الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يريد هذا البعثي السابق؟

سمير عادل

2003 / 10 / 26
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



   في آخر تصريح لرئيس حركة "الوفاق الوطني" وعضو مجلس الحكم الحالي، عبر مقال له في احدى الصحف الامريكية، طالب أياد علاوي الادارة الامريكية، باعادة مؤسسات الشرطة وقوات الجيش المنحلة الى العمل من جديد. وقبل أيام من نشر مقاله هذا، دافع عن إعادة العمل بحكم "الإعدام"*1. يبرر علاوي مطالبه هذه، بازدياد رقعة الانفلات الأمني والفوضى التي تعم المجتمع العراقي. قبل الدخول في مناقشة أهداف علاوي لنبين بانه قد ينجح في استغلال هذه الأوضاع المنفلته من عقالها، لإثبات حقانية مطالبه، لكنه سيفشل في إقناع المجتمع بأن الجهاز القمعي لنظام البعثي الفاشي فشل أيضا في القضاء على "الجريمة". لكن الجريمة في منظور البعث وأيام حكمه تختلف عما يحدث اليوم. فعمليات ما يسمى "بالمقاومة"، وهي سلسلة من الجرائم التي يذهب ضحيتها المدنيين وتدمير محطات الكهرباء ومصادر المياه، مصدرها وجود القوات الامريكية-البريطانية، التي تتخذ من بقايا البعث والإسلام السياسي أرضية تستند اليها وتبرر ارتكابها لتلك السلسلة من الفظائع بحق الإنسانية في العراق. بيد أن سوق المبررات لإرجاع رجالات القمع والتعذيب والملاحقة الذين كانوا خدماً لنظام صدام المجرم وأساس بنيانه الى وظائفهم، ليس سوى مبرر لاستعادة هيبة سلطان مجلس الحكم، الذي لا هيبة له مادام غير مستند الى شرعية الجماهير. وليس "علاوي" وحده يحاول استغلال الأوضاع الأمنية المنفلتة لفرض الأجهزة القمعية على جماهير العراق، فقبله، حاول الحزبان القوميان الكرديان والمجلس الأعلى وجماعة مقتدى الصدر وغيرهم،  إقناع بول بريمر باطلاق العنان لميليشاتهم العسكرية، لغرض استتباب الآمن. وبين الفينة والاخرى تطلق التصريحات التي مفادها ان مسالة الامن يجب ان تولى للعراقيين. الا ان كل عضو في مجلس الحكم يغني على ليلاه، ويزداد غبطة، عندما تزداد رقعة الانفلات الامني. ليس هذا فحسب، بل ان لهم اليد الطولى في ادامة هذه الفوضى. بيد ان الفارق بين علاوي وغيره من اولئك الذين في مجلس الحكم، هو عدم امتلاكه لمليشيات مسلحة وهو يحاول استرداد اجهزة البعث القمعية المنحلة لفرض عنجهيته على المجتمع، كسائر محاولات الجماعات سابقة الذكر.  ان الصورة الكاريكاتيرية والمنافقة لاعضاء مجلس الحكم، تفضح ممارساتهم العملية على ارض الواقع. فالقوى الاسلامية، سواء كانوا في مجلس الحكم او الذين يشنون ما يسمى "بعمليات المقاومة"، تلعب دورا في فرض سيناريو قاتماً ومظلماً على المجتمع العراقي، بالتنسيق مع الجمهورية الاسلامية في ايران، لتحويل العراق الى بؤرة للارهاب والعمليات الارهابية. نجد نفس قوى الاسلام السياسي تتصارع فيما بينها للحصول على اموال الخمس والزكاة؛ فتشعل فتيل الحرب الاهلية، كما حدث مؤخرا بين جماعة مقتدى الصدر وانصار السيستاني في كربلاء. اما حزب الدعوة فهو يفرض الإتاوات على الناس في البصرة و يحاول ضرب الاعتراضات الجماهيرية في الناصرية. كل من هذه الاحزاب تملك واجهات عسكرية وارهابية بمسميات مختلفة وهي ترتكب الجرائم ضد النساء السافرات وبائعي الخمور ودور عرض الافلام السينمائية والتعدي على الحريات الشخصية وتصفي المعارضين السياسيين تحت ذرائع تصفية البعثيين دون الرجوع الى اي قانون اومحاكمات علنية كما تفعل حركة الطليعة وثار الله وحركة 15 شعبان ..الخ. وتسير الاحزاب القومية الكردية على نفس المنوال في مدينة كركوك*2. وفي مقابلة مع شبكة الاعلام العراقية، رحبت "ممثلة" التركمان في مجلس الحكم بقدوم القوات التركية الى العراق ودافعت عن تاريخ الدولة القومية الفاشية التركية، اذ امتدحت مواقفها بمساعدة الاكراد والشعب العراقي. ان تلك الاقوال لا صلة لها مطلقاً مع الحد الادنى للحقيقة. فالنظام الفاشي في تركيا، كان  في كل تأريخه معاديا وبشكل سافر للجماهير الناطقة بالكردية. وقد وقع المعاهدات مع النظام البعثي في العراق من اجل ملاحقة المعارضين السياسيين في العمق الجغرافي للبلدين من قبل القوات العسكرية للطرفين، ناهيك عن اطلاق التهديدات الاستفزازية ضد امن وسلامة جماهير العراق. فمن اين اتت عضوة مجلس الحكم بمساعدة دولة تركيا العنصرية والفاشية للجماهير العراق؟. بيد ان  ممثلة التركمان تحاول هي الاخرى الانضمام الى جوقة حافري النفق المظلم لجماهير العراق. انها تنوي اللحاق بالركب "المؤمن بتخريب المجتمع العراقي" وتحويله الى لبنان آخر. 
  وعودة الى تصريحات اياد علاوي، نرى بانه يحاول ان يجد له موطأ قدم في "العراق الجديد" عراق "التحرير" عراق تصفية المخالفين السياسيين ومعارضي مجلس الحكم. انه يرغب في اعادة الفرضية القديمة للبيت الابيض عشية الحرب، والقائلة "بازالة صدام والحفاظ على نظامه"، بالرغم من قرار مجلس الحكم القاضي باجتثاث البعثيين.    
*1 انظر مقال ريبوار احمد "بشرى مجلس الحكم لجماهير العراق" –الشيوعية العمالية عدد 107
*2 انظر مقال "اصحاب الريات الخضر يشعلون فتيل الصراعات القومية" – الشيوعية العمالية عدد 88








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غالانت: لدينا مزيد من المفاجآت لحزب الله.. ماذا تجهز إسرائيل


.. مظاهرات عالمية ضد الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان




.. مروحية إسرائيلية تستهدف بصواريخ مواقع على الحدود مع لبنان


.. سعيد زياد: الحرب لن تنتهي عند حدود غزة أولبنان بل ستمتد إلى




.. قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية على شقة في بطرابلس شمال لبنان