الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الربط الكهربائي بين العراق واميركا

كريم حسن مرزة

2007 / 9 / 29
الادارة و الاقتصاد


تحت عنوان ( فيديو فيلم امريكي يظهر هجوم قراصنة على شبكات الكهرباء الامريكية) نشرت صحيفة الاوبزيرفر يوم 27-9-2007 هذا الموضوع المرعب بعض الشيء حيث , يصور الفيلم امكانية قيام مجموعة ارهابية او معادية لامريكا تمتلك مصادر تمويل جيدة باعداد برامج واجهزة حواسيب , لها امكانية الدخول على شبكات السيطرة التي تتحكم بوحدات التوليد الكهربائية باميركا وبالتالي , تعطي لهذه المجموعة امكانية التحكم الكامل بالترابين والمولدات وامكانية رفع الحمايات عن هذه الترابين ومعروف ان رفع حماية مثل حماية التورباين من ازدياد السرعة المفرط (over speed protection ) هذه لوحدها كافية لتحويل التورباين الى صاروخ وبالتالي الى قطع متناثرة وحدث هذا فعلا في بغداد في وقت ما !

المهم ان الفيلم افتراضي وقد اتخذت كل التدابير التي من شانها تجنب هذه الكوارث وعلى اعلى المستويات وباشراف مباشر من ادارة بوش !! .
اذن الفيلم يعالج حاله علمية لم تولد بعد ويفترض برامج ربما لاتوجد الان وامكانيات من المحتمل ان لاتتوفر ومع ذلك ينتج لقسم الامن الداخلي من قبل معهد ايداهو الوطني , ليتابع من قبل اعلى سلطات اتخاذ القرار في الولايات المتحدة !
اين المشكلة ؟!
لا ابدا ولكن ذلك ذكرني بامر محزن وقاتل اذا ما قارنا هذه الامكانية بامكانيات الخبراء الذين ارسلتهم امريكا الى العراق في مجال الكهرباء , ليساعدوا الشعب العراقي في اصلاح محطات الكهرباء الموجودة وليس المستقبلية والتي اغلبها صنع ونصب وشغل من قبل شركات امريكية او غربية وباقل تقدير فان منظومات السيطرة التي تدار بها محطات توليد الكهرباء هي من البساطة بحيث لاتحتاج الى دراسات وابحاث وموارد, بالحقيقة هي لاتعدو ان تكون تصليح اعطال فقط ومع ذلك يعجز الخبراء الامريكان عن اصلاح هذه المحطات التي تدار احيانا بواسطة فنيين وليست مهندسيين !
وتماما كما عجزوا عن وضع مقاييس على انابيب النفط ؟!
ولويعرف الشعب العراقي ماهي هذه المقاييس ( flowmeters or counters ) ل (لطم )على راسه , اخي المواطن العراقي , انها تماما , تماما شيء يشبه ( مقياس الماء الموضوع في باب دارك عادة ) ليس اكثر ولا اقل , ربما حجما اكبر وتكون ملائمه للنفط ولكنها نفس المبدأ , فهل عجزت أمريكا عن جلب مقياس كهذا؟!
وهنا اذكر حادثة في محطة المسيب الحرارية التي تكاد تكون اكبر محطة حرارية في العراق الان !

في عام 2004 تمت الاستعانة بخبراء امريكان لتشغيل محطة المسيب وكانت المشكلة في منظومات السيطرة التي نتكلم عنها , كانت البرامج لشركة امريكية معروفة (MAX 1000) , وظل الخبراء يحاولون ولفترة غير قليلة , دون جدوى , واستعانوا بمهندسيين عراقيين والغريب انهم اظهروا تغابي كبير وانهم غير قادرين على عمل شيء حينها , ورغم ان المنظومة من صنعهم !!
فهل كان عملا استعراضيا لاسكات بعض الاصوات التي تطالب بتدخل الامريكان لحل مشاكل محطات الكهرباء , والتي ارادوا بها:
ها نحن نحاول ولكن محطاتكم لاتستجيب !
انها عنودة كشعبكم العراقي العنيد !
ام انها الامكانية التي ينتظرونها من المهندس العراقي المحاصر ؟!
بين امكانية الولايات المتحدة لاستقراء المستقبل وماينتج عنه من كوارث في ميادينها العلمية المتقدمة وبين مايرسل الى العراق لمعالجة مشاكله هناك ربط كبير ,
ربط كهربائي , ولكن نوعية الربط هذه مختلفة بعض الشيء , ففي كل منظومة للربط الكهربائي تتبادل اطراف الربط المنفعة ولكن ربطنا الكهربائي بامريكا هو نفس الربط الذي سيربط العراق باميركا عبر قوانين النفط وعبر فقرات الدستور العراقي الملغم وعبر الوجوه الطائفية القبيحة التي اتت بها قوات الاحتلال لقتل الطموح العراقي النبيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاليدونيا الجديدة: كيف ستدفع الدولة فاتورة الخسائر الاقتصادي


.. كيف تؤثر جبهة الإسناد اللبنانية على الإقتصاد الإسرائيلي؟




.. واشنطن تفرض عقوبات اقتصادية على بضائع صينية، ما القطاعات الم


.. وكالة ستاندرد آند بورز تصدر توقعاتها بشأن الاقتصاد المصرى




.. برشلونة يتراجع عن استمرار تشافى ومنافسة بين فليك وكونسيساو ل