الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عاصمة المؤتمرات

احمد حسين

2007 / 10 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


مرة أخرى تستقبل بغداد أعداءها وكأن زقوم المؤتمرات السابقة لم يشبع جوع النقص الذي يعاني منه متعهدي الحفلات وتجار المنابر الشرهين لمزاولة كل ما يمت لبقعة الضوء بصلة.
لبغداد مؤتمر عقد في آذار الماضي تلاه آخر في آيار لمعالجة (شرم) الشيخ أو الشيوخ بتعبير أدق، وباسم العراق وعاصمته وأمته تتوالى المؤتمرات وتنهمر كمطر الرصاص والشظايا الذي لا تنضب مصادره.. ولو أجرينا إحصائية سريعة لفوجئنا بالإنجاز العظيم الذي حققه العراق بتحطيمه الرقم القياسي بما عقد من مؤتمرات وندوات واجتماعات طرحت جسده على طاولة التشريح حد التشويه، وقد تكون هذه الحسنة الوحيدة في سجل أولي الأمر إذ استطاعوا بجدارة يحسدون عليها ان يحشروا اسم العراق في كتاب غينيس للأرقام القياسية كما استطاعت شذى حسون ان تدون اسم العراق في سماء الفن وترصع سمائنا الملبدة بالحزن بفرحة فوزها وحصادها المبارك لأكثر من سبعة ملايين صوت عراقي وبذلك تكون أكثر المنتخبين شرعية وأجدرهم بتمثيل ناخبيها، وليس بعيدا عنها المنتخب الجدير بصفة (الوطني) الذي توج الرياضة العراقية بكأس آسيا بعد ان عجز رجال الدين والسياسة وغيرهم من القوامين على هذه الأمة عن تحقيق هدف واحد في شباك خصومنا الكثر.
دعم دولي امني واقتصادي للعراق، هذا ما تمخض عنه مؤتمر بغداد الثاني المختتم أعماله في العاشر من الشهر الجاري فما هو الجديد في هذا العنوان الكبير المبهج ؟!، وهل توقف الدعم الأمني والاقتصادي الذي ترفدنا به دول الجوار وما وراء الجوار ؟!، هل صمتت المؤتمرات السابقة عن التشدق بدعمها للعراق وحكومته وأمته ؟!، هل اختتم المؤتمرون يوما أعمالهم بغير هذا الشعار ؟!.
في كل محفل محلي أو دولي لا نسمع غير هذه التصريحات ولا نرى غير ابتسامة الرضا المزعوم، الجميع متفائل، الكل يبتسم، والأيدي تتصافح والقهقهات تعلو، لكن هل من نتيجة تنتظرها هذه الأمة البتلاة ؟!.. قطعا كلا، فلدول الجوار وغيرها أهدافها ومطامعها الأمنية والاقتصادية والسياسية والدكتاتورية ولها أيضا أمراضها وأحقادها، ولها إستراتيجية استنزفت جهدا ماديا ومعنويا وبشريا لتنفيذها ومتابعتها وإسنادها المستمر.
التأكيد الذي يصرّ عليه رئيس الوزراء حول جدوى الحوار واهميته أشبه ما يكون بعملية استئصال ورم خبيث من جسد أخبث وبأيدي من لا يفهم من مهنة الطب غير قطع التذاكر في شباك مستوصف صحي لأحدى القرى النائية وبالتالي فما من جدوى متوخاة من هذه العملية بل القلق واليأس هو ما الوضع الطبيعي الذي يعيشه من ينتظر خيرا في صالة الانتظار، ومن المفترض أن يعرف هذا الموظف أن مهمته وعمله الاساس هو الجلوس في استعلامات مؤسسته وقطع التذاكر للموتى حيث العلاج ميئوس منه ما لم تستورد هذه الأمة جراح جدير بمهنته متحملا لكافة مسؤولياته والأهم من كل هذا أن يعرف متى يستخدم مبضعه وكيف يستأصل الأورام الخبيثة منها والحميدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح