الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعلام وقضية علوني.. (!)

حافظ سيف فاضل

2003 / 10 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


عمد بعض الاعلام العربي ان يجعل من مراسل قناة الجزيرة بطلا قوميا(!). نتسائل هنا الا يمكن للصحفي ان يخطئ او يسلك سلوك مغاير للمهنية الصحفية؟ او ان ينتمي لجماعة محظورة, ويصبح مطال للقانون فهو في النهاية بشر يخطئ ويصيب. لو حدث أمر اعتقال الصحفي "تيسير علوني" في دولة غير ديموقراطية او من دول العالم الثالث والتي لاتملك شفافية اعلامية وتنعدم فيها حرية الكلمة ونهج الديمقراطية فيها مجرد شعار, لتضامن الجميع مع اي صحفي في العالم حال تعرضه للاعتقال. ولكن ماحدث كان في اسبانيا وقد تم الاعتقال بناء على اتهامات لعلاقة الصحفي "علوني" بخلية للقاعدة ونقله اموالا, والاتهامات تظل اتهامات حتى تدينها المحكمة القضائية وهذا ماحصل مع "تيسير علوني" فقد افرج عنه (بكفالة) لاسباب صحية ومنع من السفر وعليه المراجعة اسبوعيا لاثبات وجوده في اسبانيا وعدم مغادرتها. المبالغة العارمة التي تحجب العقل وتهيج العواطف تجعل من طرح قضايانا في المجتمع الدولي بل والمجتمع العربي مضللة وقليلة القيمة فلقد لاحظنا الحملة التي قادتها قناة "الجزيرة" للوقوف الى جانب "علوني" ووضع صوره على صدور العاملين في حقل القناة على اشكال نياشين, وشعار/كلنا تيسير علوني/ تلاشت فجأة كما (توقعت انا شخصيا) عند اطالة مدة حجزه, وتوالت الانباء عن التهم الموجهة وخطورتها. لقد افرج عن "علوني" بكفالة وكما هي ثقتنا بالقضاء الاسباني وعدالته, لا مناص الا من انتظار سير المحاكمة ووضع الامور في نصابها وعدم التضليل في تحويل القضية الى قمع لحرية الكلمة او دفع ثمن نقل اخبار"للجزيرة" (كما عبر علوني حال اطلاقه) فالتهم واضحة ومحددة, سيبت فيها القضاء الاسباني وفرج الله كرب علوني. لم نعرف عن "تيسير علوني" -ومن وجهة نظري الشخصية- الا عندما نقل اخبار منحازة الى جانب طالبان وتم هدم النزاهة المهنية في نقل الخبر والصورة وعمد-مجبرا او برغبته- الى تحسين صورة طالبان وقلب الواقع, وحول هزيمتها المجلجلة الى نصر, وفر مع جحافل طالبان في حالة ذعر مصدوما بعنصر المفاجأة مع من صدم من محبي طالبان, وكان حاله اشبة بحال العرب عندما صدموا حال سقوط بغداد. ومن قبل صدمتهم بنكسة 1967م.                                                         
كانت قضية المواطن الامريكي "عبد الرحمن العمودي" التالية التي كانت قد بدأت تتشكل في جو الفضاء العربي لتتحول في حينها (ليا قسريا)الى حرب ضد "الاسلام" في امريكا واختزال السبعة ملايين امريكي مسلم في شخص "عبدالرحمن العمودي", فمسلموا "اليو اس ايه" يتمتعون  بكامل حرية المعتقد والدعوة وبناء المساجد والمراكز الاسلامية في الولايات المتحدة الامريكية. وكانت قد بدأت قناة "الجزيرة" باطلاق صفة شعاراتية على "العامودي" /اعتقال المفكر الاسلامي/ في حين لم نسمع يوما من قبل انه "مفكر" وانما في الحقيقة هو ناشط اسلامي. فصفة (مفكر) باعتقادي انها صفة كبيرة ورفيعة لايسهل الحصول عليها الا بكد بحثي جاد واٍنتاج علمي غزير. القانون الامريكي لايسمح لمواطنية من السفر الى بلدان تعتبرها الولايات المتحدة ارهابية ولاتقيم معها علاقات دوبلوماسية وكانت ليبيا احدى تلك البلدان التي ذهب "العمودي" مسافرااليها وحاملا اموال منها بحقيبة يد وتم توقيفه في المطار حال عودته بهذه التهمة وتلاها ثمانية عشر تهمة وجهها الادعاء الامريكي رسميا, تتعلق بتبييض الاموال واٍجراء صفقات غير قانونية مع ليبيا واستخدام جواز سفر مزور والحصول بصورة غير مشروعة على الجنسية الامريكية. وتحدثت التقارير عن احتمال تورط مؤسسة "العمودي" بعد ان ضبط الامام السابق في قاعدة "غوانتانامو" الكابتن "جيمس يي"  المعروف بأسم الامام يوسف وبحوزته خرائط ومعلومات عن "غونتانامو" وقد وجهت الى "جيمس يي" تهم تتعلق باساءة استخدام المعلومات السرية.                                           هناك عنصر أخر يسمى "نزارالطرابلسي" كان لاعبا للكرة التونسية انحرف عن مهنيته الرياضية وبدلا من ان يحسن من اداءه الرياضي ليؤهله للبيع باغلى الاسعار للنوادي الاوربية فضل انتهاج خط مغاير, حكم عليه القضاء البلجيكي بعشر سنوات سجن وتمت ادانته بالتخطيط لمهاجمة قاعدة جوية لحلف شمال الاطلسي لصالح تنظيم القاعدة في بلجيكا. نستنتج من هذا كله انه من الممكن والمتوقع ان ينحرف الصحفي عن مهنيته والناشط الدعوي عن دعوته والرياضي عن هوايته واٍٍمام المسجد عن اداء رسالته التسامحية وكل شخص يتحمل مسؤلية, اي ان الانحراف امر وارد.                                             

 

على الاعلام العربي ان يلتزم المهنية والحياد في طريقة نقله وطرحه للقضايا مهما كانت القضية عادلة وملحة, وليترك الخيار والحكم للمواطن اوالمشاهد
والمستمع. من المكروه وبشدة ان يكون الاعلام ابوي تسلطي اوايدولوجي عقائدي او مُسيس يؤجج وينتج متلقي منفعل وموتور, اوتتفرخ منه خلايا ارهابية تعاني منها الشعوب على مستوى العالم وخاصة في الوضع اليمني المعقد والتي تدور رحى الارهاب على ارضه.                                                 
نقترح على الحكومة اليمنية ان تلغي وزارتي الاعلام والثقافة كما فعلت الاردن بقيادة العاهل الاردني الرشيدة, لتحرير الكلمة والابداع من سيطرة الدولة, وادلجة التوجيه المعنوي, وكذلك للتخفيف من الانفاق العام وفتح الاستثمار امام القنوات الخاصة التلفزيونية والاذاعية في البلاد ككثير من دول العالم وبعض الدول العربية وهذا لايتعارض مع الحرية والديموقراطية التي تنتهجها القيادة الحكيمة في بلادنا. نأمل ان تلقى هذه الدعوة ارادة مطمئنة وتذليلا قانونيا يُرغب رأس المال في التدافع الى بلادنا في الطريق الى انشاء مدينة اعلامية على غرار مدينة "دبي" الاعلامية.. لانعتقد ان هناك مايمنع من فعل ذلك تمشيا مع متطلبات العصر(؟!).                                                              
                               

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 5.4 مليار دولار تكلفة السيطرة العسكرية الإسرائيلية على غزة


.. تصاعد الانقسامات السياسية.. حرب غزة لم تنجح في توحيد الصف ال




.. طفلان يختبئان داخل تنورة والدتهما من البرد في غزة


.. كتائب القسام تعلن أن مقاتليها قطعوا إمداد قوات الاحتلال شرق




.. الترجي التونسي يستضيف الأهلي المصري في ذهاب الدور النهائي|#ه