الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدكتاتورية لن تعبر النهر مرتين

خليل المياح

2007 / 10 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


كتب مكيافللي في كتابه( الامير ):ان الحرب ومؤسساتها وقانونها هي الموضوع الوحيد الذي ينبغي
ان تدور حوله افكار الامير وان يذهب اليه اهتمامه واجتهاده وان يتمرس به ويحترفه ,فتلك هي المهنه
لكل من يحكم .
وبات مرجحا لدى الكثير من العراقيين النابهين ,بان بؤس صدام المعتقدي ,يدعوه الى الركون الى مكيافللي
مع صوابية الرجل في زمنه ,والى كتاب كفاحي للنازي المنتحر هتلر . . .
هذا بالاضافه الى ما متحه (عفلق)من أبار المستشرقين الفرنسيين العرقيه (ماسنيون ),وكذلك الاعجاب الكبير
بالمفكرين الالمان ,فيخته وغيره ممن مجدوا العروق وميزوا دماء البشر .
ان حادثة الاعتداء على الزعيم الوطني :عبد الكريم قاسم أشرت للطاغية منطلقاتة الساديه الاولى . .اذ
غدا قاتلا دمويا وحتى بدون مبررات منطقية ,كالتي حصلت لدى الديسمبريين الروس ابان الحكم القيصري .
وبغية المقارنه التاريخية انقل للقارى الكريم بعضا من الصفات التي شخصت للطغاة عبر العصر اليوناني
وبحسب ما جاء في كتاب السياسيات لارسطو :فلقد صور الغرور للاسكندر الكبير بانه ابن زيوس رب
الالهه,ودعا الناس الى عبادتة ,واكثر الطغاة برزوا من صفوف مضللي الشعب وغاية طموحهم الى سلطة
كسلطة السيد على العبد .
ونقل لنا هيرودوتس :اما الطاغية فالرس فقد تسلط على مدينة اكراغس من اعمال صقليه سنة 565 ق م وكان يحرق ضحاياه في اناء من نحاس على هيئة ثور ,ويتمتع برؤيتهم يعانون غصات الموت . . الى ان اذيق نفس العذاب .
والطغيان هو طمع في الغنى ودوام التنعم والترف .
وقطع السنابل البارزه من وصايا الطغاة ,أي قطع المبرزين من المواطنيين .
ويكرم الالفاء الاذلاء لدى الطغاة ,لان خفض الجناح والتذلل من افعال المدالسة .
اغراء بعض المواطنيين على الوشاية بالبعض الاخر .
الطاغية مثير للحروب كي يضل القوم في شغل شاغل عنه .
لا يركن الطاغية الى الاصدقاء البتة .
والطغاة يظهرون انفسهم بمظهر من يصرف عنايتة الى المصالح العامة .
ياخذون( الاتاوه)من الكادحين .
يغدقون الهبات على البغايا والضيوف واصحاب الفن .
يتظاهر الطاغية دوما ببذل عنايته لتعزيز عبادة الالهة وان يبالغ في ذلك .
والان نرى ان الدكتاتور الذي عرفناه قد تجاوز الحدود (واستميح اللغة عذرا )
اذ اقول بانه بات يتغوط من اعلاه والا ما معنا ازدرائة وتعييره للعراقيين بانهم كانوا حفاة قبل زمنه !
وكم كان حريا بالزمار الذي دبج المقالات لسيده ابان حرب البسوس مع الجاره ايران ,
ان يقرأ له مقولة للسلف الاعلى للماديين (هيرقليطس )عام 576 ق م ليرى انه من الصعب ان
يقاوم السخط لان السخط يشتري بالروح بغيته .
ولقد مس العفالقه وعد الله (العدالة)بعمق ,ولذا رأينا الجماهير المسحوقة والنخب الواعية من شرائح المجتمع العراقي تقف متفرجة على هلاك حاضرة( البعثيين )ومتشفية بهم جراء الجور الذي كان يؤسسها .
وبالنسبة لنا نصيخ السمع لمقولة الناقد (بيلينسكي ):اليك عني ايها النعيم اذا كنت وقفا علي دون الاف الناس .
اما العفالقة فقد نبههم الحكيم (سولون )الى خطر اعتبار مصلحة الدولة تساوي مصلحة الحزب الحاكم او الحزب المنتصر ,فان هذا هو عين الكارثة .
وطالما ان النمل والطير امم مثلنا كما جاء في القران الكريم فان دولة العفالقة كانت تستهين بالعقل وتدعو الى استقالتة ولقد كرسوا القول بالجبر الالهي مترسمين خطى الامويين لذا رايناهم يقولون (دخلنا الكويت بقدر )
وقبل ذلك كان الحاكم الافقم (صدام )يعزو سقوط الاتحاد السوفيتي لعدم ايمانه (بالواحد الاحد)! !!
وكانه يقول ان اميركا والراسمالية قد بقيت لايمانها بالسماء !! انها ثرثرة غبية ولا شك لكونها تصدر عن القائد الضرورة .
ان الشمولية البعثية كانت معتقدية انتقائيه (اكلكتية )تجمع جمعا اليا بصورة لا مبدئية بين أراء وتيارات واتجاهات فكرية مختلفة .
لذا راينا قائد الجمع(عبد الله المؤمن )يجمع بين اعجابه بكاسترو ومديحه للدكتاتور فراتنكو الذي يدعوه بالجنرال
الفارس .
وهم اذ أثروا الاصطفاف في خانة المثالية الذاتية بفعل قانون طبقي مشخص منذ الاربعينيات لذا رأيناهم لا يومنون بتبدل الاشكال فكان طارق عزيز يغرد لوحده بانهم باقون في السلطة لمائة عام قادم !
واصبحوا هيجليين في هذه الحال فالواقعي عقلي لكن عام 2003 كذب اطروحتهم .
اما ذرائعية البعث فتتجاى فالتلاعب ببطاقة الشعب التموينية فكانت بمثابت طوق النجاة لهم من غضب الجماهير .
وحقا ما قيل ان التحكم في العنف يسبق او يتعايش مع التحكم في العوز .
ومن المعلوم ان الحصار الاجنبي وبطاقتهم الضنينه قد تعاونا على الحاق الاذى بشعبنا الصابر .














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت