الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاث قصص قصيرة جدا

امجد نجم الزيدي

2007 / 10 / 4
الادب والفن


• طيران
موجة من التعب الكثيف حاصرته، أدار بصره في حدود المكان وتمطى، المارة، السيارات والابنية خطوط مبهمة واشارات لمكان بعيد اعاده الى ذكريات قديمة وصدى كلمات تدق الراس، كان الصوت مألوفا والحدث جد قريب ولكنه في الوقت ذاته غارق في صورة قديمة، اجفانه ثقيلة والشارع ممتد امامه، بدى كخط اسود متقطع، نفض راسه عدة مرات لعله يعاود الصحو لكنه لم يستطع السيطرة على اجفانه، مرت امام عينيه صور كثيرة، اراد ان يتمسك بها لتعينه على السيطرة، الشارع فارغ امامه، حيث اخذ بالتلاشي، نفض راسه بقوة واعاده لظم خطوط الشارع والمساحات الصحراوية الجرداء التي تركض على جانبي الطريق، ضغط على السرعة، ادار المذياع واخذ يدندن والسيارة فاردة جناحيها طائرة خارج الشارع الفارغ.

• امل
كان وجهه غائما، عندما تحرك من مكانه موزعا نظراته في ارجاء المكان، تمطى طاردا النعاس الذي خيم على اجفانه، ثم استغرق في تفكير عميق، راسما خطوطا مموهة لماضي بدى قديما جدا، حتى انه لم يستطع تذكره بصورته التي الفها من قبل، ولكنه كما هي عادته، تمسك بتلك الخطوط التي تتكور مرة او تنحي في الاخرى، لتصبح وجوها ساهمة وعيون واجمة، بيد انها مرتبطة به ارتباطا قويا، حيث بدأ قلبه ينبض بقوة وقدميه الواهنتين لم تستطيعا حمله، لذلك ارتمى في مكانه مطرقا، ايقظته يد رقيقة واصابع نفذت بين شعره، احس برعشة هزت كيانه من الداخل ورقص لها قلبه بوجيب متكرر، رفع عينيه لتغرقان ببحر مترامي الاطراف لاتبان فيه اي بقعة ممكن ان تنتشله فهام في هذا السكون الشفيف، وتلقى تلك الابتسامة المشرقة التي زرعت في قلبه املا قد قضى نحبه منذ زمن بعيد.

• فنطازيا
غريب هو النعاس وهو ينساب من جهات خفية معتمة، وانا انقاد بفعل جاذبية غريبة الى واحة ما، في ذاكرة مستوفزة، احاول الامساك بأتزان مفتعل وسط اللغو والضجيج الذي بدأ يتكاثف، كان يبدو غريبا وهو يجتازني متجاهلا كل اللعنات التي صببتها على راسه، بعد ان داس على قدمي، مخترقا زحمة الاجساد بكتفيه العريضتين، انا لا اعرفه حقا، ولكن موقفه ولا اباليته تلك، هي التي دفعتني الى الامعان في تصرفاته، تبعته من دون قصد مني وكأن قوة خفية تجرني نحوه، كان يمر بين الاجساد الملتصقة في ذلك الحشد الصاخب بأنسيابية عجيبة، من دون ان يحتك باحد، ودون ان تغريه تلك الاجساد البضة المتموجة على لحن راقص، وكأنه عندما داس على قدمي كان متعمدا ذلك، وبمشهد غريب توقف في نهاية القاعة المكتظة وصوب نظره نحوي، كانت عيناه الحمراوين تنظران الي نظرة مبهمة، لاتعكس اية مشاعر واضحة، وبدأ بحركات مسرحية او حركات لاعب البولينغ يقتلع الرؤوس ويدحرجها نحوي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟