الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشروع بايدن للتقسيم ام للفيدرالية؟!

صباح قدوري

2007 / 10 / 7
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بتاريخ 26 ايلول/سبتمبر2007 ، اقر مجلس الشيوخ الامريكي وباغلبية 75 صوتا مقابل 23 صوت بالرفض، على مشروع قرار غير ملزم للادارة الامريكية ولا للاطراف الاخرى ذات العلاقة بالموضوع، وتقدم به السيناتور الديمقراطي المرشح للرئاسة الامريكية ( جوزيف بيدن ) ، حول خطة لتقسيم العراق الى ثلاثة دويلات حسب الانتماء العرقي ، الطائفي والقومي (اقليم كوردستان ، واقليم شيعي ، واقليم سني) ، وذلك على حساب وحدة العراق وسلامته واستقلاله وسيادته وهويته الوطنية الجامعة ، ويعتبرخرقا صارخا لاسس ومبادئ ممارسات الديمقراطية، وتدخل سافر في عملية اتخاذ القرارات المصيرية بشأن العراق الداخلي. اعتبار هذا المشروع من وجهة نظر صانعي القرار في الكونغرس الامريكي،بمثابة الحل الاسلم للحالة الماساوية السياسية ، الامنية، الاقتصادية ، والاجتماعية التي يمر بها العراق اليوم ، ويعتبرايضا ضمانة لابعاد شبح وقوع الحرب الاهلية ومن دون ان تخلف الفوضى من وراء عملية الانسحاب التدريجي والمبكر للقوات الامريكية من البلاد. يعتبر القرار خطأ اخرا من سلسلة الاخطاء الكثيرة التي ترتكبها قيادات الادارة الامريكية بحق العملية السياسية في العراق منذو الغزو واحتلال العراق ولحد يومنا هذا.وقد صدرت مواقف رفض لهذا المشروع من قبل اغلبية الكتل السياسية ،ومنظمات المجتمع المدني، وعدد كبير من الشخصيات الحكومية والمستقلة، مع ترحيب عابر من كتلة الائتلاف الموحد الداعمة لفكرة فيدرالية(الجنوب والوسط) ، كذلك تصريحات متعارضة بالرفض من بعض قادة الاكراد، وترحيب حارمن رئاسة اقليم كردستان العراق بهذا القرار، واعتباره بانه مطابقا للنظام الفيدرالي،ويتجسد فيه بنود الدستور العراقي الجديد المقر عبر استفناء شعبي عام 2005 ، حول انشاء اقاليم فيدرالية في العراق على اسس السكانية ، والمناطقية وليس على الاسس العرقية والطائفية. وهنا يطرح السؤال نفسه وهو : هل ان القيادة الكردية الحاكمة في الادارة الفيدرالية ملزما بهذا الاستعجال ، باصدار موقف مؤيد لهذا المشروع باعتباره دعما سياسيا لتثبت النظام الفيدرالي في العراق ، ام كان الاجدر بها التريث ودراسة هذا القرار من جميع جوانبه، ومدى مصلحة هذا التقسيم وفق هذا القرار على القضية الكردية في العراق، ومطابقته لمفهوم الفيدرالية القائم فعليا على الارض الواقع في اقليم كردستان ، وقد تكرست في واقع العراق وترسخت في وعي الناس، قبل مجئ الادارة الامريكية الى العراق واحتلاله؟ للجواب على هذا السؤال لابد من الرجوع الى مفهوم الفيدرالية من وجهة نظر القيادة الكردية واسباب تبنيه. . ان الفيدرالية ، كمفهوم ، يقصد بها في هذه المرحلة نوع من الحكم في المنطقة يضمن لها الادارة المحلية بقدر أكبر من الاستقلالية الذاتية في بناء وتكوين ادارة ممركزة(على مستوى الاقليم) ، توجه من خلالها السياسة الاقتصادية ، الاجتماعية والثقافية في المنطقة باستقلال نوعا ما عن المركز. ويمكن ان تاخذ اشكالا اخرى متطورة عبر سيرورة تطبيقها وممارستها . واعتقد انه لا توجد حاليا اية عوامل ذاتية اوموضوعية تشجع على دفع مفهومها باتجاه النزعة الانفصالية . وهو ما اكدته القيادة الكردية الحاكمة ، وكذلك ايضا كافة الاحزاب السياسية والشخصيات الوطنية والاجتماعية المستقلة الكردية والعربية مرارا وفي مناسبات عديدة وضمن برنامجها. ان تبني صيغة الفيدرالية جاء نتبجة العامل الداخلي ، حيث أعلنت ولادتها بعد انتفاضة الشعب العراقي المجيدة في اذار1991 . وبقوة هذا العامل حينذاك ، تمكن الشعب الكردي من تخليص جزء من العراق من نير النظام الديكتاتوري المقبور ، وفرض نفسه على هذه البقعة التي هي جزء من كردستان ، واقترن هذا الاجراء بتاييد الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها، وبهذا نشأ نوع من التوازن بين العاملين الداخلي والخارجي ، ولكن يمكن اعتبار العامل الذاتي هو الذي كان بارزا في هذه العملية. ان مقترح البرلمان الكردي الصادر في 4 تشرين الاول/ اوكتوبر 1992 ، المستند الى برامج كل الاحزاب السياسية في الاقليم الذي طرح الصيغة الفيدرالية وفق هذا المفهوم ، ينطلق من ان الطابع القومي لكردستان العراق والاعتراف للشعب الكردي بحقه في تقرير مصيره، وبث الوعي لدى الجماهير الكردية لتاخذ قضيتها بيدها ، هو الذي حدد وطور صيغة الحكم الذاتي السابق
( المعترف بها قانونيا ولكن بدون محتوى ديمقراطي)، الى صيغة الفيدرالية ، كضيغة سياسية لضبط العلاقة بين المركز والاقليم ، على أساس ممارسة الديمقراطية أسلوبا للحكم، حاليا ومستقبلا ، بغية حماية الشعب الكردي من الظلم المستمر والابادة الجماعية التي تعرض لها على أيدي الحكام الشوفينيين والديكتاتورية، لكي يعيش على ارضه ويضمن حق تطوير مختلف اوجه حياته في جميع المجالات على هذه الرقعة التي تسمى ، تاريخيا وجفرافيا ، كردستان ، مع حرصه ايضا على بقاء الكيان العراقي موحدا قويا عن طريق ارساء اسسه على الارادة الحرة والرغبة المشتركة في العيش المشترك.واليوم نجد ايضا ان بعض قوى عربية قومية متعصبة واخرى اسلامية سياسية مختلفة ، وكذلك بعض الدول الاقليمية(تركيا وايران) ، تخشى من وجود فيدرالية كردستان وتحاول بشتى الطرق مستخدما كل اساليب ممكنة لعرقلة تثبيتها والاجهاض على مسيرتها وافاق تطورها المستقبلي .ان القيادة الكردية الحاكمة مدعوة اليوم للاستفادة العقلانية من الخبرات السابقة بشكل ايجابي ، معتمدا بالدرجة الاساسية على العامل الذاتي وليس فقط "الانصات" الى "النصائح" الامريكية والاقليمية ، وذلك لتصحيح مسارات العملية السياسية المعقدة التي يمر بها العراق اليوم ، ومنها مسالة الفيدرالية. النضال من اجل تكوين فيدراليتيين فقط (العربية والكردية) بحيث يتساوا الشعب العراقي بكافة قومياته واديانه في الحقوق والواجبات ، والتعامل فيما بينهم على اسس ممارسة الديمقراطية في العلاقات والتعددية في الحكم ، وحل المسائل المطروحة داخليا بشكل عقلاني وواعي بعيدا عن التشنجات والمؤامرات والتعصب القومي او الديني. المطلوب من القيادة الكردية المنخرطة وبثقل كبير في العملية السياسية على صعيد العراق وفي الاقليم، بذل جهود استثنائية في سبيل ترتيب البيت الكردي ،من خلال توحيد وبشكل فعلي الخطاب السياسي الداخلي والخارجي ، وخاصة في اتخاذ القرارات المصيرية التي تخص مستقبل النظام الفيدرالي على صعيد العراق وفي الاقليم وافاق تطوره المستقبلي . المبادرة الجدية نحو اكمال كل مراحل توحيد الادارتين بشكل نهائي، وتثبيت الشرعية الدستورية للفيدرالية الكردستانية من خلال الاستفتاء الشعبي،بعد اكمال الاجراءات الدستورية اللازمة لضم الاجزاء الاخرى المفروض ضمها الى بقعة الاقليم،والتي لا تزال هي خارج عن الفيدرالية الحالية، وعلى اسس المعالجة الديمقراطية والعصرية للمادة 140 من الدستور العراقي المقر، مع ضمان حقوق الاقليات الكردستانية من تركمان والكلدواشور الاصليين فعلا في المنطقة. على الادارة الامريكية اذا كانت صادقة في نياتها تجاه الشعب العراقي ، عليها مساعدة العراقين على القيام بالعمل الفيدرالي من خلال الاتفاق على التوزيع العادل لعائدات النفط على اساس الكثافة السكانية ومدى حرمانها من التطورالاقتصادي منذ ازمنة طويلة ، وتامين عودة اللاجئين ، ودمج عناصر الميلشيات بقوات الامن المحلية او ايجاد عمل لهم،وتنمية المصالحة المشتركة لبلدان اخرى في عراق مستقر، واعادة التركيز على قدرات الاعمار والمساعدات في المحافظات والمناطق وذلك بعد تامين الامن والاستقرار والقضاء على الارهابيين،وليس اخافتهم بمساواة الفيدرالية مع التقسيم والطائفية والتسلط الاجنبي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصائل المقاومة تكثف عملياتها في قطاع غزة.. ما الدلالات العسك


.. غارة إسرائيلية تستهدف مدرسة تؤوي نازحين بمخيم النصيرات وسط ق




.. انتهاء تثبيت الرصيف العائم على شاطئ غزة


.. في موقف طريف.. بوتين يتحدث طويلاً وينسى أنّ المترجم الصينيّ




.. قتلى وجرحى في غارات إسرائيلية على مخيم جباليا