الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرجعية الوحيدة القادرة على إنقاذ العراق

تقي الوزان

2007 / 10 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كل جيوش الأحتلال في العالم تعتمد في ادارتها للشعوب التي تحتلها على مجموعة اجتماعية سياسية مدجنة , كأدوات للأحتلال , وكانت تسمى هذه المجاميع , ذيول او اذناب , عملاء , طابور خامس , وعند الأكراد جحوش . وفي زمن القطب الواحد , والعولمة , أعلن الأحتلال عن طموحه في تنمية مجموعة القيم " الديمقراطية والليبرالية " لدى الشعوب التي تحتلها . والتي بدورها ستنهي البيئة الحاضنة للفكر السلفي , وتنقذ البشرية من جرائم منظماته الفاشية , كما اعلنت اميركا .

الا ان الامريكان بعد احتلالهم للعراق , جعلوا منه الساحة المفتوحة لتجمع السلفيين المتطرفين من كل البلدان العربية والأسلامية , ومن الجانب الآخر لم تقدم اية تسهيلات للمجاميع العلمانية واليسارية أصحاب القيم الحقيقية للديمقراطية والليبرالية . وتوزعت رعاية سلطتها بفسح المجال واسعاً لبناء ونمو العصابات البعثية والسنية , والمليشيات الطائفية الشيعية , وتركتها في صراع طائفي كاد ان يفلت من سيطرتها لولا تطبيق الخطة الأمنية الأخيرة , والتي ساعدت في ان يكون الصراع سني سني , وشيعي شيعي , تبعاً للمصالح الشخصية بشكل أوضح . وعلى احجام مجاميع الصراع هذه , جرى أقتسام السلطة والنفوذ , ونهب المال العام في وضح النهار , وامام اعين الجماهير المنكوبة والتي سبق لها ان آمنت بالعملية السياسية .

ليس من الغريب ان تعلن اميركا عن شئ وتطبق شئ آخر , حسب احتياج مصالحها , ووجدت ان من مصلحتها ايضاً ان لاتساعد الديمقراطيين والعلمانيين واليساريين , – واذ أقتضت الضرورة منعهم - لكي لايبنوا المشروع الوطني الذي يؤسس للمرجعية الوطنية , الوحيدة التي بأستطاعتها أنتزاع الحقوق العراقية كاملة من الاحتلال حتى وان طال الزمن .

لقد نجح الامريكان في خلق الفراغ القيادي الوطني , وجعلوا هذه المسألة المهمة في نهضة اي شعب من الشعوب المنكوبة محصورة في قيادة المالكي الحكومية , والتي تستند بالكامل على العكاز الأمريكي , الذي بدونه سينتهي الوضع القانوني وتنهار كل اركان العملية السياسية . ومن الغريب ان الامريكان لم يقدموا البديل عن كل هذه المجاميع الطائفية والجهوية التي عجزت عن ان تكون قيادات وطنية , بمن فيهم القيادات المحسوبة على الامريكان مثل الدكتور احمد الجلبي والدكتور اياد علاوي , اللذين جرى ركنهم حالهم حال الآخرين .

هذا الفراغ للمرجعية الوطنية الذي يمكن ان يحل بمجرد سحب الدعم الامريكي عن حكومة المالكي , لايعرف لأي مدى سيستخدمه الامريكان , والمنطقة تتوجه لتفاعلات كبيرة لاتقل في اهميتها عن ازاحة النظام الصدامي, واهمها المواجهة الحاسمة المتوقعة بين المشروع القومي الايراني والمشروع الامبراطوري الامريكي , وما سيتركه من تأثيرات كبيرة على المنطقة والعالم .

ان توقيت طرح مشروع " الديمقراطيين" الامريكان والذي يدعو لتقسيم العراق الى ثلاث اقاليم , والساحة العراقية تخلو من قيادات يتم الأجماع الوطني عليها , والابقاء فقط على تواجد القيادات الطائفية والقومية , مع اقتراب الحسم لملفات المنطقة وعلى رأسها الملف الايراني , يثير الكثير من التساؤلات , واهمها هل ان مشروع " الديمقراطيين" الامريكان من ضمن السيناريو ؟

المخرج الناجح هو الذي يتمكن من اقناع الجمهور بتلقائية الأحداث , وأقناعهم ايضاً بالضرورة الحتمية للنهاية . الا ان العراق وشعوب المنطقة ليست فلم سينمائي يخرجه الامريكان كيفما يريدون , وستكون التأثيرات الكارثية لهذا التوجه ليس على الامريكان في المنطقة فقط , وانما ستنعكس على السلم الاجتماعي للشعب الامريكي وباقي شعوب الدول التي تساعد في هذا التوجه , لأنهم سيفتحون باب جهنم على مصراعيه.

ان الأمل لايزال كبيراً في القيادات العراقية لتجاوز العثرات , واعادة الروح الوهاجة للمشروع الوطني الذي تضمحل عنده كل الصعوبات , وبدونه لاتقوم قائمة للعراق بعد اليوم وستخسر كل الاطراف ما حققته من مكاسب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يتسبب بإقالة سفير بريطانيا لدى #المكسيك #سوشال_سكاي


.. فيديو متداول لطرد السفير الإسرائيلي من قبل الطلاب في جامعة #




.. نشرة إيجاز - مقترح إسرائيلي أعلنه بايدن لوقف الحرب في غزة


.. سلاح -إنفيديا- للسيطرة على سوق الذكاء الاصطناعي




.. -العربية- توثق استخدام منزل بـ-أم درمان- لتنفيذ إعدامات خلال