤتمر وهي تحمل مشاكل وهموم أثقل بكثير من ان تكون من اجندة مؤتمر كهذا.
الطرف الاسرائيلي يذهب وجعبته مليئة بمشاكله الداخلية ، ففشل اسرائيل في الحرب اللبنانية الاخيرة كان له ابلغ الاثر على الوضع الداخلي في اسرائيل مما حدى باولمرت الى الاعتماد على الاحزاب اليمينية المتطرفة كحزب اسرائيل بيتنا وشاس اللذان يرفضان البت في موضوع القدس واللاجئين وهما ملفان من ثلاث ملفات من المفروض ان تناقش في المؤتمر ، بالاضافة الى ملف الحدود ، وهي ملفات سيحملها محمود عباس الى المؤتمر المذكور.
السلطة الفلسطينية ليست باسعد حظ من اولمرت ، فسيطرة حماس على غزة ووجود حكومتين في الاراضي الفلسطينية لا تعترف احداها ،اي حكومة حماس ، باية نتائج تتمخض عن هذا المؤتمر ، اضف الى ذلك الاعتدائات والجرائم المستمرة واليومية لحكومة اسرائيل على الشعب الفلسطيني ، والذي اربك بدوره الوضع الداخلي الفلسطيني الى درجة تجعل من مهمة محمود عباس صعبة ان لم تكن مستحيلة .
اما راعي المؤتمر ، امريكا ، فهي تترنح تحت ثقل الملف العراقي والمستنقع الذي وقعت فيه وفشلها الذريع في تحقيق اية نجاحات في هذا الملف ، عسكرية كانت ، سياسية أو اقتصادية ، بالاضافة الى الملف الايراني الشائك ، ناهيك عن الوضع في افغانستان.
الدول العربية الاخرى ، ان حضرت ، ستكون دون شك طرفا آخر في المؤتمر. هذه الدول وفي مقدمتها السعودية ومصر "الدولتان المصنفتان بالاعتدال " حسب التقييم الامريكي ، وهما في مقدمة اصدقاء امريكا في المنطقة واللتان تراجع حماسهما في حضور المؤتمر بحجة عدم الاستعداد الكافي لانجاحه ، واهمال ما يسمى بالمبادرة العربية التي طرحتها السعودية في القمة العربية في بيروت .
الطرف الفلسطيني يطالب باتفاقية مباديء تتضمن الملفات الرئيسية وهي القدس ، اللاجئيين ، والحدود ، اما حكومة اسرائيل فهي تريد ان يصدر عن المؤتمر اعلان نوايا !!! فقط . اما امريكا الحليف الاستراتيجي للحكومة الاسرائيلية فهي تريد طرق بوابة شخصها لها حليفها السابق توني بلير حين حدد المشكلة الفلسطينية بجوهر مجمل مشاكل المنطقة ، ومن هذه البوابة تريد امريكا حرف الانظار عن فشل سياستها الخارجية مجملة في منطقة الشرق الاوسط وانهاء فترة رئاسة بوش بوضع لمسات تجميلية عليها.
هذه الاوضاع مؤشر واضح على ان المؤتمر لن يكون سوى محاولة للهروب الى الامام ، فالقضية الفلسطينية ومنذ اتفاقية اسلو عام 1993 ولحد الآن تسير سير السلحفاة على يد صانعي السياسة من اطراف القضية ، تتوقف تارة ، وتعود الى الوراء تارة اخرى . الشعب الفلسطيني بالدرجة الاولى ، ثم الشعب الاسرائيلي هما ضحيتا هذه السياسة ويدفعان ضريبتها يوميا .
الواضح بان هذا المؤتمر سوف لن يكون سوى محاولة فاشلة اخرى تضاف الى محاولات امريكا السابقة ، والفشل سيصب دون شك في خانة التطرف في المنطقة لانه سيكون جرعة منشطة اخرى لسياسات اليمين الاسرائيلي وكذلك لحركة حماس والتيارات الاسلامية الاخرى الموجودة على الساحة الفلسطينية.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو :
مالذي من الممكن ان يضع هذه القضية في اطارها الصحيح بغية حلها ؟
هل هي مؤتمرات من هذا النوع ؟ أم الاتيان بالارادة الجماهيرية في كلا الجانبين، ارادة بعيدة عن السياسات الجارية خلف الكواليس ، ارادة مبنية على اقامة دولتين مستقلتين للشعب الفلسطيني والشعب الاسرائيلي، وهما المعنيان بالامر قبل حكوماتهما ، دولتين علمانيتين تعيشان بسلام ووئام جنبا الى جنب . ان ارادة كهذه موجودة لدى جماهير الطرفين وهي بحاجة الى قوى لتحريكها وفرضها كأمر واقع. هذه القوى شبه غائبة الآن ولكنها موجودة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر