الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر الخريف للسلام فتور مصرى ومحاوله امريكيه اخيره لحفظ ماء الوجه

ايمان كمال

2007 / 9 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


(إن محادثات السلام المتوقع عقدها محكوم عليها بالفشل لو لم يتم الإعداد الجيد لها وإن لم يكن لها أجندة واضحة) بهذه الجملة عبر الرئيس "مبارك" عن الموقف المصري بالنسبة لمؤتمر السلام المقرر عقده في نوفمبر المقبل تحت رعاية الرئيس الأمريكي "جورج بوش" رغم أن دعوة المؤتمر في الأساس فكرة عربية تحمست لها الجامعة العربية قبل سنوات.

ولم يكن موقف الرئيس "مبارك" هو المختلف بخصوص المؤتمر فهناك عدد آخر من المسئولين العرب يتبنون نفس وجهة النظر فوزير الخارجية السعودي "سعود الفيصل" اعتبر أن المؤتمر سيكون "عديم الجدوى" إن لم يحدد جدولا زمنيا لتنفيذ أي اتفاق، مطالبا أن تثبت إسرائيل جديتها بتنفيذ القرارات، مشككا في مشاركة بلاده في هذا المؤتمر، كما أن الموقف السوري مازال غامضا بعد أن تحدثت الولايات المتحدة عن دعوة مشروطة لسوريا مرتبطة بأن تنهي دعمها المزعوم للإرهاب، في نفس الوقت الذي اعتبر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي "إيهود أولمرت" المؤتمر "مجرد لقاء قد يؤسس لمسيرة مستقبلية وليس مؤتمرا للسلام" فما السر في الفتور العربي -غير المعتاد- تجاه هذا المؤتمر رغم الترحيب العربي التقليدي تجاه أي مبادرة أمريكية للسلام؟

د."جهاد عودة" أستاذ العلوم السياسية وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطني يرى أن الموقف المصري واضح وصريح في حين أن موقف كل من إسرائيل والولايات المتحده يتسم بالغموض والتلاعب، فلا يمكن أن نقول -والكلام لـ"عودة"- إن الموقف الأمريكي منصف كما تحاول أن تظهر، فهي متواطئة مع إسرائيل بصرف النظر عن العدالة وهو سبب اضطراب الموقف. في حين يرى أن مصر تدعم السلام وتتمنى حدوثه للمنطقة كلها ولكنها في انتظار أن يتضح الموقف الأمريكي.

وعلى العكس يرى د."عمرو هاشم" الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتجية أن الموقف المصري يتسم بالفتور فهي ستحضر المؤتمر لشغل الفراغ ليس إلا، وهذه مشكلة كبيرة فإما أن يكون هناك موقف جدي ودور فعال وملموس يتم تمريره من خلال المؤتمر أو تعلن مقاطعتها واحتجاجها على المؤتمر وعلى التصرفات الإسرائيلية والتي يعتبرها "هاشم" محبطة من كل النواحي، مؤكدا أن المؤتمر لن يثمر سوى إرجاءات ووعود ليس لها حيز من التنفيذ على الأرض بالإضافة إلى أنه سيعمق الأوضاع السيئة في الأراضي الفلسطينية.

في حين يرجع د."سعيد اللاوندي" المتخصص في الشئون السياسية الدولية السبب في الموقف المصري إلى التوتر السائد في العلاقات المصرية الأمريكية منذ فترة بسبب وجود خلافات بين البلدين في العديد من القضايا، والدليل على ذلك -بحسب "اللاوندي"- هو أن الرئيس "مبارك" لم يزر الولايات المتحده منذ عامين، رغم أنه كان يزورها بشكل سنوي.

وأشار "اللاوندي" إلى أن هناك تخوفا مصريا من عدم الإعداد الجيد للمؤتمر فلا توجد توصيات للمؤتمر بخصوص قضايا الحدود واللاجئين والقدس، متوقعا أن تكون نتائج المؤتمر مثل نتائج مؤتمرات "مدريد"، و"أوسلو"، و"كامب ديفيد" كمجرد مرجعية لم تؤدِ لنتائج حقيقية ملموسة، لافتا إلى أن الرئيس الأمريكي يتحدث عن إمكانية قيام دولة فلسطينية بجانب إسرائيل، ناسيا أنه في مؤتمر سابق عام 2004 قال إنه لن يمر عام واحد دون أن تكون هناك دولة فلسطينية، ولم يحدث ذلك حتى وقتنا هذا، مشيرا إلى أمريكا تعتبر المؤتمر انتقائيا تقرب من خلاله الدولة التي تريد وتستبعد منه ما تريد كما أنها الفرصة الأخيرة للرئيس الأمريكي لتحسين صورته قبل نهاية فترة حكمه الثانية.

وعن الحضور السوري يرى "اللاوندي" أن أمريكا ليست بالغباء لتضيع فرصه التفاوض مع سوريا، خاصة أنها دولة محورية في المنطقة، كما أن قطعة من أرضها محتلة، في حين يتوقع من سوريا عدم الموافقة على الشروط الأمريكية للحضور.

وهو ما يختلف معه فيه الباحث والكاتب "أمين إسكندر" الذي يعتقد أن سوريا ستوافق على حضور المؤتمر لأنها دائما ما تراهن على تراكم الأوراق في يديها كما أن المؤتمر سيخفف جزءا من العزلة والحصار المفروضين عليها، في حين اعتبر أن المؤتمر مجرد بروتوكول تقليدي لن يخرج عن إطار التقاط الصور دون الخروج بنتائج حقيقية ملموسة بسبب ضعف القوة العربية المجتمعة بما يمكنها من فرض ما تريده من أمور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الهدنة التكتيكية.. خلافات بين القيادة السياسية والعسكرية


.. دولة الإمارات تنفذ عملية إنزال جوي للمساعدات الإنسانية على غ




.. تشييع قائد عسكري إسرائيلي درزي قتل في عملية رفح


.. مقتل 11 عسكريا في معارك في شمال قطاع غزة 8 منهم في تفجير است




.. بايدن بمناسبة عيد الأضحى: المدنيون الأبرياء في غزة يعانون وي