الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان حول مذكرة التفاهم بين الحكومتين العراقية والتركية

التجمع العربي لنصرة القضية الكردية

2007 / 9 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


وقع يوم أمس وزير داخلية العراق مع نظيره التركي اتفاقية جديدة في ضوء مذكرة التفاهم التي وقعها رئيسا وزراء البلدين قبل ذاك حول الموقف من حزب العمال الكردستاني والعمليات العسكرية التي يشار إلى أنها تنطلق من مقاتلي هذا الحزب من داخل الأراضي العراقية في كُردستان العراق ضد القوات التركية في كُردستان تركيا.
كان النظام الدكتاتوري السابق قد منح الدولة التركية منذ أوائل الثمانينات حق اجتياح الأراضي العراقية مسافة عشرين كيلومتراً لمطاردة أعضاء ومقاتلي حزب العمال الكردستاني. وقد رفضت كل القوى السياسية العراقية المناهضة للنظام هذه الاتفاقية التي تعدّ تجاوزاً فظاً على الاستقلال والسيادة الوطنية العراقية. وقد مارست الحكومات التركية المتعاقبة مضمون هذه الاتفاقية طوال المدة الواقعة بين 1982 حتى سقوط النظام العراقي في العام 2003 , ثم توقفت عن ذلك خلال السنوات الأخيرة. وفي الآونة الأخيرة هددت الحكومة التركية وهدد القادة العسكريون في تركيا باختراق الحدود العراقية لضرب قواعد حزب العمال الكُردستاني ( كُردستان تركيا) فضلا عن اختراق الطائرات العسكرية التركية الأجواء العراقية.
طالب كثير من القوى السياسية العراقية , ومنها قوى التحالف الكردستاني , الحكومة التركية بالاستجابة لدعوة حزب العمال الكردستاني المتكررة بإيقاف الأعمال العدائية والتحري عن حل سلمي للقضية الكردية في كُردستان تركيا , خاصة بعد أن أعلن عبد الله أوجلان , نزيل السجون التركية , وقائد هذا الحزب , عن استعداد حزبه للتخلي عن حرب الأنصار والدخول في العملية السياسية لتحقيق أهداف هذا الحزب المشروعة والعادلة ضمن وحدة الدولة التركية. إلا أن الحكومة التركية لم تستجب حتى الآن لهذا النداء والموقف. وقد أيد التجمع العربي لنصرة القضية الكردية نزوع حزب العمال الكردستاني إلى نزع أسلحته والدخول في العملية السياسية , وقد عبرنا عن صواب هذا الاتجاه بأكثر من بيان وموقف وندوة تلفزيونية.
وخلال المدة الأخيرة توترت العلاقات بين الحكومة الكردستانية والحكومة التركية وصدرت تصريحات متبادلة لم تساعد على تخفيف أجواء التوتر. ولكنها أوجدت حالة جديدة برزت في النقاط الآتية:
1. دعوة السيد رئيس الجمهورية العراقية حزب العمال الكردستاني إلى التخلي عن السلاح والمقاومة المسلحة وولوج العملية السياسية , بوصفها تنسجم مع الواقع الدولي الجديد وفي ظل العولمة الجارية.
2. صرح السيد رئيس إقليم كُردستان مشيراً إلى ضرورة أخذ القوى الكردية في كُردستان تركيا وإيران ظروف الشعب الكردي والحكومة الكردستانية بنظر الاعتبار في نضالها من أجل حقوقها المشروعة. وأكد عدم تدخل إقليم كُردستان العراق بالشأن التركي الداخلي. ونشير إلى أن كلا المسؤولين رفضا التورط بالمشاركة في عمليات عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني.
3. ازدادت الضغوط الأمريكية باتجاهين , باتجاه الحكومة التركية في أن تتوقف عن أي اجتياح للأراضي العراقية من جهة , وباتجاه إقناع الحكومة العراقية باعتبار حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية من جهة أخرى , بحيث يمكنها مكافحة هذا الحزب في العراق وضد قواعده في كُردستان العراق , خاصة وأن الولايات المتحدة قد أدرجت هذا الحزب ضمن هذا التصنيف.
4. بدأت الحكومة العراقية , إزاء التهديد التركي باجتياح الأراضي العراقية والضغط الأمريكي , لإجراء محادثات ومفاوضات جديدة مع الحكومة التركية , تم على إثرها التوقيع على الاتفاقية الأخيرة بين وزيري داخلية البلدين في ضوء مذكرة التفاهم التي سبقتها بين رئيسي وزراء البلدين.
وتشير المعلومات المتوافرة إلى أن الاتفاق الأخير لم يمنح الحكومة التركية أي حق في اجتياح الأراضي العراقي , ولكنه أقر تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة دور الحكومة العراقية في مكافحة نشاط حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي العراقية في إقليم كُردستان . كما تؤكد المصادر الكردية إلى أن وزير الداخلية العراقي لم ينسق مع حكومة إقليم كُردستان بصدد الاتفاقية الأخيرة مع الحكومة التركية , وأنها ترى بأن أي اتفاق يمس الإقليم يفترض أن يمر أيضاً عبر مؤسسات الإقليم الدستورية والعراقية.
إن التجمع العربي لنصرة القضية الكردية إذ يدرك تماماً تعقيدات المسألة وحساسيتها , يؤكد بأنه يرفض أي تدخل تركي في الشأن العراق أو اجتياح الأراضي العراقية من قبل القوات التركية , كما يرفض ممارسة عمليات عسكرية ضد تركيا من الأراضي العراقية , إذ أنها تسمح بنشوء توترات لا على حدود البلدين حسب , بل وفي العمق العراقي , وخاصة في إقليم كُردستان وتتسبب في مشاكل لحكومة الإقليم. ولكن التجمع لا يتفق أيضاً مع وصف حزب العمال الكردستاني بأنه منظمة إرهابية لأنها تناضل من أجل حقوق الشعب الكردي في كُردستان تركيا , إذ أن على الحكومة التركية أن تقبل بعرض الحزب بإصدار قرار بالعفو العام عن أعضاء ومؤيدي الحزب مقابل نزع السلاح والولوج بالعملية السياسية لصالح المطالب العادلة لهذا الشعب وضمن الدولة التركية الموحدة. ولا نرى صواب مشاركة الحكومة العراقية في حرب ضد حزب العمال الكردستاني.
ونرى مفيداً في هذا الصدد أن نذكر قوى المعارضة العراقية السابقة , التي أصبحت اليوم في السلطة , أنها كانت يوماً تستخدم الأراضي الإيرانية في تحركها لضرب قوات النظام الدكتاتوري والنضال من أجل إسقاطه وأن المقر الأساسي لقوات بدر كانت إيران , إضافة إلى قوى سياسية أخرى. في حين أن هذا الحزب لا يكافح من أجل إسقاط الحكومة التركية , بل يطالب بحقوق الشعب الكردي الإدارية والثقافية المشروعة ويريد أن يلج العملية السياسية فعلاً , وعلى الجميع تسهيل هذه المهمة عليه.
إننا ومن موقع الدفاع عن حقوق الشعب الكردي في كُردستان تركيا ندعو حزب العمال الكردستاني إلى اتخاذ قرار جريء وصائب , قرار التوجه صوب النضال السلمي والديمقراطي من اجل تحقيق أهداف الشعب الكردي في كُردستان تركيا بوصفه الطريق الأسلم والأكثر قدرة على تحقيق المهمات المنشودة وتعزيز الكفاح المشترك مع الشعب التركي لصالح الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق القوميات في عموم تركيا ومن أجل التنمية والعدالة الاجتماعية.
29/9/2009 الأمانة العامة للتجمع العربي لنصرة القضية الكردية









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوكرانيا: حسابات روسيا في خاركيف؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بوتين يُبعد شويغو من وزارة الدفاع.. تأكيد للفتور بين الحليفي




.. كيف باتت رفح عقدة في العلاقات الإسرائيلية - الأمريكية؟


.. النازحون من رفح يشكون من انعدام المواصلات أو الارتفاع الكبير




.. معلومات استخباراتية أميركية وإسرائيلية ترجح أن يحيى السنوار