الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصفنا العاقل في رمضان!!!

رحاب الهندي

2007 / 10 / 4
العلاقات الجنسية والاسرية


أطل رمضان الكريم برأسه علينا مبتسما باسى مستغربا هذه الفوضى التي نعيش، لكن لانه الشهر الكريم ولان الكلمة الطيبة صدقة تمنى لنا جميعا الخير والمغفرة! وهمس بهدوء وبكل رحابة صدر ان نلجا اليه جميعا نختبىء تحت ظلاله مؤمنين ان الخير هو الابقى وان الشر لابد ان يزول!
كل عام وانتم بخير تلوكها الالسن، نتمتم بها جميعا والالم يعصرنا على فقدان الخير الذي نتمناه والخير هنا في عالمنا هذا النصف عاقل ونصف مجنون لا يعني فقط ان نكتفي بالمسألة المادية في الحياة.
فالخير هو الحب والامن والامان والسلام وايثار الوطن والاخرين، فاين نحن من كل هذا؟! غالبية بيوتنا والحمد لله عامرة بالمشاكل المتراكمة، بالخوف الذي يغلفنا، بفقدان الاحبة الذين سقطوا على الهوية، بالخطف والاغتصاب لادنى حقوقنا الانسانية، رمضان كريم نامل ان يكون كريما لهذا العام بان يزداد كرما ليزداد شح المجرمين والعصابات والارهاب.
حكايا الليل والانين في رمضان كثيرة، مئات النساء اللاتي فقدن ازواجهن بلا سبب، الاف الاطفال اليتامى، اسر منكوبة لان رب البيت بلا عمل ولان الزوجة عليها ان تكون وابا وراعية للبيت! مشاكل تتلوها مشاكل، والحلول في جيب الغيب! لكننا سنبقى متفائلين برمضان كريم.
ولان الله اكرم فقد اوصانا بالسماحة والتسامح وقال لنا (ان في رسولنا اسوة حسنة) اترانا نتبع تصرفات الرسول سلوكا وعبادة ام ان بعضنا يغيب لساعات طويلة ما بين الصلاة والصلاة ورغم تعب صيامه فهو عصبي المزاج حاد الغضب كريه الكلمات!!
ما اكثر هؤلاء الذين يقلبون حياة بيوتهم جحيما لمجرد انهم صائمون، قالت لي احدى الزميلات انها تتحاشى تماما الكلام مع زوجها في اي شيء خاصة قبل الافطار حتى لا يكون ذلك اليوم سيئا في حياتها نتيجة غضبه وتعكر مزاجه! واتساءل بيني وبين نفسي الم يهذبه الصيام؟!
احداهن ابتسمت قائلة: ان هذه تعتبر مشكلة عامة وليست خاصة، فمعظم الرجال الصائمين يتميزون بالعصبية خاصة المدخنون!!
زميلة خفيفة الظل عقبت بقولها: انا شخصيا اقضي شهر رمضان عند اهلي لاتخلص من عصبية زوجي وبذلك وجدت حلا يريحني ويريحه من المشاكل اللامبررة من الشهر الفضيل!
اذن نحن فعلا في عالم نصفه مجنون، والجنون هنا اننا نجعل من اي شيء حجة لتكريس مشكلة ما تظهر على السطح وتبدو بلا سبب، رغم ان اسبابها تبدو واضحة المعالم لكل انسان فهذا الخوف الذي يغمرنا وهذا الحصار الخانق في حياتنا اليومية في الشارع وفي الوظيفة، ومع انفسنا يجعلنا نفور ونفتعل المشاكل، وبما اننا لا نملك اي سبب لنفجر انفعالاتنا في اي مكان فنحن نخزن كل هذه الانفعالات الغاضبة في بيوتنا، الرجل يفجرها في وجه زوجته وزوجته غالبا ما تكبت قهرها لتصبه على الاولاد، والاولاد يتشاجرون فيما بينهم، وقليل منا من يلجأ للحكمة والصبر والهدوء، وهؤلاء يستحقون ان يكونوا في مصاف البشر المتحضر في عالمنا هذا، المليء بتناقضاتنا الغريبة، لكنه رمضان شهر فاضل وكريم وعلينا ان نعب من جوفه كل الكرم والاخلاق الحميدة التي ارساها سيدنا المصطفى (صلى الله عليه وآله) لا ان نكتفي بالعبادة فقط ونترك سلوكنا مضادا لكل توجهات الدين والحب والخير والمسامحة الم يقل الله في كتابه الكريم لرسوله: (لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) صدق الله العلي العظيم.
اذن لنختزل عالمنا هذا نصف العاقل ونستغل هذه العقلانية بكل ما بها من خير وحب الى اقصى مدى ونتنعم بشهر الغفران متناسين تماما نصفنا المجنون، وكل عام وانتم بالف خير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية في المجلس البلدي لمحافظة ظفار آ


.. لمستشارة بوزارة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة الموريتانية




.. نائبة رئيس مجلس محافظة معان عايدة آل خطاب


.. أميرة داوود من مكتب ديوان محافظة الجيزة في مصر




.. رئاسة الجمهورية اليمنية فالنتينا عبد الكريم مهدي