الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التغيير في سوريا بين الخداع البصري والمشروع البديل

عبد اللطيف المنيّر

2007 / 10 / 9
مقابلات و حوارات


بهية مارديني
حوار مع المهندس السوري الأميركي عبد اللطيف المنيّر

بهية مارديني من دمشق: مهندس سوري سافر الى الولايات المتحدة الأميركية وعمل مؤخرا بين صفوف المعارضة وحاول تقديم الكثير في اللقاءات والمؤتمرات والمحاور، وحمل الهم السوري في جوانبه ألما. فالسياسة والاقتصاد عاملان يجب العمل على إصلاحهما. ما الذي ينقص سوريا لتكون أفضل؟ سؤال لايفارقه ليحاول الإجابة عليه مشاريعا حية، يحاول قول أرائه حول المعارضة في الخارج دون مجاملات، ويصفها بفقر الخطاب السياسي، عبارة خطيرة لابد من تجاوزها ليعمل الجميع على الإرتقاء بالبلاد ، إيلاف كان لها هذا الحوار مع المنير.

سؤال: مارأيك في توجهات النظام في ظل المشهد الحالي للمعارضة؟

الحالة التي تعيشها المعارضة في الخارج، وفقرخطابها السياسي، وخلوه من مشاريع بديلة سياسية كانت أم اقتصادية، أدى إلى التقليل من شأنها من قبل المواطن العادي أولا، ومن طرف النظام تاليا. فالمواطن ملٌ الشعارات المكرورة والباهتة التي تداولتها المعارضة على مدى عقود من خطابها البعيد كل البعد عن نبض الشارع واستحقاقات المرحلة. وأنا أرى أنه حيت ترتقي المعارضة بخطابها السياسي، و تتعامل مع الآخر كشريك سياسي وليس كمنافس على السلطة - لأن الإثنين همهما بناء الوطن- وقتها فقط يمكن أن تقدم المعارضة نفسها كمشروع وطني رافد، وتكون جزء من منظومة الحكم تمارس فيه دور الرقيب على الأداء، وتكون مشاركتها هذه تعزيز لمكانة هذا النظام دوليا، ووسيلة لقطع الطريق على الانتهازيين والمدعين ومروجي هوس الاستقواء بالخارج. لا خطاب سياسي يصلح بمعزل عن البعد الاقتصادي، وللأسف بعض هذه المعارضات خلا خطابها تماما من أي مشروع اقتصادي، لا بل تمّ إسقاطه نهائيا من رؤيتها لمسيرة التغيير، فأصبحت كالحاوي الذي يأخذ مابجيوب المتفرجين دون أن يقدم لهم البديل، اللهم إلا "الخداع البصري" إن لم نقل الخداع السياسي!.

سؤال: منذ حوالي العام اجرت معك إيلاف مقابلة عن مشروع يتعلق بالاقتصاد السوري وتطوير شبكات الطرق، ، وعلمنا انك وضعت اللمسات الأخيرة على هذا المشروع المتكامل، هل لك أن تفيدنا عن إمكانية الانتقال بالاقتصاد إلى حالة من النمو والعافية؟

بداية، الهدف الرئيس من المشروع هو تفريغ المدن الكبرى من التكدّس السكاني من أجل رفع الضغط عن المرافق العامة ومعالجة التلوث البيئي، وإيجاد فرص عمل في القطاع الزراعي وإعادة الاهتمام إلى الثروة الزراعية والحيوانية. وكل هذا يبدأ بإعادة بناء وتوسيع شبكة الطرق طبقا للمواصفات العالمية، والتي تمتاز أولا بإدخار مياة الأمطار والتي نحن بحاجة ماسّة إليها، وتوفير الأمانة والسلامة على الطرقات، وتحقيق مداخيل ورسوم من خلال العبور على الطرق واستعمالها للنقل، حيث سوريا تتمتع بموقع جغرافي مميز، وهي البوابة بين أوروبا والشرق الأوسط.

ويتمحور المشروع ايضا على أهمية فتح آفاق جديدة للشباب، وتوظيف طاقاتهم في المجالين العلمي والعملي، كما يشمل تعليم المرأة بعامة ومحو الأمية التكنولوجية المعلوماتية بشكل خاص، لتشارك المرأة في الحياة العامة كمصدر أساسي في الطاقة البشرية، وكما نعلم أن باستطاعة المرأة أن تتعامل مع الكمبيوتر وهي في المنزل إن ارادت وترعى شؤون أطفالها وتكون مواطن منتج. ولا ننسى أن الغرب يعتبر اليوم كل من لا يستطيع التعامل مع الكمبيوتر أميا.

هذا المشروع هو مشروع بناء واستثمار متكامل، ما سيساعد على رفع المعاناة عن المواطن، وإيجاد فرص عمل، وتخفيض نسبة البطالة، إضافة الى تحسين المناخ السياحي وزيادة نسب المستثمرين الأجانب، والدفع بحركة البناء والإعمار التي هي مؤشراً للنمو والانتعاش الاقتصادي.

والكل مدعو لتطوير هذا المشروع، سلطة ومولاة ومعارضة، وكل سوري في المغترب مؤمن بوطنه الأم. وأنا على ثقة من قدرات كل السوريين الفكرية والعلمية والكل يستطيع أن يبني سوريا من موقعه وأمكانياته.

سؤال: إذن كيف تفسر لنا العلاقة بين السياسة الإقتصاد، ومدى انعكاسهما على المجتمع؟

لا يوجد سياسة راشدة بدون نهج اقتصادي قويم، حتى أن الجامعات تقرنهما معا، وهناك اختصاصات أكاديمية وفروع جامعية تحمل اسم "السياسة والاقتصاد"، وأنا أقول في هذا الشأن:" قل لي ما هو مستوى النمو الإقتصادي في بلد ما، أقول لك ماهي سياسة تلك البلد". إذن سياسة سليمة تؤدي الى اقتصاد ناجح. أضيف إلى ذلك عاملي الاستقرار الأمني والانفتاح السياسي هما المفتاح الذي يؤدي إلى رفع حجم الاستثمارات، ما يؤدي الى نمو في الإقتصاد الوطني. فلننظر الى اليابان وألمانيا، وإلى ماليزيا وأندونسيا، نجد أنه لا يوجد توترات سياسية في تلك البلاد ولا صراعات عرقية ولا دينية، بل نجد اقتصادا عالي المستوى بدأ ينافس الدول العظمى ويقرع أجراس التحدي الصناعي والاقتصادي.

سوريا عاشت بمرض اقتصادي مزمن ويحق لنا أن نبحث عن بواطن الخلل ودائما نسأل انفسنا هذه الأسئلة: هل الإنسان الغربي أكثر ذكاء من الإنسان الشرقي؟ هل المواطن الغربي له صفات فيزيائية مختلفة عما خلقنا عليه؟

لماذا تتمتع الدول الغربية بالرخاء وبحبوحة العيش، ونحن رغم مواردنا الطبيعية والبشرية، نعاني من اقتصاد هش؟ وأخيرا هل نتمتع بضمير مهني له نفس مستوى الشفافية والمحاسبة والالتزام عند نظيره الغربي؟

لا بد إذن الاستفادة من تجارب الدول لتشخيص المرض، ها هي اليابان بعد قنبلتين نوويتين، وتدمير كامل للبنية التحتية، كذلك ألمانيا بعد خروجها منهكة من حرب خاسرة أفقدتها الكثير من الموارد البشرية، نجدهما قد نبذا التناحر والخلاف والعنف، وائتلفا على بناء الوطن وهنا يكمن سر النجاح. كذلك الحال بالنسبة لماليزيا وأندونسيا، فقد استغلتا الطاقة البشرية وسخرتاها في نهر اقتصادها الجاري الذي يبرز من خلال هوية إسلامية مثالية، تخلو من الإقصاء والتهميش، في تناغم سياسي اقتصادي قل مانجده في باقي الدول العربية.

سؤال: ماهو دور الجالية السورية في المغترب بشكل عام، والأكاديميين والمختصين منهم بشكل خاص، في بناء سوريا الحديثة؟

الدور تماما كما كان دور المستشرقين الغربين ولكن بالاتجاه المعاكس، فكما قدم المستشرقون إلى بلادنا في عصرنا الذهبي الغابر، واطلعو ونهلوا من علوم الحضارة عندنا، وعادوا بهذه المعرفة وطوروها في خدمة بناء مجتمعاتهم، نحن اليوم في المغترب يجب أن نمارس نفس الدور، وعلينا أن نأخذ من حضارة الغرب ما ينفعنا وننقله إلى بلادنا. ولكل مواطن دوره في عملية البناء والتحديث سواء كان أكاديميا أو عاملا أو تقنيا أو متخصصا.

سؤال: كيف سيتم طرح المشروع وماهي آليات تنفيذه ومدى إمكانية تطبيقه؟

نتمنى أن تأخذ سوريا على عاتقها تبني هذه الفكرة تحت شعار" أبناء سوريا في الخارج يساهمون في مسيرة التحديث"، وعليه توجيه الدعوة لجميع الاقتصاديين السوريين في الداخل والخارج إلى مؤتمر يشارك فيه باحثون ومختصون ورجال أعمال وشركات ومنظمات مدنية دولية وعربية، ووضع آلية لدراسته بتمعن وتطويره، ومن ثم المضي عمليا في تنفيذه إذا اتفق الجميع أنه سيشكل عاملا مثمرا وبنّاء في مسيرة سوريا التحديثية.

حاليا سيتم طرحه من خلال ورقة عمل في مؤتمر سيعقد قريبا، وقد يكون دوليا. وهناك مشارورات واتصالات مع هيئات من المجتمع المدني، ومع شركات خاصة، ومستثمرين لدعم هذا المشروع حالما يتـأمن المناخ السياسي الملائم . أنا كسوري أحلم بالعودة إلى الوطن حاملا العلم بيد ، وبالأخرى حفنة من قمح لزرعها في ترابه، فالأمة التي تبقى هي التي تأكل رغيفها من قمحها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة