الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهرة بوتين

فالح الحمراني

2007 / 10 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


احتفل الرئيس فلاديمير بوتين الاحد بعيد بميلاده ال 55 في قصر الكرملين بحضور القيادات العسكرية والسياسية والفعاليات الاجتماعية. وربط بوتين اقامته الاحتفال لاول مرة بهذا الحجم بعيد ميلاده بكونه الاخير وهو في منصب الرئيس. ومن المنتظر ان تنتهي ولاية بوتين في مارس 2008. ويحتفل بوتين بعيد ميلاده ويقترب من نهايته ولايته وقد ارتفع مستوى شعبيته وسط مختلف الشرائح الاجتماعية الروسية الى مستوى لانظير له ، بينما تنظر له الدوائر الغربية والقوى الداخلية المحسوبة عليها، كشخصية غير مرغوب بها. وتشير الى تفريطه بالمبادئ الديمقراطية بروسيا وارساء نظام استبدادي جمع فيه السلطات في قبضته.ولكن من السابق لاوانه الحديث عن بوتين بصيغة " كان" فانه بدأ مرحلة جديدة في سيرته السياسية التي بدءاها عقيدا بالاستخبارات السوفياتية وانتهت به لحد الان بعرش الكرملين.
موقفان
وليس من الصحيح القول ان بوتين يحظى بتقدير عال مطلق من كافة الاوساط الروسية, فهناك موقفان واضحان منه. المعسكر الكبير بالتاكيد يقف لجانب بوتين. وينضم لهذا المعسكر كافة مؤسسات الدولة وحكام الاقاليم واجهزة الاستخبارات والقوات المسلحة وقطاعات سياسية واجتماعية واسعة ودوائر من المثقفين. وترى كل هذه الدوائر ببوتين الشخصية التي استجابت لتطلعات روسيا بالخروج من حالة الفوضى وتدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي وغياب الامن والاستقرار، وفقدان مواقعها على الساحة الدولية التي سادتها منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق. ورغم ان بوتين لم ينجح لحد الان في احداث نقلة نوعية في الوضع المعيشي للشرائح العريضة من المواطنين ولم تجتث في عهده مظاهر الفساد الحكومة ولم تنخفض معدلات الجريمة ولم تتحسن لدرجة مقبولة الخدمات الاجتماعية، ومازالت قطاعات عريضة تعيش على حافة الفقر ولم يتحرك الانتاج بالمستوى المطلوب، الا ان ثمة اجماع ملموس بان سكان روسيا ينظرون لبوتين على انه " قائد الامة" الذي منازع عليه. ويبدوا انهم اسلموه من دون قيد وشرط مقاديرهم وقيادة البلاد ومنحوه صكا بدعم كافة قراراته. كأنهم يثقون ليس بصحتها وحسب وانما بنزاهتها. فبوتين نجح بكسب ثقة المجتمع الروسي لانه اسس له صورة ما يسمى بزعيم المرحلة التي تستجيب لتطلعات الناس. الى جانب ذلك فثمة دوائر بروسيا ترى ببوتين شخصية استبدادية تتميز بالسرية التي لايمكن التكهن بقراراتها، جمع كافة السلطات بيده واقام نظام حكم تسيطر عليه مجموعة محددة من الناس المخلصين له، واجهز على المنجزات الديمقراطية وفعل دور اجهزة الامن لملاحقة المعارضة بكافة اشكالها وارسى قواعد لعبة ديمقراطية شكلية، ولكنها تكرس السلطة لمجموعته التي يطلق عليها مجموعة لينيغراد.
مخاوف غربية
واثار بوتين روع الدوائر الغربية، التي ترى ان بوتين ينتهج سياسة مستقلة جدا، وانه يمضي بانعاش القدرات العسكرية الروسية ويرسخ نفوذ موسكو في مناطق اقليمية جديدة ويتجاسر على معارضة الكثير من الخطط الغربية، ويمسك ورقة الطاقة لتحقيق اهداف سياسية. وتطلع اوساط الراي العام الغربي بهلع الى اقتراب المقاتلات الاستراتيجية الروسية الى تخوم الاجواء الغربية، وتوجيه الصواريخ النووية الى اوربا ردا على نشر اجزاء الدرع الصاروخي.ويلوح ان نذر حرب باردة قد لاحت في الافق القريب.
ومن السابق لاوانه الان الحديث عن بوتين بصيغة " كان" فانه الان يبدأ مرحلة جديدة في سيرته السياسية لم تتضح معالمها بعد، حيث سيتحول التصويت بالنسبة لحزب روسيا الموحدة في الانتخابات البرلمانية المقبلة بالنسبة له بمثابة استفتاء عام عليه ايضا. وستقوم خطوته القادمة على نتائج هذا الاستفتاء. وستكون كافة الافاق والخيارات مفتوحة امام بوتين، طالما ان الجماهير سلمته وبواعية مقود السلطة، ربما المطلقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلجيكا ترفع دعوى قضائية ضد شركة طيران إسرائيلية لنقلها أسلحة


.. المغرب يُعلن عن إقامة منطقتين صناعيتين للصناعة العسكرية




.. تصاعد الضغوط على إسرائيل وحماس لإنهاء الحرب| #غرفة_الأخبار


.. دمار واسع طال البلدات الحدودية اللبنانية مع تواصل المعارك بي




.. عمليات حزب الله ضد إسرائيل تجاوزت 2000 عملية منذ السابع من أ