فوجئ العالم باختيار هذه السيدة لنيل الجائزة التي تمنح سنوياً لشخصية تختارها البرجوازية في الغرب لتقدير دورها في تحقيق منجزات في تحسين ظروف الناس وخاصة في المناطق المتوترة والمتأزمة في العالم.

بعد سنين من توتر العلاقة ما بين الحكومة الأمريكية والجمهورية الإسلامية في إيران التي بدأت الجماهير تتململ من استمرارها وقمعها اللاإنساني والقروسطي لواحد من أكثر الجماهير تحضراً وتقدماً في الشرق الأوسط، وبعد أن استهلكت هذه الجمهورية الإسلامية مقومات وجودها كلياً واتضحت أعراض التحرك الجماهيري التدريجي تجاه التغيير، تحاول البرجوازية إمداد أحد أكثر الأنظمة رجعية وقمعا للجماهير في المنطقة بيد المعونة وذلك بإبراز وجوه تساعد على تغييرات جزئية داخلية محدودة، الغرض منها إطالة عمر هذا النظام.

يحاولون تقسيم الإسلام السياسي الى إسلام متشدد وإسلام معتدل، ويجعلونها معركة تهدف إزالة المتشددين الذين كانت شيرين عبادي تقف بالضد منهم لتهيئة الأجواء والدعم للمعتدلين.

يعرف العالم أجمع أن اليسار هو نصير الإنسانية والتحرر ومساواة المرأة بالرجل والدفاع عن حقوق الطفل التي تهان وتسحق يومياً في ظل جمهورية إسلامية تلقنه عنوةً الطريق الوحيد المسموح له في حياة لا مجال فيها لحرية المعتقد وتربط الحجاب على رؤوس الطفلات الإناث منذ عمر مبكرة.

برزت أسماء نساء إيرانيات دعت الى التحرر الكامل للنساء والأطفال والإنسان بشكل عام من هذا القيد السياسي والإجتماعي، من أقسى فئآت البرجوازية التي تستعمل السوط الديني الى جانب السياسي والاقتصادي. أسماء اقترنت بثورة شيوعية شاملة لقلب المقاييس لصالح الطبقة العاملة العملاقة.

تستدرك البرجوازية الغربية هذا الموضوع وتحاول إجهاضه بإبراز وجوه لم تدعُ إلا الى تغييرات جزئية مع إبقاء النظام الحالي الذي يعتبر نموذجاً من الطرز الأول في هذه الأزمنة للقمع والسيطرة على جماهير الشرق الأوسط حيث توجد الخلفية اللازمة له.

تدرك البرجوازية الغربية أن العملاق بدأ يستفيق ولن يسكت على استغلاله وقمعه، وإن بوادر الثورة والتغيير قادمان لا محالة حيث يكون الإنسان والإنسان فقط مقدساً، لا الغيبيات ولا مصالح الطبقة ألمستغِّلة ولا قوانينها الاجتماعية الجائرة.