الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف لو فلسطينيّ كويتيّ أو سوريّ لبنانيّ..!!

محمد أبوعبيد

2007 / 10 / 4
الصحافة والاعلام


مشاهد داحس والغبراء العربيتين المعاصرتين تتكرر في أكثر من مناسبة. في برامج، مثل ستار أكاديمي وسوبر ستار وغيرها يغفل المشجعون العرب بجنسياتهم المختلفة أنهم عرب، وأن ما ينسيهم ذلك ما هو إلا سباق على لقب ليست فيه من القداسة حبة خردل ولايمنحه قديس. حين يعود ظافر اللقب إلى وطنه، فإنه ، وفق الوقائع، يتعامل مع من أوصلوه إلى لقبه بالرسائل القصيرة كما لو كان من أحد النبلاء الذين ربما بحكم النبالة هم أكثر تواضعاً من خريجي تلفزيون الواقع وغيره. حمداً لله أن كل شعب يعيش في وطنه، وإلا لكانت الحال لا تُحمد عقباها حين يشتد التصويت ويستعرالتشجيع.
التلفزيون الأردني وتلفزيون الجديد اللبناني يبثان برنامج"الفرصة". ليس المقصود هنا تقييما للبرنامج الذي له من يقيّمه، و ناله من الانتقادات ما ناله، إلى جانب الإطراء. ما يقتضي التفكر به في هذا الوارد هو الأسس التي تُبنى عليها الانتقادات، حين تصبح العواطف المِقود الذي يوجه تلك الانتقادات إلى طريق وعرة غير سالكة. لا غضاضة في انتقاد بناء مدعّم بالبراهين والتشخيص بمنأى عن الهوية والجنسية. لكن أن يُصبح مستهل الانتقاد هو النظر قبل كل شيء إلى أن هذا أردني وذاك لبناني ، ويُبنى الانتقاد وفق هذا المُعطى،فإن ذلك يحمل مؤشرا خطيراً على ما تكنه كل جنسية عربية إلى شقيقتها، خصوصاً في ظل تكرار المشهد في الآونة الأخيرة خلال المنافسات الرياضية أو الفنية أو الأدبية، والأنكى التوترات السياسية التي تتحمل وزرها الأنظمة الحاكمة لا الشعوب.

"الفرصة" تحول إلى فرصة لمناكفات أردنية لبنانية على المستوى الإعلامي والشعبي لا السياسي، ثمة أردنيون استهجنوا كون المذيع لبنانياً على قاعدة أن الأردنيين أحق في التقديم. ولبنانيون شجبوا إقحام مذيعة أردنية في برنامج لبناني، حيث في لبنان مذيعة لكل مواطن. آخرون اعتبروا أن الفنانة اللبنانية مادونا أساءت إلى الزي الفلكلوري الأردني حين تزيتْ به، فسوابقها ،كما قيل، عارضة لأزياء البحر وحاضرها مغنية إغراء. من اللبنانيين من رأى منكراً في تصوير البرنامج في العاصمة الأردنية باعتبار أن بيروت هي "باريس العرب"، وتناسوا أن عمّان حاضنة لفنانين لبنانيين وعرب.!

هذا الوَغى الكلامي هو صب زيت على نار الفرقة التي أنجبتها السياسة. الذهنية العربية الآن يشغل حيزها الأكبر سوء النية لا حسنها. فها هو العربي يتقوقع على نفسه أكثر بدلا من الانطلاق نحو العالم الأكثر اتساعاً له ولغيره. صار العربي متجهاً نحو مزيد من التعصب وتوارث الآراء المسبقة المعدة سلفاً عن شقيقه، فلا يرى إلا جنسيته ، ثم إلا عشيرته التي تأويه، ومن بعد ذلك الطوفان.

كانت تغشينا أحلام وردية في أن ما يعجز عنه السياسيون قد يحققه أهل الفن. لكن ها هي البوادر من خلال البرامج الفنية تنذر بمزيد من فك المقابض في الجسم العربي المتفكك والمتعارض، فساءت أيام المُنذَرين. هي تنذربانحناء أشد لعواصف الفرقة السياسية بدلا من صدها فنياً وفكرياً، ومن خلال فاعليات عربية مشتركة تتخطى مشكلات وعداوة القادة والسياسيين. إنْ كان ما زالت بقية فسحة لأمنية، فهي أن تكون حسن النية سيدة الموقف إذا بث التلفزيونان الفلسطيني والكويتي برنامجا فنياً مشتركاً يسمو فوق الماضي ، وإذا ما قام بالخطوة نفسها التلفزيونان السوري واللبناني، أو المصري والليبي، وكل ثنائي عربي هو الآن مثل اسبارطة وطروادة لا بسبب هيلين. ليكنْ للسياسيين نهجهم ، وليكن للفنانين ومعجبيهم والإعلاميين ومتابعيهم ديْدنهم ،وقارب نجاة لِئلا يجرفهم تيار السياسة.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب.. قطط مجمدة في حاوية للقمامة! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. موريتانيا: مع تزايد حضور روسيا بالساحل.. أوكرانيا تفتتح سفار




.. إسرائيل تحذر من تصعيد خطير له -عواقب مدمرة- بسبب -تزايد اعتد


.. هدوء نسبي مع إعلان الجيش الإسرائيلي عن -هدنة تكتيكية- انتقده




.. البيان الختامي لقمة سويسرا يحث على -إشراك جميع الأطراف- لإنه