الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأقربون أولى بالمعروف .. مرة أخرى

طارق الحارس

2007 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


أن يتبرع الدكتور عادل عبد المهدي من ماله الخاص لأية جهة خارجية فذلك شأنه ، لكننا نذكره بقوله تعالى ( الأقربون أولى بالمعروف ) ، أو أن يتبرع من مال حزبه ( المجلس الأعلى الاسلامي ) فذلك شأنهم أيضا مع أننا نذكرهم بالآية نفسها ( الأقربون أولى بالمعروف ) ، لكن أن يتبرع الدكتور عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية من مال الدولة الى جهة خارجية فذلك يحتاج الى موافقة الشعب العراقي .
الحصول على هذه الموافقة يتم عبر البرلمان العراقي فان كان الدكتور عبد المهدي قد استحصل موافقة البرلمان على التبرع بمبلغ 250 الف دولار لدعم الطلاب الدارسين بالأزهر فذلك يعد مصيبة ، أما أن يكون قد استحصل هذه الموافقة فالمصيبة أعظم .
ربما يعتقد بعضنا أن قيمة المبلغ الذي تبرع به السيد نائب رئيس الجمهورية لا تعد قيمة مادية عالية ، لكننا هنا لا نتحدث عن القيمة المادية ، بل نتحدث عن حالة التبرع نفسها التي تشبه الى حد كبير التبرعات ، أو ( المكرمات ) التي كان رئيس النظام السابق المقبور صدام حسين يقدمها لمن يشاء لتحقيق مآرب شخصية بالرغم من الجوع الذي كان يعاني منه المواطن العراقي نتيجة الحصار الاقتصادي الذي كان النظام نفسه يمارسه ضده .
لقد تحدثت ( المعارضة العراقية السابقة ) وهي الحكومة الحالية كثيرا عن تبرعات أو مكرمات النظام السابق ، بل أن هذا الموضوع كان من الأوراق المهمة التي تناولتها هذه المعارضة لفضح النظام السابق .. فمالفرق بين الأمس واليوم ؟
من المؤكد أننا لا نقصد تشبيه نوايا الدكتور عادل عبد المهدي بنوايا وأهداف النظام السابق فشتان ما بين أهداف وتطلعات عبد المهدي الوطنية ، وأهداف المقبور صدام حسين ، لكننا وفي الأحوال كلها نسجل اعتراضنا على أية تبرعات تخرج من خزينة الدولة لأية جهة غير عراقية ، لاسيما في هذه المرحلة القاسية التي يمر بها الوطن والمواطن ، إذ أن دولارات خزينة الدولة يجب أن تصرف لدعم وتحسين الأوضاع وأصحاب الظروف الصعبة بالعراق ، كما جاء في رد شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي حين رفض قبول التبرع الذي قدمه السيد نائب رئيس جمهوريتنا .
عسى أن يكون رد الدكتور طنطاوي ، هو الدرس الحقيقي الذي لابد من أن يتعلمه قادتنا فالأقربون أولى بالمعروف كما جاء في قوله تعالى ، لاسيما أن العديد من مدارسنا بحاجة الى رحلات وسبورات ومستلزمات أخرى وأن معلمينا وطلابنا وطالباتنا بحاجة الى دعم مادي حقيقي من الحكومة العراقية ، ولن نتحدث هنا عن المآسي الأخرى التي تعاني منها الحياة عموما بالعراق .
مرة أخرى نناشد جميع المسؤولين في الحكومة وهيئة الرئاسة والبرلمان بعدم التبرع الى أية جهة غير عراقية تحت أي مبرر لأننا أولى بمالنا ، على الأقل في هذه المرحلة .

* مدير تحرير جريدة الفرات في استراليا









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA