الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى قيادة الحزب الشيوعي العراق : اعينوا وطنا يحتضر !

منير العبيدي

2007 / 10 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


إن وطننا الذي يحتضر لا يمكن معالجته بتقطيع أوصاله !
تتطلع لكم الأنظار اليوم لتقولوا كلمتكم ! لقد نفذ صبر الناس ، فكتبَ العديدُ منهم مستفسرا : ماذا قال الحزب الشيوعي العراقي حاملُ الحكمة و الأمينُ على الحقيقة ؟
و كل هؤلاء من الذين كتبوا و تسائلوا هم من الحريصين على الحزب الشيوعي العراقي بإعتباره ضمير العراقيين من الذين تساموا عن أي انتماء غير الانتماء الإنساني ، بغض النظر عن الوضع الشائك الحالي و السياسة المتخبطة .
الفرصة بين يديكم الآن فلا تضيعوها ! إن إنظار الناس اليائسة و المحبطة تتطلع إلى حكمتكم فلا تخيبوا آمالها .
لقد خيبتم آمالنا في التصويت على قانون فدرالي طائفي ! و بين أيديكم الفرصة الآن لتخاطبوا كل العراقيين : " لا لتقسيم العراق ! نعم لفدرالية كردستان ! " .
إن جماهير شعبنا تريد مثالا واحدا على فدرالية قامت على أساس طائفي!
أو أعطوهم مثالا واحدا على أن واحدا من معلمي الشيوعية منذ ماركس مرورا بفهد قد أيد بشكل او بآخر فدرالية طائفية !
و لعلكم تعرفون اكثر مني أن ماركس قد أشار الى أن حق تقرير المصير ليس قرآنا شيوعيا ، و انه غير ملزم اذا كان الجزء فيه يتعارض مع الكل .
الأولوية الآن و بشكل ملح لبلد موحد تنتصر فيه الديمقراطية و التعددية و دولة المؤسسات و القانون .
انتم تعرفون أن الحزب الشيوعي العراقي قد وضع لفترة طويلة في الصدارة من شعاراته : " الديمقراطية للعراق و الحكم الذاتي لكردستان " في ذلك الوقت الذي لم تكن فيه الفدرالية ناضجة . و اذا ما كان ثمة درس نستخلصه من هذا الشعار فهو أسبقية الديمقراطية على الحكم الذاتي أو الفدرالية ، و أن علاقة الفدرالية بالديمقراطية هي علاقة الجزء بالكل ما يؤشر الى استحالة إقامة الفدرالية بدون ديمقراطية .
إن التقسيم العرقي الطائفي الذي مهد له قانون الأقاليم هو الذي مهد لتقسيم العراق و كان الخطوة الأولى التي جعلت المشرعين الامريكان يتجرءون على طرح هذا المقترح .
لا أظن انكم ستوافقون كما لا أظن ان انسانا عاقلا سيوافق على إقامة حزب شيوعي سني و آخر شيعي ؟
و لكن اليس الذي يسعى الى كيانات فدرالية على اساس طائفي سوف يسعى شاء ام أبى الى مثل ذلك ؟
انا متأكد أن جوابكم سيكون كما هو جواب كل الشيوعيين و الماركسيين و الواقعيين من الذين يرون أن إطار العراق هو الإطار السليم حاليا من اجل حزب شيوعي و حركة سياسة وطنية سليمة تعمل من اجل " وطن حر و شعب سعيد " كما أن الشيوعيين الحقيقيين حريصين على صورة الوطن المنفتح الذي ضم العشرات من القوميات و الطوائف و الأديان و أن الصورة المثلى للشيوعي هو عدم الاعتراف بالحدود بين الجماعات البشرية و الانفتاح على الإنسان كقيمة عليا بغض النظر عن العرق و القومية و الدين و الطائفة و اللون و الجنس.
يضرب بعض الكتاب من الذين يرغبون أن يدفنوا جثة العراق على عجل باعتباره كيانا مصطنعا أمثلة على فدرالية الكثير من دول أوربا كمثال لنظام متطور ، و لكنهم يتناسون أن هذه الفدرالية الأوربية لم تقم إلا على أساس مكين و مؤسس للمجتمع المدني السليم لها تاريخ طويل من التطور و النشوء و لا زالت في حالة صيرورة و لا يوجد مثال واحد من كل فدراليات العالم على من قام بإضفاء صبغة شرعية على حكام الطوائف الذين يتصارعون اليوم على نهب ثروات العراق . و يتناسى أمثال هؤلاء الكتاب أن التقارب و الوحدة و الاندماج هي سمة العصر في أوربا و العالم المعاصر و ليس العكس التمزق و التشتت و الشرذمة .
إن العراق يحتضر و سيسجل التاريخ اسم من أعانه على النهوض من كبوته و اسم من رأى ان تقطيع أوصاله هو الطريق الوحيد لإنقاذه ، فمع من سوف تقفون ؟
الآن فرصتكم و الناس تترقب .
منير العبيدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيارة الرئيس الصيني لفرنسا.. هل تجذب بكين الدول الأوروبية بع


.. الدخول الإسرائيلي لمعبر رفح.. ما تداعيات الخطوة على محادثات 




.. ماثيو ميلر للجزيرة: إسرائيل لديها هدف شرعي بمنع حماس من السي


.. استهداف مراكز للإيواء.. شهيد ومصابون في قصف مدرسة تابعة للأو




.. خارج الصندوق | محور صلاح الدين.. تصعيد جديد في حرب غزة