الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سنونوة تسافر وحدها

سوزان سلامة

2007 / 10 / 10
الادب والفن


هو الآن يغني بسعادة
فأنا لم أعد معه
لديهِ أشياءٌ كثيرة تفوقني قرباً
لديه المدى و الحب و المادة التي لا تستحيل رماداً
و لديَّ أنا
أنا التي لم يعرف ، لم يحب ، لم يفقه لي معنى
- التي تخشى عليه خفقات الحروف تتغزل شعره
- التي تقرأ المعوذتين كي يحفظ الله اسمه
- التي أحبته ملء يقينٍ لن يدرك كنهه

لديَّ أنا
- نافذتي المغلقة لم تعد تعرف بالكون أحداً
- أفكاري المتعبة ألقي بها تحت الوسادة /كي أنام/ فتقفز إلى عيني ثم تهطل وجعاً
- غيابٌ أبدي يطل عبر المسافات المؤصدة
- شرانق يغزلها الهباء / تعمدها الرياح / تسكنها الفراشات المتعبة

سنونوة تبكي وحدها
يتيمةٌ تلملم أطراف ردائها خوف ليلٍ بلا أبٍ

ضمني كي أنام
فأنا خاصمت الليلَ و السماءَ و الوسادةَ
لي الآن وطنٌ ..ليس أنت
لم يباركني الرحيل و إن أسلمتني أمي لدعاء
لي موعدٌ مع طبيبٍ ليس أنت .. و جرعات دواء
لي حلمٌ بلقاءٍ يأتي صدفة ,, و لا أرجوه
أهمس ..
ربما أنت الآن على بعد خطواتٍ مني
ربما كنت في الحي المقابل ، أو تمشي على الرصيف المقابل
ربما أشتم الآن دخان سجائرك ، ربما أسمع خطوك ، نبضك ، ضحكتك
ربما أحدثك ..
ثلاث ساعات في إيريز* و اليهودية السمراء و لغتها العربية المهشمة تستفز جنوني
رغم ذلك..
تفر أفكاري إليك ، أو هي أحزاني .. ربما
السيارة تنهب أرض التيه فيما يذكرني أبي بأن رمضان يغض الطرف عن المسافر
و أبتسم
فقط أشعر بالعطش و النهر أبعد من قبلةٍ جفت دون أن يلتهمها فمي
عينا المسافر في المقعد الأمامي تكاد تلتهمني / عنقه يكاد ينكسر / صوتٌ بداخلي يهتف
( كيف لو رأيتني يوم كان يحبني )

سنونوة تسافر وحدها .. و أبي
رغم أني اليتيمة .. حين فقدتك يا أبي
سنونوة تبكي وحدها / تصرخ ........ حقاً نسيتني !؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* إيريز = بوابة المسافرين من غزة و إليها بعد إغلاق معبر رفح البري









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي