الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حي او مخيم لاجئين؟

رانية مرجية

2007 / 10 / 7
القضية الفلسطينية


عندما تدخل حي ميم نون، التابع لشارع الزهراء بمدينة اللد، الذي يعيش به قرابة التسعون شخصا ، تشعر وكـأنك تدخل لإحدى مخيمات جنين، فهو محاصر ومهمل وقذر، الفئران والثعابين والبعوض تسرح وتمرح فيه، ومياه المجاري تفيض وتسري من كل حدب وصوب، حتى المقبرة الإسلامية لم تسلم من مياه المجاري ومن إبر المخدرات، وكثيرا ما يتم تدنيس المقبرة من قبل المدمنين هناك، "المدينة" تجولت بالحي، ودخلت عدة بيوت، واستمعت لعدد كبير من شكاوى سكان الحي.

اشباه رجال

وفي حديث "للمدينة" مع دنيا حجاج رميلات، وهي أم لخمسة بنات أصغرهن في الثانية والنصف من عمرها، وأكبرهن في الحادية عشرة، قالت بدموع قانية حمراء وبصوت ضعيف مخنوق: "كما ترون البيت لا يصلح للسكن، ويفيض المجاري بالبيت على مدار السنة، وفي الشتاء يغرق بيتي، ويأتي الناس لمساعدتنا بإخراج المياه، وأضافت بحسرة: قبل يومين فاضت المجاري ولو لم تستيقظ ابنتي من النوم للشرب، لربما كنا اليوم في عداد الموتى"، دخلت معها لغرفة البنات الخمس، وهي عبارة عن أربعة أمتار بثلاث أمتار، الأفرشة والملابس بقفص، وهنالك مكتبة صغيرة تبرعت بها لهم إحدى مدرساتهن، تتنهد الأم وتردد: "يقولون أن هنالك لجنة أمناء وهيئة إسلامية واحزاب فاعلة، نحن في رمضان ولكن لا أحد يتفقدنا، لم نشعر برمضان أبداً، رغم توجهاتنا العديدة لهم، إلا أن ذلك كان دون جدوى، ناضلت بطرق شتى لإدخال بناتي مدرسة المنار اللواتي تم رفضهن، في البداية توجهنا لعضو البلدية محمد أبو شريقة ليساعدنا لكنه لم يلتفت لنا، ولم يهتم بنا أبداً، وعاملنا بصورة بشعة، متناسياً ما كان يعد به وقت الانتخابات، الوحيد الذي وقف معنا، وساعدنا بإدخال البنات للمدرسة، كان أبو رجب حسونة، لا يوجد نخوة بالبلد ولا يوجد إلا أشباه رجال".

تجولت معها في بيتها الآيل للسقوط الذي لا يصلح للسكن أبداً، و استمرت دنيا بحديثها بحسرة: "توجهت عدة مرات "للعميدار"، ليجدوا لي مكانا بديلا أعيش فيه كما يوفروا لليهود، بناتي معظم الوقت محشورات بالبيت لا اسمح لهن بالخروج منه، بسبب الثعابين والفئران والبعوض"، تأخذني معها لحي عبري حديث محاذ لهم، خصص للمستوطنين الذين كانوا سابقا بغزة، حي نظيف ومبانٍ حديثة وراقية: "ألا يحق لنا إن نعيش بكرامة كما يعيش اليهود، وان يوفروا لنا الخدمات وينظفوا الحي..".

الحي ميت
بعدها قمت بزيارة بيت الحاج احمد حجاج 62 سنة، ويقول لنا بحسرة: "الحي ميت غير معروف ولا احد يسأل عنا أو يتفقدنا، إنني ألوم لجنة الأمناء فرداً فرداً، إنها لجنة مصالح، لجنة حرامية لا يساعدوا إلا أشكالهم، يدعون التقوى والدين، والدين منهم براء، أنا لا أريد منهم شيئاً ولكني اسألهم: ترى أين تذهب أموال الزكاة والتبرعات، وبنبرة حادة يقول: إنهم لا يخافون الله ولا يوم الحساب، فسلي من حولك أنه في كثير من الأحيان، عندما ندخل للمقبرة الإسلامية لقراءة الفاتحة على أمواتنا، نجد مدمنين توفوا هناك، أو نائمين فوق القبور، ناهيك عن أبر المخدرات والياتها، ألا يجب أن نحافظ على قدسية أمواتنا ومقدساتنا، لماذا لا تخصص اللجنة ناطور للحراسة، فقط بالأعياد يتم تنظيف القبور".

لقد أخرجت البلدية كل اليهود الذين يسكنون الحي، وأعطتهم بيوت في أحياء راقية، إلا العرب بقوا مكانك سر، وفي أفضل حال يعرض عليهم السكن في حي المحطة، وهو ليس اقل سوءا من هذا الحي.

"اقرأ الفاتحة على المدمن"

وضع زياد العموري وهو أب لثلاثة أطفال ليس أفضل، فهو بالكاد يحصل على 2200 شاقل على حسب ذمته من التأمين الوطني، قال "للمدينة" : "بدل أن ادخل للمقبرة لأقرأ الفاتحة على الميت، أصبحت اقرأها على المدمن، المسؤولية على لجنة الامناء وجميع رجال المجتمع العرب والساسة الذين لا يهتموا بموتانا، أمي امرأة أرملة ولكنهم يتجاهلوها، إنهم يساعدوا معارفهم من المقربين إليهم".
وتابع: "لقد رأيت بام عيني كيف أعطت البلدية بيت لأحد السكان اليهود بالحي الذي اختاره، أصلا لا يوجد لدينا قيادة عربية بالبلد همها على العرب، إلا أن همهم الأول مصالحهم الشخصية، يتذيلون لنا وقت الانتخابات ويعدونا بالوعود الفضفاضة، وعندما ينجحون ونحتاجهم يديرون وجوههم لنا، احدهم حماد حسونة الذي رفض مجرد أن يوصل صوتي، واحتجاجي للبلدية وأنا ساعدته بصورة كبيرة".
وأضاف: "لقد وصل الحد أن تساعدنا وتتفقدنا جمعية "ياد بياد"، وهي تابعة لليهود المتدينين، ويتم إهمالنا من قبل لجنة المسلمين، وأضاف أريد أن أوجه رسالة لأعضاء الكنيست العرب ليزورنا ويتفقدونا، ليطالبوا بحقوقنا التي يخشى بعض المنتفعين في لجنة الأمناء الإسلامية بالمطالبة بها".

"المطلوب قيادة نظيفة"

استمر بالسير في الحي بمرافقة زياد فيريني، من خلال "المحسوم"، الذي يغلق الدخول والخروج للحي من الجانب الرئيسي، فيقول: "إنهم يريدون حصرنا بجيتو".
أودعه وألتقي بعدد من شباب الحي، ليكشفوا أمامي حقيقة كانت مغيبة عني بعد أن تعهدت أمامهم أن تبقى أسمائهم محفوظة بملف التحرير، حيث قالوا 30% من سكان هذا الحي أضحوا تجاراً للمخدرات ، لقد نجحت إسرائيل فيما كانت تسعى إليه، ألا وهو ألهائنا من التفكير بهويتنا وتراثنا وتاريخنا بشرذمتنا".

وقال احدهم: "الحصار والتمييز الذي فرض علينا، جعلنا نسير في طريق الاتجار بالسموم ، لأننا نريد تأمين حياة أفضل لنا ولأولادنا، نريد أن نعيش.. "
وأضافوا: "لو كان لدينا قيادة نظيفة بالبلد ورجال أمناء ووطنيين وشرفاء، لما استمر الوضع بالحي على ما هو عليه، حيث يأتي الغرباء من كل مكان لشراء جميع أصناف المخدرات، ادعوا القيادات الشريفة السياسية القدوم الى البلد والاطلاع على هذه المأساه من اجل النهوض من القاع".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأميركي: دمرنا محطة تحكم و7 مسيرات للحوثيين في اليمن


.. درجات الحرارة بالعراق تتجاوز الـ50 والمختصون يحذرون من الأسو




.. ما آخر تطورات العملية العسكرية بحي الشجاعية شمال غزة؟


.. رقعة| تدمير الحي الإداري برفح نتيجة العدوان الإسرائيلي على غ




.. وزارة الداخلية الإيرانية تعلن التوجه إلى جولة ثانية من الانت