الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نداء الى جماهير البصرة‍

ريبوار احمد

2003 / 10 / 28
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


نداء من ليدر الحزب الشيوعي العمالي العراقي الى جماهير البصرة‍
ايها العمال، والنساء، و الشباب، والمثقفين، والفنانين!
يا جماهير مدينة البصرة المتحضرة!

كانت مدينتكم، لعقود خلت، احد المراكز الاساسية والكبيرة للحياة العصرية والمتمدنة ومناراً للثقافة والتقاليد التقدمية. ان معظم سكانها يتكون من العمال العاملين في قطاعات النفط، السكك الحديدية، الموانيء، الاسمدة، الصيد، المصانع الكبيرة والصغيرة. اذ يشكل هؤلاء العمال العمود الفقري للانتاج والحياة و التقاليد التقدمية و المتحضرة. لعب مثقفوها و فنانوها دوراً مؤثراً في الانفتاح على الحياة والحضارة الانسانية وبلورة اشكال من التقاليد التقدمية و القيم و الفنون المعاصرة التي كانت مصدر للبهجة والفرح لقلوب ابنائها. ان فنون البصرة التقدمية تشكل اتجاها قويا في المجتمع العراقي. كانت نساء البصرة نموذجا للنساء المتحررات والعصريات في العراق، تمكن من اطلاق ايديهن من القيود و التقاليد الرجعية والابوية و القروسطية على نطاق واسع. كانت شبيبة البصرة نموذجا لاكثر الاطياف العصرية بين شباب العراق، و كانت التقاليد والسلوك و ارتداء الموديلات العصرية من ابرز خصائصها.
الا ان نظام البعث الرجعي والوحشي قد حد ذلك المسار المتنامي من النزوع والتقاليد المعاصرة بالاسلاك الشائكة، وحاول خنقه بكل طاقته ، و قام كذلك بمعاقبة سكان البصرة لدورهم المبادر في انتفاضة 1991. يضاف الى ذلك سنوات الحصار الوحشي والجوع والفقر المدقع مما انهكت سكانها الى حد كبير. ان تلك العوامل كانت اسبابا مؤثرة في فرض التراجع الشامل على الحياة الاجتماعية.
كنت قبل ايام في زيارة لمدينة البصرة لغرض القيام ببعض الامور السياسية والحزبية و الالتقاء بمجاميع عمالية ويسارية وتقدمية فيها. صدمت للاوضاع السائدة وما رأيت. منذ سنوات والجماهير المقهورة والمكبوتة تأمل في التحرر من كابوس البعث الدموي و بلوغ افاق تتفتح فيها مسارات التقاليد المعاصرة التي ستطرق ابواب السعادة و الحياة المرفهة والكريمة. ولكن ادركت هذه المرة ايضاً بأن كابوساً اخراً هو بصدد سحق هذا التطلع والرغبة الانسانية. يحاول الاسلام السياسي، بدعم مباشر من النظام الايراني، التحول الى وريث الاوضاع السابقة التى بدءها النظام السابق و تعمقت بالحصار الاقتصادي ويديمها اليوم الاسلام السياسي.
ان هذه الاوضاع تتطلب، في الحقيقة، وقفة جدية! ذلك ان خطراً محدقاً يحيط بالبصرة، خطراً كذلك الذي حول افغانستان و ايران والجزائر الى مجازر وخرائب وميادين للمآسي. تحاول امتدادات تلك التيارات قولبة مجمل جوانب حياة وسلوك وحتى تفكير سكان هذه المدينة بقوة السيف. فهي تكبح التقدميين و تكم افواه المثقفين وتذبح الفن والاغاني والموسيقى والسعادة، و تفرض بالتيزاب والقتل حجر النساء في المنازل- السجون و الحجاب، تخنق ابسط التطلعات المعاصرة للشبيبة من الفتيان والفتيات، تهاجم بحملات ارهابية دور السينما ومجالس الشعر والغناء والاختلاط، وتدفع بذلك حياة الناس نحو احكام السيف والظلامية.
انها المأساة بعينها! انها تتنافى بشدة مع الانسان والانسانية، فلم يتعود سكان البصرة على هذه التقاليد والافكار والاساليب ابداً، ولم يتحمل سكانها المفعمين بحب الحياة هذه الرجعية ابداً. ان التأريخ يشهد بأن سكان البصرة قد عاشوا بشكل مختلف تماماً، فهم مارسوا تقاليد عصرية وكانوا اهل تقدم وتمدن وبهجة. بيد ان الاسلام السياسى يعمل على اخضاع هذه الجماهير المتمدنة بقوة السلاح واساليب بن لادن.
يا عمال و نساء و شباب ومثقفي وفناني البصرة! اناشدكم، ان تتأملوا وضعكم وتستيقضوا من الغفوة! لا تخضعوا لهذه الرجعية و ارموا بها بعيداً! اطلقوا العنان لحناجركم و اياديكم وواجهوها! تصدوا للكبت والممارسات و التقاليد المتخلفة واوقفوها عند حدها، لاتتبعوا الفتاوى والسنن المهترئة، وزجوا بكل طاقاتكم و بتقاليدكم المعاصرة والتقدمية الى الشوارع والمعامل والدوائر والجامعات والمعاهد والمدارس. من الضروري ان يلعب المثقفون والفنانون دورهم في هذا الصراع وان يسخروا اقلامهم وفنونهم لذلك. يجب ان يضع الشباب و النساء بجسارتهم حداً لهذا المد، نظموا صفوفكم في الاحياء والمعامل والدوائر والمراكز التعليمية وامسكوا زمام اموركم بايديكم ولا تسمحوا لهم بالتدخل في شؤونكم. ان قطع دابر هذا الكابوس واحياء ارادة الناس وبث حياة متمدنة في المجتمع بحاجة الى انبثاق حركة سياسية جماهيرية واسعة وشاملة. ليس بأمكان الرجعية ان تصمد امام حركة كهذه، بل ان فرائصها سترتعد.
لستم وحدكم في الميدان، ان الحزب الشيوعى العمالي العراقي هو وسيلة ورائد وطليعة جسورة لنضالكم هذا على صعيد العراق. انبثق هذا الحزب لتغيير مسار الحياة البائسة والتصدي للظلم والجور والرجعية التي تعكر صفو الناس ولاجتثاث الاستغلال والتمييز والقمع والبؤس. هلموا للانضمام اليه، اجعلوه اداة نضالكم، تمسكوا به، رسخوه في الاحياء ومراكز العمل، و اسسوا منظماته اينما كنتم، نظموا الناس حوله، اجعلوا منه وسيلة لبناء حياة سعيدة، حرة، مرفهة ومتكافئة.

 
                                           
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فراس ورند.. اختبار المعلومات عن علاقتهما، فمن يكسب؟ ????


.. 22 شهيدا في قصف حي سكني بمخيط مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا




.. كلية الآداب بجامعة كولومبيا تصوت على سحب الثقة من نعمت شفيق


.. قميص زوكربيرغ يدعو لتدمير قرطاج ويغضب التونسيين




.. -حنعمرها ولو بعد سنين-.. رسالة صمود من شاب فلسطيني بين ركام