الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ٱلهجرة حقّ أساس من حقوق ٱلإنسان

سمير إبراهيم خليل حسن

2007 / 10 / 7
حقوق الانسان


تكثر ٱليوم ٱلأحاديث وٱلأخبار وٱلحوادث ٱلمتعلقة بهجرة مهاجرين غير شرعيين إلىۤ أوروبا. وهذا ٱلأمر يُظهر مفهوم ٱلهجرة وكأنّها لونان واحدة شرعية وأخرى غير شرعية.
وبسبب أنّ ٱلمتحدّثين عن هذا ٱلأمر هم حكومات أوروبية ديمقراطية تعلن وقوفهآ إلى جانب حقوق ٱلإنسان بصوت مرتفع. وبسبب مخالفتها لما تعلن بمنعهاۤ أعدادا كبيرة من ٱلمهاجرين من دخول بلادها بزعم أنّ هجرتهم غير شرعية. فقد رأيت بما يتشابه لى فهمه من كتاب ٱللّه أنّى مسئول عن بيان موقفى من هذا ٱلزعم ومسئول عن تذكير تلك ٱلحكومات ومعها جماعات مراقبة حقوق ٱلإنسان فى جميع ٱلأرض أنّ حقّ ٱلهجرة هو ذاته حقًا مشروعا ورئيسا للإنسان وهو لا يحتاج أن يطلبه من إنسان أخر ولا يحقّ لإنسان أخر أن يجعل من نفسه صاحب إذن به. وما تزعم به تلك ٱلحكومات من لونين لشرع فى حقّ ٱلهجرة هو زعم كافرين وطاغوت ظالم يعتدى على ذلك ٱلحقِّ. فقد بيّن ٱللّه أنّ ٱلأرض هىَ أرضه وأنها واسعة لسكن ٱلناس:
"يَعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤا إنَّ أرضِى وَٰسِعة فَإيَّٰىَ فَٱعبُدُون" 56 ٱلعنكبوت.
وبيّن أنّ مَن لا يهاجر من ديار أهلُها ظالمون يظلم نفسه وسوف يلقى عذابا شديدا يوم ٱلحساب:
"إنَّ ٱلَّذِينَ تَوَفَّـٰهُمُ ٱلمَلَـٰۤئِكَةُ ظَالِمِىۤ أَنفُسَهُم قالُوا فِيمَ كُننُم قالُوا كُنَّا مُستَضعَفِينَ فِى ٱلأرضِ قالُوۤا أَلَم تَكُن أَرضُ ٱللَّهِ وَٰسِعَةً فَتُهاجِروا فِيها فَأُولَـٰۤئِكَ مَأوَـٰٰهُم جَهَنَّمُ وَسَآءَت مَصِيرًا" 97 ٱلنِّسآء.
وبيّن أنّ مَن يختار طاعة أمره وشرعه بٱلهجرة سيلقى سعة فى تطور نفسه وعيشه:
"وٱلَّذين هاجروا فِى ٱللَّه من بعد ما ظُلِمُوا لَنُبوِّئَنَّهُم فِى ٱلحياة ٱلدُّنيا حَسَنَةً ولأَجرُ ٱلأخِرَةِ أكبرُ لو كانوا يعلمون" 41 ٱلنحل.
وبيّن أنّ يموت وهو فى طريق هجرته فقد وقع أجره على ٱللّه:
"ومن يُهاجِر فِى سبيلِ ٱللَّه يَجِد فِى ٱلأَرضِ مُراغَمًا كثيرًا وَسَعَةً ومن يَخرُج من بيتِه مهاجرًا إلى ٱللَّه ورسولِهِ ثُمَّ يُدرِكهُ ٱلموتُ فقد وَقَعَ أَجرُهُ على ٱللَّه وكان ٱللَّه غفورًا رحِيمًا" 100 ٱلنسآء.
فما بيّنه ٱللّه من هذا ٱلحقِّ للناس لا لبس فيه ولاۤ ألوان . وٱلهجرة بلونها ٱلواحد من أرض سلطة قوم ظالمين جاهلين هى ٱلسبيل لمَن يريد ٱلتّمسك بأدميته وعيه لاكتساب ٱسم إنسان. وقد بيّن ٱللّه أنَّ ٱلامتناع عن ٱلهجرة وٱلخضوع لظلم وقسوة سلطة قوم طاغوت جاهل يوقع فى ضياع ٱلعمر وظلم ٱلنفس. فمن لا يهاجر من مكان ٱلظلم وٱلجهل يعيش حياته ذليلا خاۤئفا من بطش طاغوت قوم جاهلين.
لقد ضربَ ٱللّهُ ٱلأمثالَ على ٱلهجرة فى رسل وأنبيآء كنوح وإبرٰهيم ولوط وموسى وهٰرون. وبيّن أنّه لم يلجأ أحد مِّنهم إلى ثورة على طاغوت قومه وقتالهم. وبيّن ٱلسبيل ٱلسّليم لكلِّ مَن يسعى مع سلطة ٱلطاغوت لترك طغيانها وٱلعمل بشرع ٱللّه فيماۤ أمر ووجّه به كلّ من موسى وهٰرون:
"ٱذهبآ إلى فِرعَونَ إِنَّهُ طَغَى/43/ فَقُولا له قَولاً ليِّنًا لعلَّهُ يَتَذَكَّرُ أو يَخشَى/44/" طه.
مبيّنا أنّ ٱلقول ٱلليّن هو ٱلسبيل ولا سبيل أخر. وعندما لا تقبل سلطة ٱلطاغوت هٰذا ٱلقول فٱلهجرة من ٱلدّيار هى ٱلسبيل فلا ثورة عليها ولا قتال.
ومع ذلك ٱلبيان عن ٱلقول ٱللّيّن جآء بيان ٱللّه أنّ تلك ٱلسلطة لن تقبل به إلىۤ أخره. وهى إن قبلت به فى ٱلبداية لن تكمله بفعل كفرها وضيق صدرها عليه:
"وقال فِرعَونُ ذَرُونِى أَقتُل مُوسَى" 26 غافر.
وبيّن سبب ضيق صدر تلك ٱلسلطة حتى بٱلقول ٱلليّن:
"إِنِّىۤ أخافُ أَن يُبدِّل دينكم" 26غافر.
فهى تخاف من تأثير ٱلقول ٱللّين فيمن يسمعونه أن يتبعونه فيكون ٱتباعهم سببا لضعف طغوى ٱلسلطة وكفرها.
وأظهر ٱللّه بهذا ٱلتوجيه لموسىٰۤ أنّ ٱلهجرة هى ٱلسبيل ٱلوحيد بعد هٰذا ٱلضّيق فى صدر سلطة ٱلطاغوت:
"ولقد أوحينآ إلى موسىٰۤ أن أَسرِ بعبادِى فٱضرِب لهم طريقًا فى ٱلبحر يَبَسًا لا تخٰفُ دَرَكًا ولا تخشى" 77 طه.
لقد هاجر موسى وهٰرون ومعهمآ أتباعهما. وهاجر من قبل نوح ومعه أتباعه. وإبرٰهيم ولوط وأتباعهما. ثم جآء محمد وهاجر من ديار طاغوت قريش وأقام فى مهجره ٱلمثلَ على سلطة ٱلإنسان ٱلمدينىّ ٱلتى جعلت من ٱلهجرة حقًّا مشروعا للإنسان وقاتلت جميع ٱلكافرين ٱلذين يدفعون ٱلناس بكفرهم إلى ٱلهجرة عن ٱلديار.
إنّ دين ٱلحقِّ وٱلعلمَ فى ٱلحقِّ لا يفترقان. فٱلثانى هو بيان ينير ٱلأول. وهما لا يظهران فى ديار طاغوتٍ إلا وهما على طرفى نقيض وخصام. فٱلدين فى ديار ٱلطاغوت هو دين شيطان يناقض ٱلعلم فى ٱلحقِّ ويخاصمه ويمنع نوره وشرعه. أما فى ٱلمجتمع ٱلديمقراطىّ فيظهران ولا يفترقان لأنّ أبواب ٱلعقل بين بيان دين ٱلحقِّ وبيان ٱلعلم فى ٱلحقِّ مفتوحة وبها يفتح سبيل ٱلتصديق وٱلإيمان وشرع لا يغلق ٱلنور على ذلك ٱلسبيل.
إنّ ٱلمهاجر إلى مجتمع ٱلديمقراطية لا ينتظر من أهله أن يكفروا عليه حريته وحقّه فى ٱلهجرة وٱلسّكن فىۤ أرض ٱللّه. فهو لم يجد لحريته وتطوره ومسئوليته سبيلا فى ديار ٱلطاغوت ٱلظالم وٱلجاهل. وهو إن خضع لكفر أهل دياره ٱلظالمين صار كافرا وظالما لنفسه وله عقابه ٱلشديد فى ٱلأخرة. وإن تمرّد على سلطة ٱلطاغوت فى دياره سجنته أو قتلته. وهو لا يجد أمامه من سبيل لحفظ حريته وتطوره ومسئوليته إلا سبيل ٱلهجرة إلى مكان فى ٱلأرض أهله صالحون يفتحون له سبيل ٱللّه ولا يكفرونه عليه.
لقد كانت هجرة ٱلرّسول محمد إلى يثرب ٱلسبب فى تبديل ٱسم يثرب بٱسم ٱلمدينة ليكون فى ٱلاسم مثل على مجتمع ديمقراطى فى طوره ٱلمدينىّ لا ترى سلطته فى حقِّ ٱلهجرة ما هو هجرة شرعية وما هو هجرة غير شرعية. فعلىۤ أهل أوروبا وعلى ٱلسلطة فيهاۤ أن يخبروا فى هذا ٱلحقِّ ٱلأساس من حقوق ٱلإنسان وأن يعملوا على ٱلتطور بأنفسهم من طور أهل ٱلديمقراطية وحكامهاۤ إلى طور أهل ٱلمدينة وحكامها. فيجعلون من أنفسهم ناسا لكلِّ شخصٍ منهم حريته ومسئوليته وٱختياره لموقفه ورأيه وسكنه بعد أن خبروا فىۤ إقامة مجتمع أهل ٱلديمقراطية. وهم إن وجدوا فى حقِّ ٱلهجرة ما يضيّق عليهم عيشهم ٱلديمقراطى وسيرهم وجهة عيش مدينىّ عليهم ٱلعمل علىۤ محاربة أسباب زيادة هجرة ٱلناس من ديارهم فيعلنون حربهم على سلطة ٱلكفر ٱلطاغية على ٱلناس فى ديارها ليمنعوا كفرها وطاغوتها ٱلواقع علىۤ أهل ٱلديار وٱلسبب فى زيادة ٱلهجرة منها. أمآ أن يمنعوا مهاجرين من دخول بلادهم ويتركونهم يموتون غرقا فى ٱلبحر أو يتركونهم من دون إذن بإقامة ومن دون عمل وٱستقرار فى ٱلعيش فهو كفر وظلم يتساوى مع كفر وظلم سلطة طاغوت ديار ٱلمهاجرين. وعليهم أن يعلموۤا أنّ ٱلذين يموتون فى طريق هجرتهم سينالون أجرهم عند ربهم وسيكون على ٱلمسببين بموتهم وزر موقفهم ٱلكافر.
لقد وكّد كتاب ٱللّه على حرية ٱلشخص وعلى مسئوليته عن عيشه وعن موقفه وعن سكنه فىۤ أرض ٱللّه من دون حاجة لإذن من أحد. فليس لسلطة تزعم ٱلديمقراطية وتزعم ٱلدفاع عن حقوق ٱلإنسان أن تمنع إنسانا من ٱلهجرة فىۤ أرض ٱللّه. وليس لهاۤ أن تقول وتشرّع هذا ٱلحقِّ ليكون له مفهومان مختلفان هجرة شرعية وأخرى غير شرعية. فهذا عمل كافر ظالم يُكره ٱلناسَ أو بعضهم بسبب موقف فكرىّ أو سياسىّ أو دينىّ أو قومىّ أو ٱقتصادىّ.
لقد رأيت بما تشابه لىۤ إدراكه وفهمه من كتاب ٱللّه أنّ طور ٱلعيش ٱلديمقراطى هو ٱلوسيلة وٱلسبيل إلى طور عيشٍ مدينىٍّ لا تدفع سلطته بأبناۤء مجتمعهآ إلى هجرة منه كبيرة كانت أم صغيرة. ولا تمنع مهاجرا من حقّه فى هجرته وفى ٱلسكن فى ديارها. بل تعمل علىۤ إزالة أسباب ٱلهجرات ٱلكبيرة من ديار ٱلكافرين ٱلظالمين ولو ٱقتضى ٱلأمر ٱلحرب على سلطتها ٱلكافرة لحقوق ٱلإنسان فى ديارها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بإطلاق سراح ا


.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - استشهاد طفلين بسبب المجاعة في غزة




.. أمريكا.. طلاب مدرسة ثانوي بمانهاتن يتظاهرون دعما لفلسطين


.. وفاة 36 فلسطينيا في معتقلات إسرائيل.. تعذيب وإهمال للأسرى وت




.. لاجئون سودانيون عالقون بغابة ألالا بإثيوبيا