الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلب الشيخ مدلل !!

خليل الجنابي

2007 / 10 / 10
كتابات ساخرة


المقارنة أصبحت صعبة حتى بين الكلاب , فهذا كلب يعيش في البراري , ويطلق علية بالكلب ( السائب ) , ويكون عادة منبوذاً ولا أحد يمد له ما يسد به رمقه , ويعتاش على جهده الكلبي في إصطياد ما يأتي في طريقه من حيوانات أضعف منه أو مايلقاه من فضلات في قارعة الطريق ! . وذاك كلب آخر إهتز ذيله فرِحاً بما يلقاه من رعاية وحنان في مضيف الشيخ , والمداراة على أربعة وعشرين حبة من عبيد الشيخ حفظه الله ورعاه , حتى أنه أصبح جليساً دائماً في المضيف , وله زاوية خاصة مفروشة يجلس فيها القرفصاء , وينود برأسه كأنه يشارك الحاضرين نقاشهم , وله مكان مُسقف في البيت يقيه من حر الصيف اللاذع وبرد الشتاء القارص , إنه كلب الشيخ ولا أحد في القرية يجرأ أن يمسه بسوء , وحين الولائم تكون له الحضوة في الطعام الذي يُقَدم للضيوف , وفي إحدى المرات وصل إثنان من أفراد العشيرة متأخرين عن موعد العشاء , وما كان من القائمين على مضيف الشيخ إلا أن يشاركانهما بما هو مخصص لكلب الشيخ , وشرطا عليهما أن يكون اللحم لكلب الشيخ والثريد لهما فوافقا , وخلال تناولهم الطعام مع الكلب كان أحدهم يمازح الآخر ويقول له ( شنو رايك تصير جلب الشيخ !! ) .

وفي يوم من الأيام خرج كلب الشيخ للفسحة وقضاء حاجته بعيداً عن المضيف , فشاهد الكلب الآخر المسكين جالساً تحت شجرة ولا يقوى على الوقوف !! , فسأله كلب الشيخ :

ما بك مهموم وخائر القِوى وضعيف هكذا !؟ , وكأني أستطيع أن أعد عظام صدرك

فهل أنت مريض !؟ , وهل تحتاج إلى مساعدة !؟

فأجابه الكلب الآخر بحياء : أكاد أموت من الجوع , وكذلك الهَّم يقتلني , ولا مستقبل عندي , ولا أدري ماذا أفعل !! , فهل تعمل معروف وتساعدني , بأن تتوسط لي عند الشيخ , وأن تجد لي عملاً أعتاش من خلفه , لكن قبل أن تبدأ بمحاولاتك المشكورة , فهل لك أن تخبرني عن المؤهلات المطلوبة !؟ .

وبعد أن نظر إليه برفق , قال كلب الشيخ :

القضية سهلة , فكلما شاهدت الشيخ أو أحداً من أعوانه , هز ذيلك له , وبهذا ستحصل على رضاهم , وتكون أُمورك عدلة , وتنزل عليك العطايا من كل مكان , فهل أنت قادر على ذلك !؟ .

فرد عليه الكلب المسكين :

كيف أهز ذيلي وأنا أبتر !؟ , فسأله كلب الشيخ وأين ذهب ذيلك !؟

فأجابه بحزن فقدته بحادث طريق !! , فرد عليه كلب الشيخ :

للأسف لايمكن قبولك في المضيف !! , ولكن هل عندك مؤهلات ثانية !؟

قال له نعم : أُجيد النِباح وبصوت عالي !! , فإبتسم كلب الشيخ , وقال له :

لازلت تجيد النِباح فسيكون مكانك لحماية عائلة الشيخ وممتلكاته , فجهز نفسك من الآن لشغل هذا الموقع !! , ومن شدة فرحه أراد أن يهز ذيله علامة الشكر والرِضى لصديقه , لكنه كان أبتراً بدون ذيل , فهز عجزه !!

ولم تقتصر العناية بالكلاب عند الشيوخ لوحدهم , بل توسعت الهواية عند الرؤساء والأمراء والملوك أيضاً , وأصبحت ترافقهم في سفرهم وترحالهم أينما ذهبوا, ويخصص لهم مرافقين للعناية بهم وتقديم أفضل الخدمات , الى جانب تعيين طبيب خاص لهم يُشرف على علاجهم وقضاياهم الصحية .

إن الأُمية والجهل التي كانت تنتشر بين كلاب أيام زمان , والتي كانت تفتقر إلى أبسط المعلومات , وليس لديها ماتعرفه غير ( هز الذيل والنِباح ) تطور حالها نتيجة للتطور العلمي الذي حصل بعد الثورة الصناعية وقفزت مؤهلاتها وإختصاصاتها وجعلتها ذات قيمة عالية تفوق قيمة الإنسان بكثير , ومن هذه الإختصاصات :

كلب الصيد , كلب الحقول , كلب الرُعاة , كلب الحراسة , كلب الزلاقات - أي الذي يستعمل لجر العربات على الجليد , الكلب البوليسي والمدرب على البحث عن المخدرات والمتفجرات , ولتعقب المجرمين , والبحث عن المفقودين تحت الأنقاض وكذلك لمساعدة المكفوفين .

وأصبح الطلب على مثل هذه الكلاب كبيراً , ولها أسواق رائجة بعد أن أصبح الراتب الشهري للكلب بهذه المواصفات يربو على 4 آلاف دولار أمريكي , وتخصيص مرافق له وسيارة كبيرة ذات دفع رباعي ومكيفة , أما سعره فيتراوح ما بين ( 350 – 400 ) ألف دولار , وليس من السهل إيجاده , ويجب أن تطلبه من شركات خاصة .

والمفارقة الأهم من كل ما ذُكر بأن الإنسان العراقي الذي يُقتل خطأً من قِبل قوات الإحتلال , يُمنح أهله مبلغ ( 2000 ) دولار أمريكي لا غير !! , يا بلاش !! .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?