الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
العراق بين غياب المشروع الوطني وصراع الآخرين
تقي الوزان
2007 / 9 / 30اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
![](https://www.ahewar.org//debat/images/fpage/art/5.jpg)
تردد السؤال كثيراً , ولفترة زمنية ليست بالقصيرة : لماذا موقف الامريكان غير واضح , ومتماهل , في حسم الكثير من القضايا في العراق ؟! وأهمها مسألة الأمن التي تكلفهم خسائر في الارواح , يجري حسابها في القنوات التلفزيونية الفضائية منذ بداية الحرب ولحد الآن , لغرض الايحاء بضخامتها , وهي لاتتجاوز في حقيقتها نسبة واحد على عشرة من حوادث المرور والدهس في بلداننا . ولماذا أستمرت دولة بهذه الأمكانيات ومعها العالم الغربي بالسكوت , وفي بعض الأحيان الترجي وارسال الوساطات لأقناع النظام الايراني والسوري بالكف عن "ايذاء" قوات الاحتلال الامريكي , والتوقف عن ارسال الفدائيين العرب ودعم المليشيات السنية والشيعية . وهي – الادارة الامريكية – المعروفة بعنجهيتها , وعدم تحملها ل" تحرشات" اقل من هذا بكثير , وقرصنتها لبعض دول الكاريبي خير مثال .
ان الموضوع النووي الايراني ليس كافياً لوحده كمبرر لشن حرب ضد ايران , لشرعية ايران بأمتلاكها القوة النووية لأغراض سلمية اولاً , وثانياً التعامل مع هذه القضية يجري مع المنظمة الدولية للطاقة النووية , صاحبة الحق الوحيدة في مراقبة الآخرين , ولم يجري الحسم , او التأكد من توجه ايران لأمتلاك السلاح النووي . ولهذا الحد فأن ايران هي صاحبة الحق القانوني , رغم كل التصريحات العنترية للرئيس الايراني احمدي نجاد .
ان الامريكان لم يعد بأمكانهم تلفيق المبررات كما حدث بالحرب على العراق , عندما وقف كولن باول وزير الخارجية الامريكي في وقتها , وهو يشرح امام الشاشات العملاقة في هيئة الامم المتحدة , ويؤشر بعصا المارشالية لباقي الوفود التي عليها ان تصدق ما يفترضه الامريكان . وبعد سقوط النظام الصدامي وأحتلال العراق , ظهر كذب الأدعاء الامريكي . ولايمكن تكرار ذات التلفيق في تهويل خطر المشروع النووي الايراني على السلم العالمي , وهو لايزال يبعد عن امتلاك القنبلة النووية عدة سنوات.
ان الخطر الذي يشعره الامريكان من النظام الديني الايراني ليس من امتلاكه البرنامج النووي – رغم خطورته وتأثيره على توازن قوى المنطقة - , بل من الطموح القومي الذي يريد ان يسيطر على المنطقة النفطية بالكامل , ويحبط المشروع الامبراطوري الامريكي . وفي احسن الاحوال الدخول مع الامريكان في مساومات اقتسام النفوذ , والطرفان استخدما المشروع النووي الايراني كواجهة لصراعهم الحقيقي.
وكان لابد للأمريكان من استمرار وضع العراق على عدم الاستقرار , واعادة اشعال النار كلما خمدت , واثارت النزاع الدموي الطائفي– وهذا ما تبغيه "القاعدة" والايرانيون ايضاً – ولكن بالنسبة للأمريكان للحد الذي يبقيه تحت سيطرة قوات الاحتلال , ولزيادة توريط الايرانيين فيه , وفسح المجال لمد نفوذهم اكثر . وانزلق الايرانيون حتى اقتنعوا بأن العراق اصبح " الجوكر" في لعبتهم , وتحدوا الامريكان به امام كل العالم . وحالهم حال صدام عندما صدق انه يمتلك رابع جيش في العالم . وطيلة السنوات الثلاث الماضية تمكن الامريكان من اقناع العالم بأن الخسائر الامريكية في العراق نتيجة جرائم المليشيات الشيعية والسنية الموجهة من ايران وحليفتها سورية , وهو سبب معقول لمواجهة ايران , كون الامريكان " يدافعون عن انفسهم" . اضافة للمساعدة "السخية" التي قدمها النظام الايراني بأستعراض قوته في المناطق الساخنة " حزب الله" في لبنان, و" حماس" في فلسطين , وتأكيدات احمدي نجاد بضرورة انهاء اسرائيل .
ان الامريكان لايهمهم امن العراق بقدر ما يهمهم استمرار الوضع الذي يخدم خططهم . ولعل ايقاف الشخص الايراني قبل ايام من قبل القوات الامريكية في السليمانية , واتهامه بأنه من قيادات جيش " القدس " الايراني, في الوقت الذي تقول فيه ايران انه تاجر من اهالي كرمنشاه واحتجت بشدة على احتجازه , توضح ما يريده الامريكان . فليس المهم ان يكون هذا الشخص مسؤول عسكري او تاجر , المهم ادعاء الامريكان سيصدق في استمرار هذا الجو الملتبس والمتوتر . وستستمر الاوضاع في العراق على هذا المنوال لغاية ما يتم حسم الصراع مع النظام الايراني , والذي تتوقع الصحف الغربية الصادرة خلال الايام الماضية , بأنه سيكون اما في الربيع اوالصيف القادم .
وكل الذي يجري والقيادات السياسية العراقية لاعلاقة لها بالأمر , غير الاهتمام بأقتسام السلطة والنفوذ وسرقة المال العام , وتأمين تقاعدهم في البرلمان , او كمستشارين , كما في البدعة الاخيرة التي يجري نقاشها في البرلمان . والسؤال العاجز , الذي اصبح ممجوجاً لكثرة سائليه : هل بأمكان هذه القيادات من التوحد في المشروع الوطني الذي يستطيع ان يفرض اجندته على الطرفين الايراني والامريكي , وان لايبقى العراق عائماً بين مصالح الطرفين فقط ؟
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ناشطون في كورك الأيرلندية ينظمون فعاليات دعما لفلسطين
![](https://i4.ytimg.com/vi/Qsg2iwRBQJY/default.jpg)
.. كاميرا الجزيرة توثق استهداف الاحتلال سيارات الإسعاف في حي تل
![](https://i4.ytimg.com/vi/Jl50om1REwc/default.jpg)
.. الجيش الإسرائيلي يدمر منزلاً على ساكنيه في مخيم البريج
![](https://i4.ytimg.com/vi/Wb7vd0kYqB0/default.jpg)
.. اليمين المتشدد في صعود لافت في بريطانيا قبل انتخابات يوليو ا
![](https://i4.ytimg.com/vi/AGf58ofdlRE/default.jpg)
.. مرشح الإصلاحيين في إيران يتعهد بحذر بوقف دوريات الأخلاق
![](https://i4.ytimg.com/vi/AGNAS7LsYOM/default.jpg)