الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


The three coloniesالمستعمرات الثلاث

سعدي يوسف

2007 / 9 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


لورداتُ الحرب ، وأمراءُ الطوائف ، في بلاد ما بين النهرَين ، المستباحة ، يكادون يُجَــنّونَ فرَحاً ، لقرار مجلس الشيوخ الأميركي تقسيم البلاد إلى ثلاث مستعمَرات .
وهناك مؤشراتٌ على واقع التطبيق الجاري :
المستعمرة الأولى في الشمال العراقيّ ، كادت تستكمل شــروطَها ، فهي شبه مستقلّــة عن الإدارة المركزية ، منذ حوالَي خمسة عشر عاماً ، متمتعة بحماية الدوريات الجوية الأميركية المنطلقة من القواعد التركية ؛ أمّا الآن فالمستعمرة الشمالية خاضعةٌ تماماً للإدارة الاستعمارية . القواعدُ والمطارات العسكرية يديرها الاحتلال ، وقواتُ العناصر المحلية المحلية تخضع لقيادةٍ عليا أميركية ، وتستخدَم في العمليات الحربية ضد السكان في العراق العربي ، كما جرى في الفلّوجة ، ومدينة الثورة ( الصدر ) ببغداد ، ومناطق أخرى . ويستخدم الأميركيون أرض هذه المستعمرة في عملياتهم السرية ضد إيران وســوريا .
المستعمرة الثانية في غربيّ العراق . بدأ الأميركيون ، منذ عام الاحتلال الأول ، عمليةً بالغة الدقّة والوحشية ، لإخضاع المنطقة ، وهدِّها على رؤوس أهلها ، كما حدث في الفلوجة ، وحديثة ، ومناطق أخرى ، ولا تزال العملية الإجرامية قائمةً حتى الآن . العملية لم تحقق النجاح المنتظَر من جانب الأميركيين ، بسبب المقاومة المستمرة .
لكنّ هذا لا ينفي إمكان أن يزجّ المحتلّون قواتٍ إضافيةً ، تدعمُها مرتزقة محلية مستقدَمة من المستعمرة الأولى ، وعناصرُ ممّا يدعى الجيش العراقيّ . إذ أن المنطقة ضروريةٌ للحشد ضد سوريا وتدبير المكائد والمؤامرات .
إلاّ أن الحقيقة الأكثر وضوحاً ، هي أن الناس هنا يرفضون الخضوع للاستعمار .
المستعمرة الثالثة في جنوبيّ العراق . والمعروف هنا ، وبخاصة بعد انسحاب الوحدات البريطانية ، أن الواقع الملموس على الأرض ، يؤكد أن العوامل المحلية ( لا الإدارة البغدادية ) هي التي تتحكّم في المنطقة ، مضافاً إلى هذه العواملِ المحلية ، النفوذُ الإيرانيّ الفعليّ .
العوامل المحلية في هذه المنطقة ، لا تتّسِــمُ بالثبات ، فهي قلقة ، مترجرجة ، متذبذبة ، أشبه بالرمال المتحركة .
والناس ، في عمومهم ، يرفضون الهيمنة الأجنبية ، وربما اتخذَ هذا الرفضُ صيغةً عنيفةً .
*
هل بالإمكان استشرافُ المساعي السياسية الممكنة لتنفيذ مبدأ " المستعمرات الثلاث " ؟
1- الضغط على مجلس نواب بريمَر لتشريع قانون النفط ، ليكون الأساس لاقتصاد المستعمرات الثلاث .
2- تشكيل تكتّل " نيابيّ " لإقرار المشاريع المتعددة الخاصة بتطبيق التقسيم .
3- التفاوض مع إيران وسوريا ، للتفاهم حول الموضوع ، بعامّـة .
*
أهناك فرصٌ لنجاح المشروع الاستعماري ؟
نعم .
المشروع الاستعماريّ قائمٌ ، ما دام الاحتلال قائماً .
لكنّ أيّ خلخلةٍ في وضع الاحتلال : خفض قوّات . خفض نفقات . انسحاب جزئيّ ... إلخ ، سوف تولِّد حقائقَ جديدةً في مصلحة العراق الموحّد .
*
غاريبالدي ، بعشرة آلاف مناضل من ذوي القمصان الـحُمر ، وحّــدَ إيطاليا !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة حاشدة نصرة لفلسطين في ساحة الجمهورية وسط العاصمة الفر


.. أصوات من غزة| أثمان باهظة يدفعها النازحون هربا من قصف الاحتل




.. واشنطن بوست: الهجوم الإسرائيلي على رفح غير جغرافية المدينة ب


.. إندونيسيا.. مظاهرة أمام السفارة الأمريكية بجاكرتا تنديدا بال




.. -مزحة- كلفته منصبه.. بريطانيا تقيل سفيرها لدى المكسيك