الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصائد نيويورك 3

سعدي يوسف

2007 / 10 / 10
الادب والفن


العاملُ العاطلُ عن العمل يستيقظ


بالطيورِ التي تُعلِنُ الشمسَ
يستقبلُ العاملُ الأسْــودُ النائمُ ، الصبحَ ...
كانت مَـمـاشي الحديقةِ ناعمةً بالندى
والغصونُ التي استيقظتْ تتشكّــلُ مثلَ الغصونِ
المصاطبُ مبثوثةٌ كالأرائكِ
والكلبُ يرفعُ قائمةً ...
ثَـمَّتَ الماءُ يَقْـطُـرُ من حنفيّــتِـهِ
والعصافيرُ تشربُ .
والعاملُ الأسودُ ، الآنَ ، يفتحُ عينيهِ
يفْرِكُ واحدةً
ثم يمضي إلى الحنفيّـةِ .
تفْزعُ فاختــةٌ .
يُخْرِجُ فرشاة أسنانِهِ ،
يتمضمضُ ...
يملأُ راحتَــهُ . يشربُ الماءَ
ســروالُهُ الجِــينْـزُ أسـْـودُ في زُرقةٍ .
كانت الشمسُ تَبْـلُغُ مصطبةَ النومِ .
يختارُ أخرى
ويُغْمِضُ عينيهِ ثانيةً
وينام ...



نيويورك 17.8.2007














المتشــرِّدُ والسنجابُ


كان صباحُ السبتِ لذيذاً :
شمسٌ فاترةٌ
ونسيمٌ يحملُ ضَوعاً من عشبٍ
وأوائلَ برْدٍ .
كان سياجُ حديقةِ " واشنطنْ سْـكْـوَير" نديّـاً .
....................
....................
....................
نفضَ المتشــردُ بطّـانيّـتَـهُ
وطواها .
أخرجَ قطعةَ خبزٍ من جيبِ السروالِ الجِــيــنْــز
تلَفّتَ ،
ثم استأنى عند شُجيرةِ ســرْوٍ .
هبطَ السنجابُ
دنا ،
حتى كاد يلامسُ كفَّ المتشــرِّدِ .
يلتقطُ السنجابُ فُتاتَ الخبزِ
ويرقصُ كالطيرِ ...
وكان المتشردُ ، مثل نبيٍّ ، يسترسلُ في لغةِ السنجاب !


نيويورك 18.8.2007










منــظرٌ مشــوَّشٌ

من غرفةِ نومِكَ
يبدو مبنى " الإمبايَر سْتَيت "
مختلفاً ...
كان ضبابٌ صيفيٌّ يمسـحُ ، بالفرشاةِ ، خطوطَ المبنى
و نتوءاتِ الذاكرةِ .
المطرُ الصيفيُّ ، غزيراً كانَ ، الليلةَ ...
والنجمةُ حمراءُ
كما كانتْ أبداً ...
....................
....................
....................
في الصبحِ
سنجمعُ ما نملكُــهُ في صُـرّةِ قُـطْــنٍ سـوداءَ
ونرحلُ في عرباتٍ من خشبٍ !


نيويورك 20.8.2007

ِ
















أمــطــارُ آب





دخانٌ ، بلونِ السحابةِ
يصعدُ من سطحِ مبنىً جوارَ الكنيسةِ ،
والمطرُ اشــتـدَّ
حتى لَواذِ العصافيرِ تحتَ النوافذِ .
ثَـمَّ مبانٍ تلاشتْ ملامــحُـها
واستَكَـنَّـتْ إلى بعضِها :
قد تَــوَحَّــدَ مرأى الكنيسةِ والبنكِ ...
سوف تكون الشوارعُ موحلةً
تحت أمطارِ هارْلِــمَ .
أين ينامُ المـشَــرَّدُ ؟
.................
.................
.................
في الشارعِ
ارتَــدَّ ضوءُ المرورِ إلى الأحمرِ .
المطرُ السيلُ أغلَقَ هذا السبيـــل.
نيويورك 21.8.2007































لا تَــقُــلْ



حينَ تجلسُ ، منفرداً ، في الحديقة
حينَ تدنو من المرفأ
حينَ تشربُ ، عجلانَ ، كأسَ الـجُـعـةْ
حينَ تمضي إلى ساحةِ الســوقِ حيثُ الطيور
حينَ تسمع أغنيةً
ونوافيرَ ماءٍ تدور ...
حينَ تدنو من المتشردِ في مَوهنِ الليلِ
حينَ الـقُـمامةُ تعلو
وحينَ تضيقُ الشوارعُ ...
حينَ الـمُـغَـنّي ينامُ الظهيرةَ ،
حينَ الأســـى ...
حين تأخذ سيارةَ الأجرةِ ، اليومَ ، نحو المطارِ البعيد ...
لا تَقُلْ في خفوتٍ : وداعاً !
لا تَقُلْ أيَّ شــيء
للبلادِ التي أورَثَتْكَ الجنونَ
البلادِ التي هدمَتْ وطناً فوقَ رأسِكَ
واستأجرتْ زُمْـرةَ القتلِ
واقتلعتْ من حديقةِ بيتِكَ معنى الغصون ...


نيويورك 29.8.2007





قــريةُ البرابرة


فتحوا مصرفَهم في وسطِ القريةِ
كالقلعةِ في السوقِ ،
وأعلَوا ســورَهم ، أعلى من النجمِ
وطاروا بجيادٍ من حديدٍ تحرسُ المصرفَ ليلاً ،
ثم قالوا : فَـلْـنُقِمْ مأدُبةً عُظمى
لنأكلْ جِلْدَ خنزيرٍ
ونشربْ من دمِ الثورِ
ونلبسْ صوفَ جاموسٍ .
لقد كان مساءً صاخباً ...
( كلُّ مساءٍ صاخبٌ في القريةِ )
الناسُ سكارى
ونيامٌ
وجنودٌ أدخَلوا ثُكْــناتِهم في لحمِهم ...
........................
........................
........................
لن يصدحَ القيثارُ
والقدّيسُ لن يأتي
ولا البلبلُ .
لن يختلفَ ، البتّــةَ ، في القريةِ ، نورٌ وظلام ...

لندن 01.09.2007












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي