الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتهاكات في الضفة الغربية مغيبة عن الرصد الحقوقي والاعلامي

عماد صلاح الدين

2007 / 10 / 3
حقوق الانسان


بتاريخ 27 ، 28- 9 - 2007،من الأسبوع الفائت أقدم مجهولون على مدار ليلتي يومي التاريخين المذكورين سابقا على اقتحام وسرقة والعبث بمحتويات مقري صحيفتي الاستقلال (المحسوبة على الجهاد الإسلامي) و دنيا الوطن الالكترونية (المحسوبة على حركة فتح) الكائنتين في قطاع غزة . وما أن وقع الاعتداء الآثم المذكور بحق الصحيفتين ، حتى وجدنا عديد مؤسسات حقوق الإنسان ومنابر إعلامية وفصائل سياسية تسارع بإدانة الجرم المرتكب، وتعتبره اعتداء على حرية الرأي والصحافة والإعلام ، وان الأمر يأتي في سياق سياسة مبرمجة تستهدف تلك القيم الإنسانية التي كفلتها الوثائق والمعاهدات والمعايير الدولية لحقوق الإنسان ،وبان حماس السلطة الفعلية القائمة هي من تتحمل المسؤولية عن حفظ امن وأمان تلك المؤسسات الإعلامية .

هذا ،وكان من بين مؤسسات حقوق الإنسان التي أدانت واستنكرت الجريمة ودعت إلى ملاحقة مقترفيها: مؤسسة الضمير، ومركز رسالة الحقوق ، والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان . وأما الفصائل فكانت الجبهة الديمقراطية والشعبية والمكتب الإعلامي لحركة فتح، بالإضافة إلى نواب في المجلس التشريعي ونقابة الصحفيين . وما لفت انتباهي حول الموضوع يمكن سرده بالنقاط التالية :
1- إن في قطاع غزة نفسه، كانت تحدث أعمال اضطرابات واعتداءات مكشوفة ومفضوحة ضد مؤسسات وممتلكات عامة وخاصة ؛كما كان يجري عقب صلوات الجمعة في الساحات العامة والمظاهرات والإضرابات التي كانت تدعوا إليها فصائل منظمة التحرير ، بالإضافة إلى أعمال تخريب مخططة تستهدف مؤسسات رسمية مهمة في قطاع غزة كالمجلس التشريعي . لكن هذه الأعمال التخريبية والفوضوية والمخلة بأمن المجتمع واستقراره والخارجة عن القانون والعرف وحقوق الإنسان ، لم تكن لتجد متسعا ومكانا في خانة إدانات مؤسسات حقوق الإنسان ومنابر إعلامية، تدعي حرية الرأي والتعبير والعمل على رعايتها وحمايتها .
2- في قطاع غزة قبل أسبوعين تقريبا، تعرض مكتب وطن للصحافة في حي الرمال الذي يديره الأستاذ الصحفي عماد الإفرنجي للاقتحام من قبل مجهولين،وكما تعرض الأخير وزميله الصحافي مصطفى الصواف للتهديد بالقتل عبر مكالمات هاتفية من أطراف معروفة لدى أهل القطاع ؛ بسبب مواقف هذين الإعلاميين في ممارسة حرية الرأي والتعبير ، ورغم خطورة الموقف المتعلق بتهديد حياة إنسان بالقتل، لكننا ومن موقف المراقب لما يجري في الساحة ، لم نجد هذا التدافع الكبير في إدانة واستنكار الجرم كما في غيره مما سبق .
3- ثم إن من حق المتابع للمشهد الفلسطيني في الضفة والقطاع أن يتساءل السؤال المشروع وهو:من هو صاحب المصلحة الحقيقية في استهداف صحيفتي الاستقلال ودنيا الوطن الالكترونية ؟ هل حماس تريد أن تكمم الأفواه وفق سياسية مبرمجة كما يدعي البعض ، ومنابر الإعلام المختلفة حزبيا وسياسيا تعمل ليل نهار ، بل إن حركة فتح وقادتها وكوادرها وناشطيها في غزة ينتقدون ويكيلون السباب والتهم "الجزاف" لحماس دون رقابة أو حساب ،ثم إن حماس بعد الحسم الميداني في 14 - حزيران الماضي تريد الأمن والاستقرار،وهي ليست معنية بالفوضى والفلتان. وهي تعتبر نفسها في امتحان في هذا السياق ولا أظن أنها تبحث عن عوامل فشل ، بل إن هناك أطراف معروفة تريد الاضطراب والفلتان والفوضى لكي تثبت أن حماس عاجزة عن تحقيق الأمن والأمان للمواطنين . إذا ، والحال هذه لمن تقع المصلحة في سرقة ونهب وتهديد المؤسسات الإعلامية وأصحابها ؟.

وأما بالنسبة للضفة الغربية ،وهي هنا الغرض من المقال- بالأساس- كما هو بائن من عنوانه. فكما يعرف الجميع أن الانتهاكات الفظيعة والمتنوعة بحق حقوق الإنسان "الضفاوي " وحتى ممثليه( كما هو حال الاعتداء على النائب في التشريعي منى منصور قبل أسبوعين ،والتي أصيبت في يدها جراء إلقاء قنبلة غاز على المسيرة السلمية التي خرجت من مسجد البيرة في رام الله ؛تنديدا بالاعتقال السياسي في الضفة، ومنع ذويهم من زيارتهم والاطمئنان عليهم) بلغت حدا لا يطاق ،وكلها يتم ارتكابها تحت مسمى تهمة العضوية في القوة التنفيذية أو الخوف من الانقلاب على الشرعية ، وملاحقة الجماعات الخارجة عن القانون والحاملة للسلاح غير الشرعي . علما أن الوضع السياسي والأمني في الضفة الغربية لا يسمح أبدا بإنشاء هكذا قوة مشابه لتلك الموجودة في قطاع غزة .

وهذه الانتهاكات تنوعت بين قتل واعتقال بالمئات لطلاب ومعلمين وأئمة مساجد وصحافيين وغيرهم كثير ، بالإضافة إلى حرق وإغلاق مئات المؤسسات الخيرية والثقافية والإعلامية ،وضمن الأخيرة احرق مكتب الرواد للصحافة للأستاذ سهيل خلف ومكتب النجاح الذي يديره الدكتور فريد أبو ضهير . وأما منع صحيفتي فلسطين والرسالة من الطباعة والتوزيع في الضفة ومنع فضائية الأقصى ومراسليها من البث فيها ،فهذا بات أمراً يعرفه الجميع وقد مضى عليه أكثر من مئة يوم . وأنا لا اعرف ،أمام هذا الحجم المهول وغير العادي من الانتهاكات بحق حقوق الإنسان في الضفة الغربية ،أين هي مؤسسات حقوق الإنسان والمنابر الإعلامية والفصائلية والشخصيات الاعتبارية في التدافع كما يتدافعون لإدانة كل صغيرة وكبيرة في قطاع غزة؛لرصد هذه الانتهاكات والفظائع القائمة مع كل صباح ومساء وحتى في عتمة الليل!.

تحدث الجرائم والانتهاكات الإنسانية في الضفة الغربية وتنسب إلى مجهولين ، وان كانوا للمارة معروفين . ولا يتحرك المعنيون بالأمن أو بحقوق الإنسان ؛من اجل متابعة وكشف المتورطين ، بينما في غزة ترتكب أعمال فوضى وتخريب واستهداف لمؤسسات وممتلكات عامة وخاصة ، وإذا أرادت السلطات القائمة هناك ملاحقة هؤلاء المعتدين والمخلين ، تبارت مؤسسات حقوق الإنسان وأجهزة إعلامية وشخصيات اعتبارية وغيرها ؛لاعتبار ذلك ضربا من اعتداء مشين على حقوق الإنسان وكرامته وحرياته .

اخشي ما أخشاه أن يأتي اليوم الذي تقوم فيه القوة التنفيذية، أو غيرها من الأجهزة المسئولة عن حفظ الأمن والنظام في قطاع غزة ؛بإلقاء القبض على من اعتدى ونهب وسرق صحيفتي الاستقلال والوطن؛ لتأتي بعدها المؤسسات والمنابر التي أدانت واستنكرت وطالبت بملاحقة الفاعلين في البداية ؛ لتعتبر اعتقالهم لاحقا على انه اعتقال سياسي واعتداء على حرية الرأي والتعبير ، والعلة أن فلانا ،وان كان مجرما، عذره الواضح والأكيد والشفيع انه ينمي لهذا الفصيل أو ذاك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي في الجمعية ا


.. موجز أخبار السابعة مساءً - الأونروا: غارات الاحتلال في لبنان




.. لبنانيون ولاجئون هجّرتهم الغارت الإسرائيلية يروون معاناتهم و


.. طلاب جامعة السوربون بفرنسا يتظاهرون من أجل غزة ولبنان




.. شاهد| دبلوماسيون يغادرون قاعة الأمم المتحدة بعد بدء خطاب نتن