الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من التراث

رشيد كرمه

2007 / 10 / 4
الادب والفن



قال الخليل بن أحمد *: الناس أربعة:
رجل يدري ويدري أنه يدري، فذاك عالم فخذوا عنه، ورجل يدري وهو لا يدري أنه يدري، فذاك ناسٍ فذكروه، ورجل لا يدري وهو يدري أنه لا يدري، فذاك طالب فعلموه، ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذاك أحمق فارفضوه.
رغم ان الرجل ولد في عام 718 وغادرنا عام 786 ميلادية اي انه سبقنا بنحو 1221 عام ألا ان تشخيصه في محله و لا زال إستنتاجه يتمتع بأريحية الأنسان الثاقب البصر والبصيرة ولطالما انتج المجتمع العراقي والبصري تحديدا الكثير من الألمعية التي لازالت آثارهم شاخصة تفقأ عين الجهلة من الناس , ولعل الجميع يمتلك وجهة نظر وقناعة مجزءة او كاملة ازاء هذه الإستطرادات من الأسئلة كما واجد ان الجميع في النهاية يتفق ويتمنى ان يُصنف وان على مضض مع الأستنتاجات الثلاث الأولى غير انه يقف دون ادنى شك موقفا رافضا ًو واضحا ًلا لبس فيه ولا تردد ولا غموض ازاء ان يحشر مع الرابع من التصنيفات الفراهيدية كونها تشير الى الأحمق من الناس .....
والأحمق هنا يدخل في دائرة ( الغباء ) الذي يـُفسر على انه نقص في الذكاء وهذا مما يترتب عليه الجمود الفكري أو التحجر وفي احس الأحوال يحاول من ابتلى بهذا العوق التظاهر بالمعرفة وهز الرأس بالإيجاب دونما دراية وفي لغة الأنترنيت** الحالية تجده يرفع اصبعه الى الأعلى في دلالة واضحة على اتفاقه مع ما يطرح , في حين تجد هذا الصنف متناقض كليا ًمع واقع المجتمع المدني الذي لايقوم ولا يرتكز إلا على دعائم مسلحة بالديمقراطية , الذي تفترض الأيمان بالآخر ــ بمعنى الآخر النقيض المخالف للرأي ــ ناهيك عن ايمانه بنصف المجتمع , والديمقراطية في كل الأحوال لاتقوم على الغاء من هو ( الضد ) كما انها ليست ديمقراطية إذا ما لجأت الى السيف او الحزام الناسف فمن يرفض الواقع وهو يعيشه ولا يدري انه يعيش في ظل تطورات عاصفة تطالب بفرض واقع القانون مثلا سيصنف في المنزلة الرابعة من علم الفراهيدي .
ومن سوء الطالع ان تجد إن هذه الفئة تشكل الأغلبية في الواقع العربي والأسلامي فهي لاتدري ماهية الديمقراطية وأدواتها وشروطها وطرق الوصول اليها ومع هذا تطالب بالديمقراطية وترفع شعار الأسلام هو الحل دون تمحيص او دراية وهي لاتدري ان هذا مخالف للبيئة الديمقراطية , ولقد بات العالم يتحسب لهؤلاء نظرا ً لعدوانيتهم التي اعلنوها في 11سبتمبر في نيويورك ومن المؤسف حقا ً ان نقول ان العالم كان أصما ً وأعمى وابكماً حينما دخل في حرب شعواء مع الصنف الأول الذي يدري ويدري انه يدري وكان بإمكانه انتاج عالم خال من الجوع والبطش والأرهاب ولازال الأمل معقودا عليه ...ومن زاوية أخرى تجد ان مشكلة هؤلاء الذين لايدرون ان زمن الطغاة الذي أعدوه طويلاً قد قََصر وإذا مـــا حسبناه نحن العراقيون ( بحساب العرب ) فـإن زمن ( صدام وخيمة الحزب *** ) هو زمن دخل في تصيفات الماضي فلقد تشرذم في أقل من خمس سنوات وفي احسن حالاته فلقد ارتمى من لايزال يعيش الوهم في حضن تنظيم القاعدة المؤسسة التي تحتضن الأرهاب في كل دول العالم دون منازع , وبذلك فهذه الفئة لاتدري انها حلت محل الأرهاب العالمي الذي مارسته الولايات المتحدة الأمريكية هنا وهناك مثال ستينات العراق وفيتنام وسبعينات شيلي ناهيك عن تدخلاتها الأرهابية الفضة في امريكا اللاتينية .
والرجعية العراقية والعربية المدعومة من ( السلطة الدينية ) ومن يتخندق معهما لاتدري ولا تدري أنها لاتدري اضحت خارج الزمن , بفعل التطور والأهتمام الحاصل في حماية حقوق الأنسان من جانب المجتمع الدولي وهذا يعني في احسن الأحوال ان تنتقل سريعا الى مواقع اكثر قربا للتعلم تأقلما مع الحضارة , لئلا تـُكنـَس كما كــُنست طالبان التي أخذت معها بإصرار الحمقى حلم إحياء الخلافة الأسلامية في زمن باتت النظم الفيدرالية الحديثة**** قاب قوسين أو أدنى منا نحن العراقيون , ويقينا اننا نمتلك خزينا ً من صنف

((( رجل يدري ويدري أنه يدري )))

الهوامش

* الخليل بن أحمد
718-786م


الخليل بن احمد الفراهيدي ،مؤسس علم العروض وواضع أول معجم عربي. ولد في عمان ، وترك موطنة الى البصرة فنشا فيها . ومن العلماء اﻟﺫين تلقى عليهم علومه : ابو عمرو بن العلاء ، وعيسى ين عمر، وغيرهم ، فاجتمع له العلوم والمعارف ما أتاح له ان يكون استاﺫ البصرة في عصره ، بلا منازع وكثر تلاﻣﻴﺫﻩ أمثال : سيبويه، والكسائى، والنضر بن شميل ، والاصمعى وغيرهم . وقد اعترفوا جميعا، وكلهم اساتذه كبار، بريادته في اللغة، والنحو، والعروض، وعلم الموسيقى ، والرياضة .
وكان الخليل الى علمه الغزير ، متواضعا، زاهدا , ويعيش في خص من أخصاص البصرة ، قال تلميذه النضر بن شميل : ( أكلت الدنيا بعلم الخليل و كتبه، وهو في خص لا يقدر على فلسين ، وتلاميذه يكسبون بعلمه الأموال ).
ومن حكايات زهده ، ان سليمان بن حبيب بن ابى صفره والى فارس والاهواز ، كان ﯾﺪفع له راتبا بسيطا يعينه به، فبعث اليه سليمان يوما يدعوه اليه، فرفض ، وقدم للرسول خبزا يابسا مما عنده قائلا: ما دمت اجده فلا حاجه بي الى سليمان .
**
*** تعبير طالما ردده البعثيون في العراق قمعا للشعب وقواه الوطنية
**** الفيدرالية القائمة على اسس ديمقراطية سليمة وليست طائفية او شوفينية

رشيد كَرمـــــــة آواخر أيلول السويد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال