الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعم الارهاب في مملكة بني وهَاب

حسين ديبان

2007 / 10 / 9
الارهاب, الحرب والسلام


في مملكة بني وهَاب تُقطع يد السارق، ويُقطع رأس القاتل بالسيف، بينما الارهابي في تلك المملكة يُعامل معاملة خاصة تتجاوز في انسانيتها تلك المعاملة التي يلقاها السجناء في أكثر دول العالم احتراما لحقوق الانسان، وهو ما سمعنا به بالامس حيث أمرت السلطات السعودية بالافراج عن الارهابيين العائدين من سجن غوانتنامو خلال فترة عيد المسلمين على أن يعودوا الى سجنهم بعد ذلك، و أكثر من ذلك فقد تم تقديم مبلغ عشرة آلاف ريال سعودي (حوالي ثلاثة آلاف دولار) لكل ارهابي. ياعيني على هذه الانسانية التي يتحلى بها ولاة الأمر السعوديون...

في السعودية نفسها آلاف المعتقلون السياسيون الذين لم يقتلوا أحدا ولم يدعون لا سرا ولا علانية لقتل أحد ولم تتلوث أياديهم بأي فعل ارهابي اجرامي. مشكلتهم فقط انهم يطالبون بالاصلاح والتغيير بحده الادنى، و هؤلاء هم أكثر استحقاقا لتشملهم انسانية ولاة الامر السعوديون، ولكن يحلم هؤلاء المعارضون حتى في زيارة ذويهم لهم في سجونهم.

وفي السعودية هناك الكثير من السجناء المتهمون بجنايات خفيفة، وهؤلاء لهم الحق أيضا بأن تشملهم تلك "البادرة الانسانية"، التي سيكون لها دورا كبيرا في تغيير الظروف التي جعلتهم يرتكبون تلك الجنايات البسيطة، ومن الممكن أن تكون سببا لكي يفكروا ببدء حياة جديدة خالية من ارتكاب المخالفات والجنايات، ولكن لم يحصل أي منهم على ماحصل عليه الارهابيون العائدون من غوانتنامو.

وفي سجون السعودية كذلك آلاف المجرمون الذين أرغمتهم ظروف قاسية أغلبها موضوعية لارتكاب الجريمة، ومن الممكن جدا اعادة تأهيلهم ليكونوا أناسا صالحين يساهمون بشكل فعال وايجابي في بناء مجتمعهم، والعمل على تطويره والسير به الى الامام، بعكس هؤلاء الارهابيون النائمون منهم والعائدون من غوانتنامو الذين كان لهم أثرا كبيرا في تراجع أحوال المجتمع والدولة على كافة المستويات وأولها فقدان ادنى احترام للمملكة على الصعيد الدولي.

قالوا إن هذه البادرة الانسانية ستساعد هؤلاء لاعادة تأهيلهم حتى ينخرطوا في الحياة العادية من جديد، وأنا أقول إن من السهل جدا اعادة تأهيل المجرم العادي، ومن السهل أيضا توجيه النصح له وارشاده باتجاه فعل الخير، ذلك انه يدرك ان ما قام به من جنح وجنايات هي افعال اجرامية بأعراف الجميع وقبلهم بعرف القانون، ولكن "بالله عليكم" كيف يمكن اعادة تأهيل الارهابي وكيف ستوضحون وتشرحون له ان ما قام به من افعال ارهابية هي افعال اجرامية ايضا، وهو الذي لم يفعل ما فعله إلا استجابة لطلبات الله ونبيه، أي استجابة للدين الذي يؤمن به كل سكان المملكة وبالتالي فإن أفعاله أيضا تعتبر استجابة وتطبيق للدستور القرآني التي تعمل به المملكة..اذا فإن أفعاله الارهابية هي قانونية بامتياز، ويصبح غير القانوني في هذه الحالة هو سجنهم وتوقيفهم وأظن وليس كل الظن اثم ان المسؤولين في المملكة قد افرجوا عنهم استنادا لما ذكرته.

تستطيعون أن تقنعوا المجرم القاتل بأن ما ارتكبه من فعل في لحظة ما هو فعل اجرامي وغالبا هو يعرف ذلك ويدركه ويندم على ما فعله أشد الندم، ولكن ماذا ستقولون للإرهابي "المجاهد عن الجهاد في سبيل الله" الذي قام به، وهو الذي لم يفعل ما فعله إلا امتثالا للقرآن الذي يطالبه بصريح القول وبالفم الالهي الملآن "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولايحرمون ماحرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون". انه يهلل باسم الهه ونبيه كلما أقدم على قتل "كافر" دون ان يكون هناك مجالا للندم، بل عل العكس فانه يحلم بجنات النعيم كمكافأة له على أفعال القتل التي ارتكبها.. هل ستقولون له ان الآية منسوخة وهي التي نسخت غيرها، أم ستقولون له ان الآية نزلت في سياق معين وهي تخاطب المسلمون في ذاك الزمان، وبذلك تكونوا قد كفرتم لانكم بهذا القول تتجاوزون بديهيتكم الدينية المعروفة ان القرآن صالح و "فالح" ايضا لكل زمان ومكان، أم ستقولون له "من الآخر" وبكل صدق وصراحة وبدون لف ودوران ان إلهنا يا عزيزنا الارهابي للاسف كان ومازال إلها دمويا. لن أعلق هنا أيضا على حديث نبيكم "من مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق".

تستطيعون ان تقولوا للسارق بأن ما سرقته من اموال لاحق لك بها، ومن المؤكد انه سيقتنع بذلك وهو يدركه أصلا، ولكن ماذا ستقولون للارهابي الذي يُمنَي نفسه من خلال "الجهاد" الذي يقوم به بالسيطرة على أموال أعدائه الكافرين من النصارى واليهود والمشركين، مقتديا بنبيه محمد الذين بشَر مجاميعه الارهابية بكنوز روما وفارس، حيث لم يكتفي بالاموال التي سلبها من قبائل العرب اليهودية والوثنية التي أغار عليها غازيا..هل ستُصْدقونه القول وتقولون له ان نبيكم لم يكن إلا لصا محترفا وقاطعا للطرق.

ستحاولون اعادة تأهيل مغتصب النساء والاطفال، وستنجحون لا شك بذلك ما دام المجرم المغتصب يُقر بأن ما فعله جريمة تُحاسب عليها كل القوانين والاعراف، ولكن ماذا ستقولون للارهابي الذي اغتصب في سياق "عمله الجهادي" نساءا وأطفالا ممن يعتبرهم كفارا ومشركين، وهو الذي لم يفعل إلا ما فعله نبيه وصحبه خلال غزواتهم واغتصابهم لكل من وقعت في أسرهم. انه يستجيب بفعله هذا لأمر إلهه الذي يقول "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا".. كيف ستقنعوه "لا طالت أعماركم" بأن لا يقتدي بمحمد، أم ستلقوا بوجهه الحقيقة عارية وكما هي بدون تجميل و"تزويق" بأن نبيه لا يستحق أن يهتدي ويقتدي به إلا مغتصبو النساء والأطفال أمثاله.

مهمتكم في إعادة تأهيل هؤلاء مستحيلة، وهي لا تعدو كونها حجة سمجة ساذجة بلهاء لا تنطلي على مجنون فكيف تريدونها أن تنطلي على العاقل. إن التفسير الوحيد لاطلاق سراح الارهابيون المجرمون وتقديم الأموال لهم هو مكافأتهم على الأعمال "الجهادية" التي قاموا بها وتشجيعهم على فعل المزيد من الأفعال الارهابية الاجرامية، وهو دينكم وديدنكم على أية حال من محمد بن آمنة الى محمد بن عبد الوهاب.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا