الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس كل من رفض الاحتلال على حق.

عبد الحميد الصائح

2003 / 10 / 28
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

الشجاعة والحماقة ، البخل والحرص ، الكرم والتبذير ، الجبن والحكمة، الصراحة والصفاقة، النصيحة والنميمة،الأنانية واحترام النفس،التواضع والوضاعة، الجدية والتطرف، والقائمة تطول من مفاهيم وطباع إنسانية تتشابه تصرفات من يتصف بها وتتناقض أهدافها ومعانيها تناقضا غير بيّن باديء ذي بدء ، حيث الفرق بين نبل الكريم وحمق المبذر ،ورفعة المتواضع ورخص الوضيع، وقوة الصريح وفضفاضة الصفيق، ورخاوة الجبان وعمق وصلابة الحكيم، ولنا أن نجرد الكثير من المتشابهات في الشكل المتناقضات في المعنى   مما يربكنا عادة في التعرف  على حقيقة الإنسان الذي نعيش إلى جانبه. مع قليل من التأمل في ذلك نلمس كم يسيء إلى علاقاتنا  التسرع في الأحكام وقلة الصبر وانعدام الحوار والسعي والبحث للوقوف على الحقيقة  ، فكم صفقنا في حياتنا لشجعان   تبين انهم حمقى ومغامرون ، وكم من الكرماء توهمناهم  فاتضح انهم مبذرون لايؤتمن لديهم عرض او مال، وهلم جرّا .. مما أوجد تشويشا شاسعا في رؤيتنا وتقويمنا  للشخصية الملفقة والكلام المطلق على عواهنه سواء داخل العائلة أو داخل المجتمع او في دهاليز السياسة والأعلام .حيث يغيب المعيار والمنطق والجدل للوقوف على حقيقة  الصديق والرفيق والقائد والمثقف والزاهد و ولي الأمر في حياتنا العربية. وحيث ينقسم الناس إلى عالِمين بما يحدث منطوين مبتعدين عن الأضواء وسوق النخاسة السياسية والإعلامية والثقافية وبين زاعقين راقصين، لهم في كل حفلة ردح وفي كل وليمة مقعد وفي كل صحن ملعقة.ولعل من الثنائيات المتشابهات المتناقضات التي تنوجد مع الاحداث والتحولات السياسية تلك التي تتصل بالموقف السياسي ،مثال ذلك العمل ضد النظام والعمل ضد النظام فهما عملان متناظران في الأهداف  لكنهما عادة مايكونان متناقضين، فأول يعمل ضد النظام من اجل تغييره الى نظام سياسي علماني ,ربما على النمط الغربي ،واخر يعمل ضد النظام من اجل إقامة حكومة دينية، واليك ان تختار بين وحدة الشعار والهدف واختلاف النوايا ماتشاء في هذا المجال. إلى ذلك أيضا مايشاع الان من رفع راية (رفض الاحتلال) فالكل يرفض الاحتلال الأجنبي لبلاده مهما كانت الذرائع، لكن المصيبة في النوايا، هناك من يقف ضد الاحتلال لصالح عودة النظام المقبور،وهناك من يقف ضد الاحتلال لعيون دول زعلانة او خائفة من امتداده اليها،وهناك من يقف ضد الاحتلال لانه محرّم دينيا ولاجدال في قبوله او التراخي عنه مهما كلف الأمر ، وهناك من يقف ضد الاحتلال من أعضاء مجلس الحكم أنفسهم من الذين يرونه شرا لابد منه، وهناك من يقف ضد الاحتلال من الاحتلال ذاته حيث يعد المحتلون  الناس برحيلهم السعيد آجلا ام آجلا.وهناك الرفض التقليدي التلقائي الذي يمثله غالبية شعبنا و هو جزء من تركيبة العراقي الغريزية والوطنية التي انتهكها  النظام واهان تاريخها وصفاتها.
تكمن الخطورة في اختلاط أمر  جميع هؤلاء على المراقب والمشاهد والسامع، وخلط الاوراق هذا قد يفرق الاصدقاء ويوجد الالتباس ويهجم البيوت،لان من السهولة ان يخترق مدع براءتك انت الذي ترفض الاحتلال وتقاومه لوجه الله فتكتشف انك تحمي وتساعد مجرما من اتباع صدام. وتكتشف أنت الذي ترفض الاحتلال داعيا إلى بلد  غير مقموع من جهة أو  أحد تحكمه سلطة القانون وارادة أبنائه   ودستور متوازن ينظم وجود شعبه على أرضه،بانك تدعم متطرفا يريد لف البلد بالسواد  وشعبه بالبياض وارضه بالمقابر،وهكذا يشوش علينا اختلاط هؤلاء كما  يختلط علينا الكريم والمبذر والشجاع والمغامر والصريح والصفيق والمتواضع والوضيع.فمثلما لم يكن هؤلاء جميعا على سواء، ليس كل من رفض الاحتلال على حق ، لاسيما أولئك الذين يفضلون استبدال بول بريمر ببول وطبان و ويفضلون الشيطان المحلي على الشيطان المستورد ويأملون بعودة أبو طبر ورحيل محمود المليجي.  








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال غرب جنين بالضفة الغرب


.. إدارة جامعة جورج واشنطن الأمريكية تهدد بفض الاعتصام المؤيد ل




.. صحيفة تلغراف: الهجوم على رفح سيضغط على حماس لكنه لن يقضي علي


.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية




.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس