الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أي أمن ... وأية استراتيجية ؟

محمد ناجي
(Muhammed Naji)

2007 / 10 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


تطرح في الساحة العراقية ، يوميا ، مشاريع وبرامج ومواثيق شرف ! واوراق وتصريحات كثيرة لا تعد ولا تحصى ، وهي لا تساوي الحبر الذي تكتب به ، وفي مجملها مجرد هواء في شباك الفوضى التي تطحن المواطن العراقي وتهرس عظامه وتهرق دمه وتضيّع مستقبله . وهذه ، لمن لدية ولو قدر ضئيل من الاخلاق والمفهومية ، واحدة من مظاهر تدل ، بوضوح ، على أزمة العقل والمنظومة السياسية والثقافية العراقية وعجزها عن مواجهة التحديات والأزمات التي مر ، ويمر ، بها العراق اليوم .
وصراحة ، لم تعد تعابير ومصطلحات مثل (الوضع الكارثي المأساوي) أو (المضحك المبكي) أو (الكوميديا السوداء) أو (التراجيديا) أو (الفلتان ..) أو (الفوضى الخلاقة ) ، .... تعني شيئا في توصيف الحالة العراقية ، ومع ذلك فالنواطير النشامى ، شيعة وسنة عربا واكرادا وتركمانا وأقليات متآخية و(متصاهرة وطنيا)* لا يكتفوا بأن يغطوا في نوم أهل الكهف ... بل بين إغفاءة وأخرى يخرجوا علينا بمايثير الاستفزاز ويرفع ضغط الدم ويزيد المرارة والاحباط وسخرية شيخ الأزهر !
ففي بلد الرافدين الذي يكتسي فيه الماء لون الدم ، وللأمن طعم بنكهة (بلاك ووتر) خرج علينا مستشار الأمن القومي بتقرير انشائي سطحي عام يحمل عنوان (استراتيجية الأمن القومي) ، وردت فيه الفقرة التالية ، التي لو كتبها غير السيد المستشار ، لما استحق التقرير التعليق :
(( 3- التهديدات :
ز- العنف الطائفي والعرقي :
يعد تنامي الشعور بالانتماء الطائفي والعرقي في ظل عقود من الحكم الاستبدادي تهديداً ، .....))
عجباً ! أليس السيد المستشار هو من ساهم في تنامي الشعور بالانتماء الطائفي ، وترويج سياسة النظام الدكتاتوري وأنزالها الى الشارع العراقي حين أصدر إعلان (شيعة العراق) ، ونظم ندوات على الانترنت ولقاءات في أكثر من بلد ، فأين كانت رؤيته (الاستراتيجية) للشأن العراقي ؟ ولماذا لم يستمع الى من أشار ، في حينه ، الى خطورة هذا الاعلان الطائفي الذي ستكون له انعكاسات خطيرة ، وأنه ومن معه يتحمل جراء ذلك مسؤولية كبيرة ؟ فعن أي أمن وأية إستراتيجية يتحدث السيد المستشار اليوم ؟ ربما كان همه الأول ، حينها ، أيام المعارضة ، أن يكون له موطىء قدم في الساحة السياسية ، وأن تكون له ورقته الخاصة ليلعب بها عن الحاجة ، فركب موجة الطائفية ، كما ركبها وغيره الى اليوم ، ولم يكن أمن المواطن والمجتمع العراقي و(العراق أولاً) في حسابه قبل أن يعينه بريمر بعقد ومنصب ، مهم وخطير ، غير منصوص عليه دستوريا .
لا نطلب المستحيل من السيد المستشار ، فهو مثل غالبية الساسة العراقيين ، الذين لا يمكن أن يحلقوا في الفضاء ، بل هم أبناء واقع اجتماعي وثقافي وسياسي مثقل بالاستبداد ، الذي يتمظهر اليوم بفوضى عارمة إختلطت بل ضاعت فيها القيم والمعايير والعقل ، حتى عدنا عقودا الى الوراء ، لنحصد اليوم مازرعناه بالامس على كل المستويات ، فتعلقت آمالنا وأمننا بفتوى أو بصحوة عشائرية ! ... فحق فينا قول الشاعر :
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ... ولا سراة إذا جهّالهم سادوا


* بينما يستمرىء الرئيس العراقي صدور قرار الكونغرس الاميركي الذي يعتبر تدخل في الشؤون الداخلية العراقية ، ويتبرع نائبه عادل عبد المهدي بأموال العراقيين الى الازهر ، ليخرق استراتيجية المستشار (العراق أولا) ، يطالب نائب الرئيس العراقي الآخر (طارق الهاشمي) في اكتشاف رائع بتعزيز (المصاهرة الوطنية) والتي تعني زواج الشيعي من السنية أو بالعكس ، تعزيزا للوحدة الوطنية العراقية . ولكي لا تفوت الفرصة وتموت الفكرة ، نقترح أن تتضمن استراتيجية المستشار هذا الابداع السياسي والفكري المدهش و... اللهم لا نسألك رد البلاء ولكن اللطف فيه !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عواقب كبيرة.. ست مواقع بحرية عبر العالم يهددها خطر الاختناق


.. تعيش فيه لبؤة وأشبالها.. ملعب غولف -صحراوي- بإطلالات خلابة و




.. بالتزامن مع زيارة هوكشتاين.. إسرائيل تهيّئ واشنطن للحرب وحزب


.. بعد حل مجلس الحرب الإسرائيلي.. كيف سيتعامل نتنياهو مع ملف ال




.. خطر بدء حرب عالمية ثالثة.. بوتين في زيارة تاريخية إلى كوريا