الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطريق نحو انفراج الازمات

جاسم الحلفي

2007 / 10 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


شهد الوضع الأمني في العاصمة بغداد تحسنا ملموسا، غير انه مع ذلك يبقى هذا التحسن واقفا على ارض هشة، لا يصمد أمام أي هزة ولو خفيفة، ما لم ينعكس على الوضع السياسي بشكل عام.

وبطبيعة الحال، يمكن للحكومة أن تستغل النجاحات التي تحققت على الصعيد الأمني رغم محدوديتها، في خلق انفراج سياسي، يوفر أرضية مناسبة للعمل المشترك، يعالج من خلاله التصدع الذي أصاب الإجماع الوطني، وأثر على الحكومة بهذا القدر أو ذاك، وطال اغلب الكتل السياسية التي شهدت انسحابات مختلفة المديّات في صفوف كل كتله، مما يخلق الإحباط، ويولد اليأس بدلا من أن يشيع التفاؤل والأمل بانفراج الأزمة، ويشد العزيمة ويدفع على الإصرار من اجل تحقيق نجاحات على الأصعدة الأخرى، وخاصة السياسية والأمنية والخدمية.

ويبدو إن هناك إمكانية لتحقيق انفراج سياسي في الوضع، شريطة ان تكون هناك إرادة ورغبة وطنية حقيقية لدى مختلف الإطراف، تسعى الى فتح حوار وطني شامل. ومن المؤكد إن الحكومة، باعتبارها من يملك الإمكانيات الأكبر، هي التي يتعين ان تكون صاحبة المبادرة في هذا المجال، من خلال دعوتها الكتل والتيارات السياسية، والأحزاب الوطنية، للمساهمة في هذا الحوار. ولكي يأخذ الحوار المنشود مداه المطلوب عليه أن لا ينطلق من نقطة الصفر، بل من ما تراكم من قضايا ملموسة متفق عليها، كي تكون المدخل المناسب لهذا الحوار، مع تجنب الاشارة إلى أية قضايا قد تعطي رسائل في الاتجاه الخاطئ، مثل رؤية الحوارات التي تتم بين القوى السياسية كما لو ان هدفها تقاسم السلطة وتوزيع النفوذ. بل يتعيّن إشعار الجميع ان المنطلق من هذه الحوارات هو الحرص على إشراك الجميع والاستماع الى وجهات نظرهم، وتحميلهم مسؤوليات وطنية، عبر لقاءات متواصلة ومفتوحة ومنتجه حتى تتوفر الشروط الواقعية للعمل المشترك.

وبالمقابل، فان الحوار الوطني الشامل، لا بد له ان يشمل جميع الذين يؤمنون بالعلمية السياسية، مع تجنب استثناء أي طرف او جهة، وان يتم تجنب الانطلاق من مواقف مسبقة من هذه الجهة او تلك الفكرة. وبهذا المعنى فإن الحوار ينبغي أن لا ينحصر فقط على الكتل التي تواصل العمل في إطار الحكومة، والتي عبرت عن تحفظات معينة حول أدائها وطرائق عملها، بل ان يشمل تلك القوى التي انسحبت منها. ولكي يأخذ الحوار مداه المطلوب، وان يكون جديا ومثمرا، فان الحاجة ملحة لتجنب التزمت وتجاوز التمسك بالمواقف المتصلبة، او التمترس والتخندق، على مواقف مسبقة، هذا إضافة إلى الحذر من وضع عراقيل ومصاعب، قد تؤدي الى خلق حالات من الإحباط وتشيع اليأس، مما سينعكس سلبا على العملية السياسية ويزيد من صعوباتها.

إن مثل هذه المناخات يمكن لها ان تخلق الشروط المناسبة للتوصل إلى فهم مشترك حول القضايا المطروحة على الساحة السياسية العراقية، يتحمل بها الجميع مسؤولياتهم كل حسب دورة وحجمه وإمكانياته. ومن المؤكد ان العراق يحتاج الجميع، فهو وطن كل العراقيين والعراقيات بمختلف تياراتهم السياسية، وانتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية.

الحوار الوطني الشامل بارقة أمل فلا نجعلها تضيع في خضم الخلافات، عيوننا تصبو إليه.... وسؤالنا هل من مبادر؟ ومن سيخطو الخطوة الأولى على هذا الطريق الصعب والنبيل في الوقت نفسه؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسط إقبال مكثف.. فرنسا تجري انتخابات تشريعية -مختلفة-، لماذا


.. بعد أدائه غير المقنع.. بايدن يجتمع مع عائلته لمناقشة مستقبل




.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف الانتخابات في إيران بـ-عملية


.. قراءة عسكرية.. القسام تبث مشاهد جديدة من تجهيز عبوات -العمل




.. -مش احنا الي نرفع الراية البيضاء -.. فلسطيني من غزة