الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الامريكان والبريطانيون يعيدون تجربة المرتزقة الالمان(Hessians) عبر بلاك ووتر

كهلان القيسي

2007 / 10 / 2
الارهاب, الحرب والسلام


بقلم/ البرفسور سام حمود
ترجمة: كهلان القيسي

من المستغرب أن معظم إخوتنا الأمريكان تناسوا العملاء الالمان الذين إستؤجروا من قبل القوات البريطانية لمحاربة الامريكان ايام الثورة الامريكية ضد الانكليز؟... ربما تتذكرون بان جورج واشنطن وفرقته الصغيرة من الوطنيين الامريكان- اولئك الرجال الذين كانوا يقاتلون من اجل بلدهم- والذين عبروا بقوارب صغيرة نهر (ديلوار) المتجمد في فصل الشتاء القارص، والقوا القبض على هؤلاء المرتزقه ودحروهم بعملية مباغته في مدينة ترنتون، وبذلك حطموا الروح المعنوية للقوات النظامية البريطانية التي كانت تعتمد على هؤلاء المرتزقه للقضاء على جورج واشنطن ومقاتليه.
كان هؤلاء المرتزقة الالمان يحاربون من اجل المال و ليس من اجل اي قضية اخلاقية ، ومنتسبو شركة "الأمن" الخاص (بلاك ووتر)، هم أيضاً مرتزقة، وينحدرون من بلدان عديدة مثل، جنوب افريقيا- الكونغو- تشيلي- نيكاراغوا- وغيرها. بالرغم من ان (شركة بلاك ووتر) هي شركة امريكية بالأصل، إلا أنّ مرتزقتها ليسوا جميعا من الامريكان، ولكن حالهم هو حال، المرتزقة الألمان، فهم هناك من اجل المال، و يقدمون عروضهم لأولئك المتعطشين لاحتلال بلد ضد رغبة أهله. في قضيتنا الأمريكية كنا نكافح من اجل الاستقلال، والعراقيون اليوم يكافحون من اجل حرية بلدهم. ونحن نسيمهم " ارهابيون" !! كونهم يقاتلون من اجل عوائلهم، ووطنهم ودينهم، لكننا نسمي (بلاك ووتر) قوات حمايات امنية، وبهذا فنحن نلطف من التعبير اللغوي، ونقلب المعنى رأسا على عقب.
حتى يومنا هذا كتبنا نحن، (أنا وغيري) من الكتاب الآلاف من المقالات موضحين التناظر الصادق لتشبيه الحالتين ما بين الأمريكان الذين كانوا يكافحون من اجل حرية بلادهم، والعراقيون الذين يكافحون اليوم من اجل بلادهم الان، ضد محتل أجنبي، وضد مرتزقته الذين إستأجرهم لقتل الشعب في كلتا القضيتين.
وفي هذه النقطة، وطبقا لإحصائيات وكالتي الاسوشيدتس برس ورويترز، فاق عدد مرتزقة شركة بلاك ووتر عدد قواتنا الأمريكية في العراق، وعلى المواطن الامريكي ان يعي انه هو من يدفع لهؤلاء المرتزقة، للعمل من اجل منفعة شركتي (هاليبرتون) و(باكتل) وشركات امريكية اخرى استقرت في العراق لتلبية رغبات حكومتنا.
لم يطلب الشعب الأمريكي، ولا الكونكرس، من شركة (بلاك ووتر) العمل من اجلهم، ليس ذلك فقط ، بل الأدهى من ذلك ، أن هذه الشركات قد سببت مضار كثيرة، ومنها وطبقا لبعض المحاربين القدماء ان مرتزقة هذه الشركة خاضوا معارك وصدامات مع الجيش الامريكي نفسه، اضف الى ذالك بان هؤلاء المرتزقة يتقاضون رواتب ضخمة تصل الى 5 الاف دولار يوميا في بعض الحالات ولكنها لاتقل مطلقا عن 1500 دولار في اليوم الواحد، بالمقارنة مع ما يتقاضاه جنودنا وضباطنا ،وهذا شيئ خارج عن النطاق في هذا الموقف، بالرغم من ان بعض جنودنا يتوجب عليهم الالتزام بواجبات واخلاقيات الاشتباك العسكري، الا ان رامسفيلد وهذه الشركات قد سحقوا التزامنا باتفاقيات جنيف وبأية مبادئ أخلاقية، تعلمها الجنود في كنائسهم ومعابدهم، اما (بلاك ووتر) فهي لا تلتزم بأي أخلاقيات عسكرية ولا تعترف باتفاقيات جنيف التي انتهكتها في كافة حالات القتل التي ارتكبتها. أضف إلى ذاك كوننا، كقوتين غير شرعيتين هناك، لم يدعونا الشعب العراقي -لا كحكومة تمتلك جيش نظاميا ولا كشركات مرتزقة همها جمع المال وقتل المواطنيين.
ثم اضف الى هذا التناقض، لماذا تقوم (بلاك ووتر) بحماية موظفينا ودبلوماسيينا هناك؟؟، في الوقت الذي نمتلك فيه ألافا من الجنود هناك، الا يتوجب على هؤلاء القيام بتلك المهمة بل ربما يؤدوها أفضل من مرتزقة (بلاك ووتر)، فلماذا يتواجد جنودنا هناك، هل لقتل العراقيين أم لحماية موظفينا، ألا يدرك الشعب الامريكي انا انشئنا (وحش المرتزقة الالمان) في العراق مجددا لقتل الآلاف من العراقيين الأبرياء، وكما اثبت هذا الاسبوع، فقد قتل هؤلاء المرتزقة - مفتولي العضلات- العشرات من العراقيين، لمجرد الشك باقترابهم من الموكب الذي كان يحمونه، والذي كان من المفترض أن يقوم جنودنا بحمايته.

أرجو من اي شخص ولو بنصف عقل ان يخبرني كيف نستطيع ان نكسب القلوب والعقول هناك، ونحن دمرنا مدينة المساجد، الفلوجة فوق رؤوس اهلها، وتركنا مرتزقة (بلاك ووتر) يعيثون فسادا فيها، تحميهم طائراتنا من السماء بحممها الحارقة ، وكيف نكسب ود هؤلاء و 72% من العراقيين يتمنون خروجنا حالا من بلادهم، أما نحن فنتشبث بأقوال دُمانا، الذين هم خارج السلطة الان، كالجلبي وعلاوي اللذان ينعقان ببقاء الأمريكان في العراق. وكما سبق لي أن قلت في بداية هذه الحرب الغير قانونية و الغير أخلاقية، إن بوش قد فتح صندوق الشر. و سيخرج النمر منه وسيلتهمه ويلتهمنا.وقد حصل. وها نحن قد فقدنا الآلاف من شبابنا في العراق، وقتلنا أو تسببنا في قتل اكثر من مليون مواطن عراقي ،حسب إحصائيات بريطانية مستقلة ، ولكن من اجل اي فائدة؟.
وألان نعود إلى معلم أخلاقي آخر،ونحن نقوم بارتكاب خطأ اخلاقي اخر، فعندما طلب (الزعيم الاسمي للعراق) نوري المالكي بإيقاف عمل شركة (بلاك ووتر) في العراق بسبب جرائمها وقتلها الاجرامي في عموم العراق. ففي أول رد جاء من مسؤول أمريكي - كان هو الدفاع عن بلاك ووتر-، وكان يتساءل، هل من حق العراق ان يوقف عمل شركة بلاك ووتر؟، وهل إن حكومتهم المنتخبة ديمقراطيا تمتلك هذا الحق دون موافقة حكومتنا الأمريكية؟.
وقد تفوه أحد الناطقين الرسميين الأمريكيين وقال: كأمريكان وطبقا للقوانين التي فرضناها في العراق، نسمح لشركاتنا الأمنية وجيشنا بالتصرف دون أي وازع قانوني من قبل العراقيين أو غيرهم، انظروا كم هي الوقاحة!، وضعنا دمانا على رأس السلطة في العراق لتمرير القوانين كما فعل هتلر مع الفاشيين في فرنسا، ، والتي تعطينا السلطة المطلقة دون أي تحمل أي مسؤولية جراء ارتكاب أي عمل غير قانوني ولا أخلاقي، وبالتأكيد هو قتل المواطنين الأبرياء وتفجير بيوتهم بمجرد شك بسيط،، أو حتى بدون شك ، بل مجرد الانتقام، وان حكومتنا ينظر إليها من قبل العالم-بأنها تأتي في المرتبة الثالثة بعد إيران وإسرائيل في مصاف الأمم التي تبرر الأعمال المربية، ألا تلاحظ إننا نتمادى في هذا النهج لتبرير عمل مرتزقتنا.
قامت قواتنا بشن هجوم واسع النطاق على الفلوجة وقتلت مواطنين في الأيام الأولى للحرب،و احد الأسباب كان هو مقتل 4 من هؤلاء المرتزقة، وهؤلاء المرتزقة يعرفون بأنهم يواجهون المخاطر جراء تلك تلقيهم الأموال وكان 3 منهم على يعرفون ا مهمتهم وهي قتل العراقيين.
إنني اكره رؤية قتل إنسان لأي سبب كان ولكن في هذه القضية، ماذا يكون رد فعلك كمواطن وأنت ترى أناس غرباء يقتلون عائلتك وأصدقائك، هل تقعد وتتفرج عليهم، أو انك سترد عليهم، تخيل إن روسيا أو الصين قاما يغزوا أمريكا وجلبوا معهم 150 ألفا من المرتزقة ليقتلوا ويعذبوا عوائلنا وأطفالنا، هل سنقاتلهم،بالطبع سنقاتلهم، وهذا ما يفعله العراقيون ألان.
إن بلاك وتر ومرتزقتها لا يمثلون أمريكا، بل هي شركة مرتزقة خارجة عن القانون، وعملها لا ينحصر على العراق وحده، ولكنها تستأجر ألان للعمل في أمريكا نفسها ، ضد المواطنين الأمريكان وحقوقهم. انظر كيف انتشر هذا العار والعهر في بلدنا الذي لا يفقه اغلب الناس فيه ما يجري لهم.
لقد أوقع المالكي نفسه في ورطة مع الحكومة الأمريكية، ومع شركة بلاك ووتر، عندما عطل عملها مؤقتا، وفي الشهرين الماضيين سمعنا وقرءنا الكثير من الأخبار التي تخرج من واشنطن ،عن عدم رضا الحكومة الأمريكية على المالكي، وتتمنى إبداله بأياد علاوي، ومن الذي قرأته انا إن الحكومة ترعى حملة علاوي للعودة إلى السلطة. علينا الانتظار قليلا لرؤية ،إلى أي مدى يستطيع المالكي أن يحتفظ بقراره، وما أخشاه إن حكومتا ستدعم بلاك ووتر(Hessians) ، وان هذه الحرب الفظيعة ستستمر إلى ما لانهاية،أو ربما يتدخل احد ويخلصنا. نني قد قلت عندما بدأت هذه الحرب القذرة، إذا أردتم أن تسيطروا على العراق، فعليكم قتل كل رجل وامرأة وطفل فيه، وإذا كان الأمر بيد بلاك ووتر والبعض ممن في حكومتنا، فهم سيقومون بهذا من اجل السلطة والنفط.
انه ليوم حزين – اليوم الذي يمكن أن يذم فيه جورج واشنطن.
*البروفسور سام حمود مواطن أمريكي من اصول لبنانية: مستشار سابق في وزارة الخارجية الأمريكية، ورئيس المركز الإسلامي في واشنطن، وأستاذ في جامعات مشيغان وهارفرد وغيرهما.

09/20/07 "ICH








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما


.. شاهد ما حدث مع عارضة أزياء مشهورة بعد إيقافها من ضابط دورية




.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف الحرب في غزة| #الظهيرة


.. كيف سترد حماس على مقترح الهدنة الذي قدمته إسرائيل؟| #الظهيرة




.. إسرائيل منفتحة على مناقشة هدنة مستدامة في غزة.. هل توافق على