الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تَيْم حسن يعيد الحياة إلى الملك فاروق !

علاء الزيدي

2007 / 10 / 9
الادب والفن


بدا الممثل السوري الشاب تـَيْم حسن بارعا ً إلى أبعد حد ٍّ ، في تجسيده شخصية الملك فاروق ، في المسلسل الذي يعرض الآن ، تحت الإسم نفسه ، على شاشة قناة أم بي سي ، رغم عدم شهرة هذا الممثل الموهوب ، وعدم لعبه دور البطولة في أي عمل فني سابق ، على حدّ علمي .
ومما مهـّد طريق النجاح أمام تيم حسن ، بالإضافة إلى موهبته التي اكتسحت أي ّ مرشح مصري من أمامه ، بما نعرفه عن الممثلين المصريين من تفاخر و خيلاء ، ذلك النص والسيناريو المتميزان ، اللذان بذلت الكاتبة الدكتورة لميس جابر ( زوجة الممثل يحيى الفخراني ) جهدا ً مضنيا ً في إعدادهما ، على مدى عشر سنوات من التنقيب والبحث والدراسة والمطالعة لعشرات الكتب والنصوص والوثائق ، وتلك اللمسات الإخراجية المستندة إلى خبرة ثرّة ، التي إمتاز بها المخرج السوري المتميز حاتم علي . هذا فضلا ً بطبيعة الحال ، عن الميزانية الضخمة التي رصدها المنتج السعودي للمسلسل ( قيل أنها بلغت مليوني دولار ) .
لقد استطاع المسلسل ، وتيم حسن بالذات ، إعادة الحياة إلى سيرة وحكاية الملك فاروق التي غطاها ركام التشويه الثورجي . فظهر لنا الملك المصري الراحل على حقيقته ؛ إنسانا ً يخطىء ويصيب ، يحب ويكره ، يخاف ويقتحم ، يتصرف بحكمة أو بتهور ، يدعو بخشوع أو يعربد ، شأنه في ذلك شأن أي إنسان و أي ملك . هذا مع الأخذ في نظر الإعتبار أن الحلقات التي شاهدناها حتى الآن ، تتعلق بما يمكن تسميتها بمرحلة النقاء النسبي التي عاشها فاروق ، وهي مرحلة الشباب المبكر ، التي تختلف بالطبع ، عن مرحلة استشراء الفساد في المملكة المصرية قبيل ثورة 23 يوليو ( تموز ) عام 1952 .
وفضلا ً عن شخصية الملك فاروق ، فقد كانت الشخصيات الأخرى ، مثل شخصية أحمد باشا حسنين رئيس الديوان الملكي وزوج الملكة نازلي ( والدة فاروق ) العرفي ، التي لعب دورها الممثل الناجح عزت أبو عوف ، وشخصية الملك فؤاد التي أدى دورها وأضفى عليها طابعا ً خفيفا ً ومسلـّيا ً الممثل حسن كامي ، وشخصية زعيم الوفد مصطفى النحاس باشا ، التي جسـّدها الممثل الطيب صلاح عبد الله ، كانت هذه الشخصيات تصويرا ً دقيقا ً ، وبدون رتوش ، للطبيعة الإنسانية ، في كل زمان ومكان . ولعل ّ الوحيد ، من بين الممثلين الكبار الذي لم يكن مقنعا ً في أدائه ، هو الممثل المعروف عبد الرحمن أبو زهرة ، الذي عجز تماما ً عن إقناع المشاهد بأنه يرى الزعيم الوطني سعد زغلول بشحمه ولحمه ، كما أقنعنا – مثلا ً – تـَيْم حسن ، الشاب ، وذو التجربة القصيرة !
تجربة مسلسل الملك فاروق ، وغيرها من التجارب الفنية التي يدخل فيها الجهد الفني السوري الميدان المصري بجدارة واندفاع ( كما نشهد الآن أيضا ً في مسلسل أولاد الليل الظبياني ، بطولة جمال سليمان ، وإخراج رشا شربتجي والإثنان سوريان طبعا ً ) إضافة إلى النجاح منقطع النظير ، الذي يحققه للسنة الثانية على التوالي المسلسل السوري الاجتماعي الكبير " باب الحارة " تكفي لأن تكون نواقيس خطر ، تقرع في آذان الإخوة والأخوات المصريين ، حاثـّة إياهم على تلمـّس طريق النجاح ، أو مواصلته ، متسلـّحين بما عهدناه عنهم ، في العهود الغابرة ، من مثابرة ومكابدة . أما الاطمئنان إلى النجاح الحتمي ، اعتمادا ً على ماض ٍ لايـُدعم بالمزيد من التطوير والابتكار والإبداع ، فهو المقتل الحقيقي والنهائي للمواهب الشابة ، ناهيك عن الهرمة أو التي كاد المشيب أن يطمرها في قبر العجز والفشل !
ومهما كان من أمر ، فالنجاح السوري ، هو الآخر ، مدعاة لليقظة عند هؤلاء الأشقاء المكتسحين حثيثا ً كل العيون العربية . فثمـّة ، أيضا ً ، دراما خليجية تنهمر على الشاشات كأمطار الخير ، بحثا ً عن غد ٍ أكثر سعة ، والبقاء ، بالتأكيد ، للأصلح والأكثر صبرا ً ووعيا ً ومثابرة ً ، والأهم ّ من ذلك كله : تواضعا ً !
أما الدراما العراقية ، فليطمئن الجميع من أنها لن تشكـّل خطرا ً على أحد ٍ ، مادامت أسيرة ً في قبضة الإسفاف والزعيق والأداء البهلواني الذي تغذيه وتشيعه وتنمـّيه قناة الشرقية .
بقيت كلمة . وهي أنه آن الأوان لدراسة العهود الملكية في العالم العربي دراسة ً محايدة ومنطقية ، مثلما فعلت دراميا ً د . لميس جابر . فهذه العهود جزء من تاريخنا يمكن أن نستلهم منه المزيد من عوامل النجاح والبناء والتقدم . والملوك ليسوا – كلّهم - شرّا ً مطلقا ً . ويكفي أن نعلم أن المداعبة القرآنية ( إذا جاز لي التعبير وغفر لي ربـّي إساءة الأدب ) الواردة في الآية الكريمة : إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها ، إنما تتعلق بـ " كلام " نملة ضعيفة " العقل " لاتدرك ماوراء قرنيْ استشعارها ، عن قمـّة في العدالة والحكمة والرحمة ، هو سيدنا سليمان بن داود ( أو هكذا فهمت من بعض القراءات في التفاسير وعذرا ً إن كنت مخطئا ً ) . ومن هنا ، فما الضير في أن تدرس الأجيال اللاحقة تجربة أجيال مضت ، دون تفريق بين ملوك ٍ ورعيـّة ؟
وياعمـّي ! إذا كانت الملكية سيئة ، فما بالنا نشهد تحوّل الجميع إلى ملوك برؤوسنا . فرئيس الجمهورية يستخلف " ولي ّ عهده " غصبا ً عمـّن يرضى أو لايرضى من المحكومين . وعالـِم الدين والمرجع الروحي يسلـّمها ، ومعها الجمل بما حمل ، إلى ابنه أو أخيه مع تسليم الروح إلى بارئها . والقائد والثائر الإقطاعي والعشائري لا يرحل عن الدنيا ويخلد في التاريخ المجيد ، قبل أن يستولي الأبناء والأحفاد على البلاد والعباد ، حتى قبل أن تكون هناك معالم واضحة للبلاد والعباد . والزعيم السيا – ديني أو الدي – سياسي لاتغمض عيناه في المشفى قبل أن يطمئن على استقرار " التركة " بين يدي قرّة العين الناعمتين ... وهلم ّ سحبا ً وسحلا ً !
فمالنا نكابر .. ونخاتل .. ونخادع ، مانعين الحقيقة عن الباحثين عنها ؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -رفعت عيني للسما- أول فيلم مصري يحصد جائزة العين الذهبية بمه


.. اسئلة متوقعة وشاملة في اللغة الإيطالية لطلاب الثانوية العامة




.. طرح البوستر الرسمى لفيلم عصابة الماكس تمهيدا لعرضه فى عيد ال


.. أكاديمية زادك.. أول صرح تعليمي لفنون الطهي في السعودية




.. الفنان ويل سميث يتحدث لصباح العربية عن ردود الأفعال على زيار