الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنشارك جميعا في القافلة التضامنية الى صفرو: كلنا... الى صفرو المكافحة

المناضل-ة

2007 / 10 / 7
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


مرة أخرى تدل فروع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط- سلا- تمارة عن حس نضالي تضامني فريد، بدعوتها إلى تنظيم قافلة تضامن مع مناضلي- مناضلات صفرو. ففي هذا الظرف التاريخي حيث تتكالب أبواق الإعلام البرجوازي على أهالي صفرو الكادحين الذي تصدوا بكفاحية عالية لموجة غلاء المعيشة، وبينما الدولة تكشر عن أنياب القمع بتهديد هيئات الكفاح الشعبي ضد الغلاء، وبينما زُج العشرات من أبناء صفرو المكافحين في السجون، مهددين بأحكام قاسية بالنظر إلى التهم الموجهة لهم، ارتفع صوت التضامن الشعبي من الرباط- سلا -تمارة لإفهام العدو الطبقي أن كادحي صفرو المناضلين الصامدين ليسوا وحدهم. لقد نابوا عنا جميعا نحن كادحي المغرب في الرد الكفاحي عن تعديات المغتنين بتجويعنا، وما تعرض له الصفريويون مس بنا جميعا.

واجب كل مناضل ومناضلة تحية مناضلي الرباط-سلا- تمارة على مبادرتهم، وضم الجهود إليها بالمشاركة الكثيفة في القافلة، لا سيما من تساعدهم شروط القرب الجغرافي. لقد شهد المغرب نضالات شعبية عديدة، جديدة شكلا ومضمونا، إذ نزل الكادحون والكادحات إلى الشوارع للمطالبة بالحق في حياة لائقة: مجانية خدمات الصحة وجودتها، رفع التهميش، إتاحة أبسط مستلزمات العيش، لكن اغلب تلك النضالات بقيت دون تضامن حقيقي، تضامن ينزل من ورق البيانات الى الواقع. فماذا فعلنا نحن يساريو المغرب وثوريوه تضامنا مع جماهير طاطا الشعبية أيام كفاحاتها المديدة في العام 2005 [ انظر جريدة المناضل-ة عدد8 ] ؟ وأين كنا يوم اهتزت ايفني- ايت باعمران تحت اقدام المستبدين/ المستغلين بفعل نهوض كادحيها الرائع في العام ذاته؟ ماذا فعلنا يوم كان أطفال انفكو بناحية خنيفرة المفقرين يموتون بالمرض بالعشرات؟ ماذا نفعل اليوم والكادحون يكافحون في اغبالو نيسردان وتنقض عليهم آلة القمع؟ أين نحن وسكان بن صميم المناهضون لخصخصة ماء العين عرضة للتنكيل وأمام قضاء الرأسمال؟

وكان الوجه المشرق في السنوات الأخيرة ما شهدنا يوم تضافرت جهود مناضلين من مشارب متنوعة لنصرة مناضلي طبقتنا في مناجم ايميني، ونجحنا في إنقاذهم من المؤامرة المدبرة لحبسهم عشرة سنوات، وكان حريا ان تكون تلك الخطوة التضامنية مثالا يُقتدى. ان شروط النضال تتحسن، ومؤشرات الواقع منذ الإجماع الشعبي ضد الديمقراطية الزائفة المعبر عنه يوم 7 سبتمبر الأخير تبعث على أمل كبير. فالجماهير التي قاطعت عبرت عن رفضها للمقدم لها من طبخات الزيف المؤسسي، لكنها لا تعرف ماذا تريد بالضبط سياسيا. وهذا ما ستعيه بنضالها المطلبي اليومي، وبالتنوير الواجب على الثوريين.

هذا النضال الجزئي يكشف للعمال ولكافة الكادحين حقيقة مختلف طبقات المجتمع، وتعبيراتها السياسية، وحقيقة الدولة بكل مستوياتها، ويبدد الاوهام حول منقذ ما قد ينتشلهم من جحيم الحياة في مجتمع الرأسمالية التابعة.

هذا النضال الجزئي يعلم أهمية التنظيم، وأهمية الوحدة النضالية لكافة ضحايا الاستغلال والاضطهاد. لذا فالانخراط في هذا النضال، بمطالب واضحة وذات قدرة على التجميع، وضم قوى جديدة، وبطرق تسيير ديمقراطي للمعارك، واجب كل مناضل-ة. و ستكون لهذا الانخراط نتائج عظيمة تقلب معطيات الوضع السياسي المتسم منذ عقود بانعدام أداة النضال السياسي للكادحين، حزب التغيير العميق والشامل،حزب العمال الاشتراكي. سيكون للنضالات الشعبية الجارية والقادمة تأثير فعال على وضع المنظمات النقابية التي خنقت البيروقراطيات أداءها النضالي بسياسة الشراكة الاجتماعية، وبالركض نحو الامتيازات وسبل الاغتناء. كفاحية الجماهير الشعبية بالشارع تنمي إمكانات تعزز يسار نقابي كفاحي داخل مختلف المنظمات النقابية. إن القيادات النقابية التي لا تكف عن ادعاء الذود عن حقوق العمال، بعض باسم الأمجاد التاريخية، وبعض آخر باسم " البديل التاريخي"أو "الحداثة"، توجد في وضع لا تحسد عليه: لقد أسقطت عنها تضحيات أهالي صفرو وبوعرفة كل الأقنعة .

كفاحية الجماهير بالشارع حلبة تدريب لأفواج جديدة من الشباب تدخل معترك النضال لأول مرة، وستمد الجامعات بقوى نضال تغير رأسا على عقب وضع التردي المريع السائد فيها، والذي بلغ مستوى إعدام حرية التعبير وإباحة إسالة الدماء لتدبير الخلافات الفكرية و السياسية. تحرك الجماهير الشعبية يضع في المقدمة مسؤولية قوى اليسار الجذري، جماعات وأفرادا، مسؤولية الإسهام بالتجربة المكتسبة، وبدروس كفاح الكادحين عبر العصور، وفي الآن ذاته مسؤولية التعلم من الجماهير الكادحة واحترام إرادتها بالإحجام عن أشكال الاستبدالية التي تنوب عن الفاعل الحقيقي : الكادحون والكادحات.

ما يطل برأسه في بقاع عديدة بالمغرب يعطي اليسار الجذري والثوري فرصة البرهنة عن جدارته ووفائه الحقيقي للمرتكز الرئيسي للفكر الاشتراكي الثوري: تحرر الكادحين من صنع الكادحين أنفسهم.

الخطوة الى صفرو، وترسيخ تقاليد التضامن الطبقي، سير على هذا الطريق.

فلنستجب جميعا، كل حسب قدراته، لنداء القافلة الى صفرو.

جريدة المناضل-ة

4 اكتوبر 2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبيعات سيارات تسلا الكهربائية في تراجع مستمر • فرانس 24


.. نتنياهو ينفي معلومات حول إنهاء الحرب قبل تحقيق أهدافها




.. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: نتمسك بتدمير البنية التحتية لحم


.. شركة تبغ متهمة بـ-التلاعب بالعلم- لجذب غير المدخنين




.. أخبار الصباح | طلب عاجل من ماكرون لنتنياهو.. وبايدن يبرر سوء