الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احمد الخاقاني بين الوجع والتألق الشعري

وجدان عبدالعزيز

2007 / 10 / 7
الادب والفن


لاشك ان الشاعر له حساسية المثقف الذي يحمل همه وهموم الاخرين ، لذا تراه يتوجع ويتألم ويعبر عن هذا الوجع بلوحات شعرية لايمحوها الزمن مهما تقادمت وغارت في اعماق التاريخ .. وظل الشعر ديوان العرب وها هو الشاعر احمد الخاقاني يضرب بريشته الشعرية رماد الوجع .. لتنشأ غوطة التفاعيل الخليلية ، تجاور غوطات المتنبي والجواهري وعلى وحدات البحر الكامل الموسيقية يتخفى تحت وابل صرخاته ويضمرها الا انه يصرخ بصرخته البكر وهي تتعالى عند قوله:
(كل الوجوه التي جاءت لترجمني كانت بأثوابي الخرقاء تأتزر )
ثم ان احمد الخاقاني ابن عصر العولمة والانترنيت يظل يعيش علياء الافتخار بنفسه لانه من سليلة اجداده الذين قارعوا ضيم الحياة ولم يهنوا او يضعفوا ..
(كل الوجوه التي جاءت لترجمني كانت بأثوابي الخرقاء تأتزر)
كانوا لم يأتزروا الا بأثوابه الخرقاء وتأتي صرخاته متتالية تعلن عن ثباته برغم رحلته الشاقة في متتالية الوجع ..
(لا أكتم الآن الا مبتدى وجعي ولا أبدل وجهي كلما نظروا)
(أنا الشاعر) تصرخ بوجه تقلبات الزمن بالثبات على وجه واحد أي مبدأ واحد .. والثبات بحد ذاته وجع آخر يضاف الى أوجاع الشاعر عبر مسيرته الحياتية التي أبتلعت الأربعين سنة ونيف يقول احمد الخاقاني :
(الأربعون التي مرت بها طرقي قد خلفتني بقايا وهي تنحسر)
البقايا في رؤية الشاعر هي الثبات والثبات كما قلت هو احد اوجاع الشاعر والدليل تمسكه بكل حياته افراحها واتراحها ...
(عمر تبعثر في صحراء موحلة مازلت ادعوه عمري وهو يحتضر)
ولم يتخلى عنها ..
(ماذا اضمد.. جرحي منتهى قلق لايستقر وادنى نزفه الشرر)
ونزفه صرخات متعالية تضيء دجى الايام بشررها وكما قلت فان الشاعر يحمل اكثر من صرخة وصرح فقط بصرخته البكر كونها حملت الوجع الاول الذي بات ابتداءات لالام اخرى ..
(ياصرختي البكر كم انجبتي من ألم وكم تنامت على اصدائك النذر)
والشاعر يتوجس من عاديات الدهر وما يضمره من أوجاع فيعتلي ناصية الكلمات الايقاعية المتوازن ايقاعها مع توجساته ليخاطب الغيب قائلا :
(ياايها الغيب ماذا قد تخبألي كم بعد كل الذي قد مرّ تدخر)
اذن الشعر مازال يتوهج سواء كان شعرا صيغ على البحور الخليلية او تفعيلة السياب او نزع نحو الخروج على هذا وذاك ويتلمس استعياب هموم الانسان الشاعر ويضع الاصبع على الجرح وتظل ارجوزة صراع الانسان هي الالحان الخفية للشعر ويظل الشاعر يردد (لاينكر اني امير وتاجي مرصع بالعديد من الحسرات وتستقبلني الانهار بحفاوة المسافر الذي يطلب حكمة الماء من طواغيت وتجار الغنى ، ليعود لاعنا اسمائهم الواحد تلو الاخر في غرفته الضيقة خوفا على اسماع الطبيعة البريئة من دنس هولاء السفلة الطارئين ..)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إليكم ما كشفته الممثلة برناديت حديب عن النسخة السابعة لمهرجا


.. المخرج عادل عوض يكشف فى حوار خاص أسرار والده الفنان محمد عوض




.. شبكة خاصة من آدم العربى لإبنة الفنانة أمل رزق


.. الفنان أحمد الرافعى: أولاد رزق 3 قدمني بشكل مختلف .. وتوقعت




.. فيلم تسجيلي بعنوان -الفرص الاستثمارية الواعدة في مصر-