الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( وصف العيش.. نصف العيش )

محسن صابط الجيلاوي

2007 / 10 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


حدثني صديق إيراني عن مثل مشهور عندهم يمارسه ويردده ويُفعله ملالي إيران عمليا والمثل يقول ( وصف العيش، نصف العيش ) لهذا يكثر هؤلاء قادة الإسلام السياسي الإيراني من وصف أيام الآخرة الزاهية الوارفة بالنعيم وبما لذ وطاب من مياه صحية وتطبيب ومشروبات غازية وكحولية ونساء جميلات وحتى غلمان ولكن بالمجان بالتأكيد..يتحدثون عن أيام إيران القادمة حيث البناء والرخاء والتقدم..إيران بلا فقراء، بمدارس حديثة، وطرقات معبدة، وبطون شبعى، وشعب سعيد في بحبوحة العيش الرغيد.. فالمكتوب هو الذي سيتحقق تلك هي مشيئة الرب القابع في أعالي رؤوس شعب مسكين مستوفي بامتياز شروط هذا التنظير...أكثر من أربعة عقود ولم يتحقق شيء لهذا فَعلّوا هذا المثل بشكل جدي ( فوصف العيش ) هي من مفاخر إيران التي تتباهى بها أمام الأمم والشعوب الأخرى..والوصف يحتاج عقل ومراس في الكذب وطاقات إعلامية، ومزورون ماهرون، وجوامع فخمة، وحسينيات جديدة، ولحى طويلة، وزناجيل، وقامات، وصور نصفها عمائم ونصفها الآخر وجوه تلبس الوداعة كذبا وتزويرا رخيصا...وبهذا حققت الثورة نصف شعاراتها عندما وصفت الحياة المرتجاة، إذن ماذا يريد شعب إيران أكثر وأكبر من هذه المكرمة الإلهية..؟
وقد وجدت شخصيا واعتقد معي كل عراقي متأمل بالوضع الراهن في ملالي العراق والذين اغلبهم تثقفوا وتربوا وتدربوا ودرسوا وعاشوا وتبسملوا وتورعوا في المدرسة الإيرانية خير ناقل ومنفذ للنظرية الأم ولإشعاعها الرباني عبر وصفها لقادم أيامنا الزاهيات..المهم الوصف وما عداه ليس مهما حيث يعيش شعب كامل بدون ماء صحي، أو كهرباء..بلا مدارس حديثة، بلا شوارع معبدة، بلا أمن، وسط سرقات أتت على الأخضر واليابس..
يكفي انهم يوصفون عيشنا بشعارات براقة وحتى يتحقق ذلك إذا شاء الله والقدر والمكتوب يبقى الأهم سوق الناس بكتل بشرية نحو الطبر والقامة والزنجيل والمسيرات المليونية والعويل على مقابر ممتدة بلا نهايات، وتلك العواطف البشرية للندب على ماضي سحيق، تلك هي ضريبة لامتحان المؤمن لكي يأكل خبزا كريما حتى ولو بعد مئة سنة ضوئية....!
انتظروا أيها الناس ( كودو) العمائم الغير قادم أبدا...!
وحتى تفيقون من هكذا خدعة يتطلب ذلك عراق مهشم منهوب الثروات تتدخل في شؤونه شعوب وأمم وأرادات خارجية بشكل بائس ومهين للكرامة..وحتى نتلذذ بمغانم ولائم وصف العيش يحتاج ذلك أصواتنا ودمائنا لكي يستمر ملالي العراق بمشروعهم الغاشم والمهين لتاريخنا ولإنساننا ولأرضنا ولسمائنا التي تبكي ظلمهم وسفاهاتهم يوميا..!

متى يخرج الناس من ديجور واقعهم المر نحو العمل الجاد المفضي إلى اختصار طريق المعاناة الذي يتلذذ بمكاسبه قادة عراق اليوم أبطال وصف العيش، متى يتوقف تاريخ العراق المليء بالهتاف والهتافين، فالشعوب الحية هي تلك التي تحكم على الأفعال لا على الأقوال، ونحن بمقاربات بسيطة أكثر شعوب الأرض بعدا عن هذا الفهم، لهذا ندفع فاتورة فقر فهمنا للحياة وللسياسة ولفعل الشعوب التي انطلقت نحو رحاب التقدم والرخاء..؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟