الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من حكايا القمع في بلادنا

خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

2007 / 10 / 10
القضية الفلسطينية


هدّدوها بحلق شعرها*1*
في غزة ان كنت ناشطا ولا تنتمي لحماس فانت تحت الرقابة.. وهناك من يحصون انفاسك ويرصدون كل حركاتك وسكناتك.. وستجدها حتما موثقة على اللوح المحفوظ الذي من المؤكد انك ستراه قريبا عند اختطافك او سحبك او استدعائك لاحد الاجهزة او فروع الامن الحمساوية.. وحينها الله وحده القادر على انقاذك، او حتى اخبار اقاربك عن مكان وجودك.
وقد سردت لي سيدة غزاوية محترمة ( تنتمي لاسرة عريقة في النضال ) قصتها، حين اعتقلتها قوة من جهاز التنفيذية التابع لحكومة غزة.. واقتادتها الى احد اقبية التحقيق، وهناك باشر المحققون استجوابها باجواء مشحونة بالعصبية والتوتر وسالها المحققون: لماذا اتيت الى حيث يصلي الناس في الشوارع..؟؟ فاجابتهم بجراة تحسد عليها-- جئت لادافع عن الناس الذين تطالهم هراواتكم-- عندها ثار المحققون وهاجوا، وغاب عن اذهانهم انهم انما يحققون مع امراة، وغابت عنهم تقاليد التعامل مع النساء.. فاوسعوها شتما وتجريحا والفاظ بذيئة، وهددوها بانهم لن يطلقو سراحها الا اذا وقعت على تعهد بعدم المشاركة بعمل ضد قوانينهم.. وانها اذا ما اصرت على موقفها ورفضت التوقيع.. سيقومون بحلق شعر راسها كليا.. ورميها في الشوارع صلعاء.. لكن هذه المراة المناضلة التي خاضت معارك الكفاح منذ نعومة اظفارها، استجمعت قواها وانفجرت في وجوههم قائلة : اسمعوني جيدا لقد مارست النضال قبل ان تلدكم امهاتكم، وتعرضت للقمع على ايدي جلادين اكبر منكم.. وخضعت للتحقيق هنا وفي نفس هذا المكان قبل اربعين عاما ( اي في العام 1968 ) على ايدي ضباط المخابرات الاسرائيليين، ولم يستطيعوا حينها النيل من عزيمتي او يفتتوا من عضدي.. ولن اهابكم اليوم وبعد هذا العمر الطويل، ولن ارضخ لتهديداتكم، فقبلي كانت المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، التي حلق المستعمرون الفرنسيون لها شعرها، كي يذلوها ويكسوا عنفوانها، لكنها لم تركع لهم ولم تستسلم، وخلدها التاريخ ولعن جلاديها..
لقد رات تلك السيدة الغزاوية البطلة حقدا دفينا في عيون محققيها.. حقدا عليها وعلى كل خصوم حركتهم.. وللحقيقة فقد شعرت هذه السيدة-- ولبعض الوقت-- بخطر حقيقي على حياتها، لكن زادها النضالي كان كافيا لها كي تصمد، الى ان جاءت لحظة الافراج، وخرجت من اقبية التحقيق رافعة راسها، بل اشد ايمانا بالمبادئ التي تربت عليها-- وقد تم اطلاق سراحها بعد ان ثارت ضجة كبرى على ما فعلته تلك الميليشيات السوداء في ذلك اليوم ( يوم الهراوات العظيم ).. مما اجبر قادة حماس على اتخاذ قرار بالافراج عن هذه السيدة، وعن كل المعتقلين والمعتقلات الذين تم القاء القبض عليهم اثناء تواجدهم في المقر الرئيسي لمنظمة التحرير الفلسطينية.. لقد اطلق سراح هذه المناضلة وخرجت من السجن والحزن يتملكها، والغضب يتفجر داخلها على اولئك الذين هم على استعداد لفعل أي شيئ، يعتقدون انه يطيل فترة بقائهم في الحكم..
هذا ما يحدث الان في غزة، هراوات واعتقالات وكبت للحريات، ويمعن-- التيار الاخونجي-- في حماس بتصعيد الامور اكثر فاكثر، ويسارع الخطى للقطيعة مع كل اطراف الحركة الوطنية، ليهدم ما بناه-- التيار الوطني الاسلامي-- في نفس الحركة، من اواصر العلاقة مع شركائه في النضال، من اجل حرية الوطن وخلاصه النهائي من الاحتلال.
مطلوب للسلطة.. لانه صاحب قلم*2*
صديقي الشيخ صاحب قلم، وهو جريئ وجراته سببت له احيانا كثيرة متاعب مع كل الجهات.. اعتقلته سلطات الاحتلال اكثر من مرة، وعانت عائلته الكثير الكثير من مداهمات الجيش الاسرائيلي وتنكيلهم، ولم يسلم من ذلك حتى والدته-- تلك المراة الفلسطينية الريفية التي لطالما دخلت في عراك مع ضباط المخابرات الاسرائيليين.. ثم اعتقلته السلطة الوطنية قبل الانتفاضة بتهم مختلفة، اهمها التحريض والدعاية المناهضة للسلطة الوطنية، وحينها اذكر ان شخصيات من مختلف التنظيمات-- ومنهم من هو من حزب الشعب-- وقفت متضامنة معه دفاعا عن الحق بالتعبير، كحق اساسي للانسان يجب ان يصان.. لكن وفي اطار الفعل ورد الفعل، ومع تفاقم الاوضاع في قطاع غزة-- بعد ما اقدمت عليه حركة حماس من استيلاء غير شرعي على السلطة، واحتلال لمقراتها، وشروعها بحملات الاعتقال ضد قيادات وكوادر حركة فتح وباقي التنظيمات الفلسطينية الاخرى، ومع اعلان الرئيس ابو مازن حالة الطوارئ.. بدات الاجهزة الامنية حملة اعتقالات ضد كوادر حركة حماس، ولم تقتصر هذه الحملة على اعتقال كوادر حماس المشتبه بتشكيلهم لجهاز عسكري شبيه بالقوة التنفيذية التي شكلتها حماس في قطاع غزة .. بل طالت اعتقالات اجهزة السلطة ايضا كوادر سياسية لحركة حماس، ومنها صحفيين واعضاء مجالس بلدية وقروية.. وكان صديقي الشيخ واحدا من اولئك الصحفيين، الذين طاردتهم الاجهزة الامنية، حيث تمت ملاحقته في بيته وفي مكان عمله، وفي أي مكان يمكن ان يتواجد فيه.. وتحول صديقي الشيخ الى مطارد، ولاذ بالفرار وتخفى لمدة عشرين يوما، الى ان قام بتسوية الامر مع اجهزة السلطة التي تطارده--
لقد خرج صديقي الشيخ وازيح عن كاهله كابوس المطاردة الثقيل .. لكنه مازال يعتقد بان اجهزة السلطة الامنية لن تتركه طليقا-- وخصوصا ان زملاء له كثر من صحفيي حماس وكوادرها السياسية ما زالوا رهن الاعتقال.
** خلاصة **
بالرغم من ان سياط الاحتلال ما زالت تلهب جلودنا.. ومن ان جرائم الصهاينة الوحشية تتصاعد يوما بعد يوم.. ورغم الحاجة الماسة لتوحيد الصف الفلسطيني في هذه المرحلة، لمواجهة الاستحقاقات الخطيرة المترتبة على لقاء الخريف القادم.. الا ان شعبنا الذي يتحدث الجميع باسمه، ويدعون جميعا تمثيله والحرص على مصالحه الوطنية العليا، وهو الشعب الذي يقع عليه دائما عبئ مواجهة المخاطر.. الا ان هذا الشعب تنتهك حرياته صبحا ومساء، وتمس حقوقه الاساسية على ايدي حكامه-- سواء اولئك القابعين في غزة او المنضوين تحت راية الشرعية في الضفة-- وهو الامر الذي يزيد من احباط الجماهير، ويعمق الفجوة بينها وبين قياداتها، ويضعف من قدرة هذا الشعب على الصمود، وعلى مواجهة التحديات الخطيرة التي يفرضها الاحتلال، سعيا منه لتابيد احتلاله، وانتزاع تنازلات جوهرية من قيادة هذا الشعب..
ان العصى ومهما تعددت الوانها، وادوات القمع ومهما تنوعت الايدي التي تحملها، هي جميعا وسائل واساليب مرفوضة، ولا يمكن القبول باي تبرير لممارستها، وهي تتعارض كليا مع تشدق كل القيادات التي تمارسها بالديمقراطية، واحترام حقوق الانسان.. ومن حق الشعب الاكيد ان يرفضها ويقاومها..
مخيم الفارعة
8/10/2007









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضباط إسرائيليون لا يريدون مواصلة الخدمة العسكرية


.. سقوط صاروخ على قاعدة في كريات شمونة




.. مشاهد لغارة إسرائيلية على بعلبك في البقاع شرقي لبنان‌


.. صحيفة إيرانية : التيار المتطرف في إيران يخشى وجود لاريجاني




.. بعد صدور الحكم النهائي .. 30 يوما أمام الرئيس الأميركي الساب