الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار المتمدن ..مشروعاً علمانياً ويسارياً يستحق منا الشكر والتقدير

علي جاسم

2007 / 9 / 30
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


منذ بروز الحركات الاسلامية المتطرفة كظاهرة لها ركائزها ودعمها وتمويلها.. ودخولها بقوة نحو المعترك السياسي خصوصاً بعد تحالفها مع الامبريالية الغربية ايام الحرب البارد لضرب المعسكر الاشتراكي والقضاء على الفكر الشيوعي بدات التيارات العلمانية والليبرالية تنحسر بشكل ملحوظ في الدول الاسلامية بل اخذت تحارب وتعادى من بعض الاطراف الاسلامية بدعوا انها ضد الاسلام وانها تخالف التعاليم والتقاليد الاسلامية وبذلك اصبح العلمانيون امام تحدي كبير يتطلب منهم الدقة والوضوح في تعاملهم مع المعطيات الجديدة من خلال اقناع المجتمعات الاسلامية بان العلمانية بصورتها الجلية هي تطبيق حقيقي للمفاهيم النبيلة التي جاء بها الاسلام نفسه كونهما يعتمدان الاسس والمبادئ نفسها والمتمثلة بضرورة احترام حرية المعتقد للاخرين وعدم اجبارهم على سير في طريق لايتناسب مع ميولهم واتجاهاتهم اضافة الى انها تدعوا الى احترام قدسية الدين وعدم زجه في الصراعات السياسة التي ينبغي ان تترك للاحزاب والحركات غير المرتبطة بفكر ديني او ايدلوجي لانها مفهوم متغير وغير ثابت .
ووسط هذه الاجواء الملغومة بالتطرف والمشحونة بالفتاوى التكفيرية الوهابية والسلفية التي تشهدها الدول الاسلامية وخصوصاً في دول التي تعتبر اليوم اكبر مركز لتصدير الارهاب في العالم مثل افغانستان وباكستان والسعودية نجد ان الدعوات الى قيام نظم علمانية تعتمد على الديمقراطية كمقياس لبلوغ السلطة امر بغاية الصعوبة لان معظم الدول الاسلامية تعتمد اما على الترشيحات الحزبية الضيقة او عبر الوراثة القبلية المسنودة دينياً واحياناً الاثنان معاً .. مثلما موجود في الدول العربي ومنها السعودية التي تعيش في مغالطات وازدواجية لانها في الوقت الذي تمتلك فيه عدداً من مراكز ومؤسسات الافتاء والتي ترتبط ارتباطاً شديداً بالفكر الوهابي الذي يمثل دستورها الاساسي فانها تمتلك مجموعة من الفضائيات العربية والاوربية التي تجسد الفكر العلماني بجوانب عديدة من خلال ماتعرضه فضائياتها المملوكة لاحد افراد نظام الحكم في السعودية فهي من جانب تحرض على تكريس الاسلام السياسي المسنود ارهابياً ومن جانب اخر تؤسس لتكون مجتمع لايمد للامور الدينية باية صلة.
لذلك فان الدعوة لانشاء نظم ديمقراطية وعلمانية ليست بالامر السهل او الهين لانها تحتاج الى مقدمات عريضة من اجل اقناع واستقطاب الفرد العربي وتعريفه بالمفهوم الفكري الذي تنطلق منه العلمانية من اجل تصحيح نظرته الخاطئة عنها بعد ان تعرض على مدار عقود طويلة الى نظرية الاغراق النفسي التي تطبقها الحركات القومية والاسلامية المتطرفة والتي حولت المجتمعات العربية من خلالها الى مجتمعات متطرفة ومغلقة تنظر للامور السياسية والاجتماعية من منظور ضيق .
اضافة الى ذلك فان التبشير الى العلمانية ينبغي ان يقرن بدلال وحجج قوية تعكس بدقة النتائج المتحققة في الدول التي تبنت المشروع العلماني كاساس لبناء دولة ديمقراطية حصينة تبنى على اساس المواطنة وتحترم فيها المعتقدات والديانات .
غير ان كافة التيارات العلمانية والليبرالية مازالت عاجزة عن تحقيق هذا المطلب باستثناء بعض المبادرات التي تطلقها بعض الشخصيات والتكتلات اليسارية ومنظمات المجتمع المدني ولكن ابرز تلك المبادرات هي مبادرت القائمين على موقع الحوار المتمدن من خلال تاسيس هذا الموقع الذي يكرس صفحاته للتبشير بالنهج الديمقراطي والعلماني والذي تميز عن سواه من المواقع الاخرى بانه لم يكتفي بنشر المقالات السياسية والاجتماعية اليسارية والعلمانية فحسب انما يفتح المجال امام الكتابات الاسلامية المعتدلة، اضافة الى ذلك فان الموقع غالباً مايفتح الحوارت بين كافة اعضائه حول القضايا الحساسة والمهمة .
اما اكثر مايميز هذا الموقع وهو يسير نحو مجتمع علماني متمدن هو اصدار الموقع كتاباً شهرياً يتناول القضايا المهمة من خلال دعوة كتاب الموقع الى نشر مقالاتهم في هذا الكتاب على الرغم من ان نشر هذا الكتاب تأخر هذه المرة الاان مؤشرات النجاح الذي حققته هذه الخطوة وجدت مكانتها داخل الوسط المثقف في العراق .
ان دعوة الموقع كتابه الى الاشتراك في حملة حوارية حول مشروع النظام الداخلي لموقع الحوار المتمدن خير دليل على مايمتلكه هذا الموقع من خبرة ودراية في تعميم التجربة الديمقراطية الحرة من خلال فتح المجال امام كافة كتابه وقرائه للمساهمة في رسم سياسة الموقع وجعلهم يتحملون المسؤولية لانجاح وديمومة هذا المشروع الذي اصبح مصدر رئيسي للعديد من الصحف العراقية والعربية من خلال رفدها بعشرات المقالات والدراسات وبكافة المجالات .
لااستطيع ان اجد شي جديد اضيفه للحوار المتمدن الابعض الملاحظات البسيطة منها عودة نشر الاصدارات الشهرية وبشكل دوري مستمر ووضع خدمة التعليق على المقالة من اجل معرفة رأي الكتاب الاخرين والقراء بمحتوى الموضوع المنشر .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-