الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التيار الديمقراطي

اراز عباس

2007 / 10 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


اتصفح كل يوم صفحات الانترنت واقراء الكثير من المقالات والدراسات في الصحف العراقية وكلهم يتطرق لقضية الديمقراطية في العراق الحالي ومدى مشاكل العملية السياسية العرجاء بسبب عدم فهم الكثير من السياسيين الموجدين كيفة ممارسة المنافسة السياسية من منطلق ديمقراطي. بالاضافة لعدم مقدرتهم على ممارسة المنافسة السياسية السلمية (لانهم يفتقرون للنفس الديمقراطي بالاضافة انهم اتوا لتنفيذ اجندتهم, او اجند غير عراقية), بدليل زجهم للميليشيات و المجموعات المسلحة في الشارع العراقي من اجل فرض انفسهم على الساحة العراقية ومن ثم يتكلمون عن الديمقراطية كونهم منتخبون. وهروب وزير الصحة واعترافاته للامريكان عن وزارته المخترقة من قبل مجموعات مسلحة تابعة لبلدان الجوار بأسامي عراقية. بالاضافة لهروب وزير الثقافة المتهم بقتل اولاد مثال الالوسي. هذا ناهيك عن التفجيرات الارهابية والقتل والتهجير على الهوية. وبالاضافة لوجود قوات اجنبية على الارض تعتبر ايضا عامل معرقل على سير العملية السياسية, لان هذه القوات لديها مصالح اخرى بعيدة عن استقرار البلاد. بالاضافة للمجاعة الموجودة. كل هذه الامور تكون بشكل مختصر صورة الواقع العراقي المزري.

و مشكلة ضعف التيار الديمقراطي بسبب ضعف النفس الديمقراطي في المجتمع العراقي. لان السبب هو ان التيارات السياسية وبالاخص الدينية نابعة من هذا المجتمع المضطهد. و ضعف النفس الديمقراطي هو سبب تراكمات الماضي الاسود وبالاضافة لصغر عمر العملية الديمقراطية او الممارسة الديمقراطية حتى في الاحزاب الديمقراطية, لان هذه الاحزاب لم تمارس الديمقراطية بكل مبادئها في حياتها السياسية. لان هناك مبادئ للديمقراطية, فهل مارسة هذه الاحزاب هذه المبادئ؟ بالاضافة فأن هناك مبادئ يتم ممارستها من خلال المشاركة في البرلمان او اثناء الوجود في السلطة. وهذا لايعني بأن هذه الاحزاب ليست ديمقراطية او ليست محسوبة على التيار الديمقراطي, لا بل هي الان تمثل التيار الديمقراطي في العراق. بالاضافة ان هذه الاحزاب كانت دائما في المهجر ولم تأتي الفرصة لكي تمارس الديمقراطية في البرلمان او في الحكومة او في الشارع العراقي.

الديمقراطية سلوك, والسلوك ليست كلمة على ورقة فقط. ومن اجل ان تصبح سلوك يجب بالتالي ممارستها في اوضاع مستقرة. والديمقراطية تحتاج ترجمتها الى الواقع من خلال افعال ملموسة تتماشى مع الواقع. السلوك الحالي معظمه مكتسب من العادات والتقاليد البائسة التي سببتها تراكمات التأريخ الملئ بالحروب والاضطهاد. فترة حكم صدام المقبور كان لها تأثير سلبي على الاجيال المتعاقبة, بحيث تم تربية جيلين على مبادئ القمع وعدم الاحترام واستخدام العنف في كل شئ, بحيث كان في كل وزارة او مستشفى او مؤسسة حكومية سجن. والان نعيش افرازات هذه التراكمات وهذا لا يعني بأن الاحزاب الدينية الطائفية ليست لها يد بتأزم الاوضاع السياسية. بل هم سبب رئيسي في ذلك لانها لم تخلق اجواء للاستقرار والحرية والمساواة. لانها جائت للانتقام والاستحواذ على السلطة لا اكثر.

اذا فأن المشكلة كبيرة, وحلها ليس بالسهل. ولاتوجد وصفة سحرية لحل هذه المعضلة. لكن جزء من هذا الحل هو بيد الاحزاب الكبيرة العراقية التي تتخذ مبدء المحاصصة الطائفية في سياستها, التي اثبتت فشلها بأمتياز في ادارة البلد. اذا ما تنازلت هذه الاحزاب من سياستها الطائفية المقيتة فلا نرى الديمقراطية عن قريب, وحتى ولو تنازلت فـأن الطريق للوصول الى مجتمع ديمقراطي طويل جداً, لان الديمقراطية ممارسة. وهذه الممارسة يجب ان تبدأ في البيت والمدرسة وفي مؤوسسات الدولة وفي الشارع بالاضافة لمجتمع تكون فيه المساواة والحرية ذوابت. لان هذه الذوابت هي اسسس للديمقراطية, لا وجود للمساواة بدون حرية, وعمر الحرية قصير بدون مساواة.
بأضافة ان هذه الاحزاب وليدة الشعب فهذا يتطلب مهمة توعية المجتمع العراقي. ولا اعتقد بأن الاحزاب الطائفية سوف تبقى مكتوفة الايدي من قضية التوعية, فهي ايضا سوف تحاول عرقلة المد الديمقراطي (اذا كان ذلك موجود) وتحاول جر المجتمع الى اتجاه اخر.

اعتقد بأن المنظمات المدنية العراقية في المهجر تقع على عاتقها مسؤولية كبيرة, وهذه المسؤولية هي توعية الجالية بمواضيع الوطن لكن بطرق جديدة. لان الجالية مستائة من تصرفات السياسيين العراقين التي ادت الى رسم صورة مشوهة للسياسة. فلذلك عندما نحاول طرح مواضيع, نطرحها بطريقة تختلف عن الطرح الطائفي الموجود والطرق السياسية الموجودة. لان حتى الاحزاب الوطنية العراقية لديها ممارسات سياسية قديمة, وهذه الاساليب اصبحت قديمة على المواطن العراقي فلذلك اصبح التجديد شئ مهم. يمكننا تعلم السياسة من خلال متابعة التغيرات السياسية الحاصلة في البلدان الديمقراطية, بحيث نتعلم اساليب الحوار مع الناس.

اقول اساليب, لان لدي انطباع عن المجتمع الشرقي بشعوبه عندما يتحاور, يتحاور من اجل الفوز او الانتصار, وليس من اجل ايصال الرأي. بالاضافة كوننا بشر, وكل شخص منا لديه مهمة في هذه الحياة, لذلك تقع ايضا علينا مهمة تثقيف انفسنا من اجل نشر الوعي, وبأستطاعتنا البدئ في الاسرة. واذا فعلنا ذلك فهذا يعتبر انتصار. طريقنا طويل ومليئ بالمأسي والمشاكل والعراقيل لكن علينا عدم التوقف او الشعور بالاحباط. واذا اصبحنا محبطين, يمكننا قراءة التأريخ لبلدان اصبحت ديمقراطية من اجل زرع الامل في نفوسنا لمواصلة هذا الطريق الصعب. لاننا نحن من يزرع الامل في نفوس الناس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وقفات تضامنية بمدن مغربية عدة تطالب بوقف التطبيع ومقاطعة إسر


.. فايز الدويري: المعارك في منطقة جباليا ستكون صعبة وقاسية




.. ناشطة أمريكية تهاجم المتخاذلين عن نصرة غزة


.. تحذير من المحكمة لمايكل كوهين بسبب مقاطع فيديو على تيك توك ح




.. ميلانيا ترمب تمنع ابنها بارون من الانضمام لعالم السياسة.. فم