الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يراد للمدى أن تفقد مداها؟

علاء مهدي
(Ala Mahdi)

2007 / 10 / 12
الصحافة والاعلام


لقد بات واضحاً أن أحلام العراقيين في تأسيس دولة القانون والحرية والعدالة باتت في مهب الريح خاصة بعد الإنتهاكات الأمنية للمؤسسات الإعلامية والفضائيات والصحف العراقية ، سواء كانت تلك الإنتهاكات من قبل قوات الأمن والجيش والشرطة العراقية أو جيوش الإحتلال أو حتى الجهات الحزبية والإرهابية والطائفية.
في دول الغرب المتحضر ، تعتبر المؤسسات الإعلامية بحق السلطة الرابعة في الدولة حيث تلعب تلك المؤسسات أدوار رائدة في التعبير الحر تحت مظلة حماية القانون والدولة حتى بات الصحفيون ومؤسساتهم يتمتعون بحصانات شأنهم شأن الدبلوماسيين.
يكفي الإشارة إلى أن مجموعة من الإعلاميين الإستراليين في محطة تلفزة رسمية تمكنوا من خرق كل حواجز الأمن التي وضعتها الحكومة الاسترالية لحماية رؤساء العالم الذين حضروا المؤتمر الإقتصادي في سدني في شهر أيلول الفائت وتمكنوا من المرور أمام الفندق الذي كان الرئيس جورج بوش مقيماً فيه. وتمادياً في أثبات القدرة على خرق كل السدود الأمنية سواء كانت كونكريتية او بشرية او حتى القناصة الذين أنتشروا على سطوح البنايات، فإن أحد هؤلاء الصحفيين كان يرتدي زي أسامة بن لادن وبلحية مستعارة ويستقل سيارة رسمية تحمل علم دولة كندا وبحماية موظفين أمنيين يحملون هويات شركات أمنية وهمية. ولم يفوتهم أن يصوروا هذا الإختراق الذكي وعرضه على شاشة الأي بي سي الحكومية.
لو حدث هذا في العراق أو بعض دول العالم الثالث لكانت مجموعة الصحفيين في عداد المفقودين وربما عوائلهم أيضاً وقد تمتد العقوبة لتشمل غلق مؤسساتهم تماماً. ومن لا يصدق عليه أن يتابع أخبار الصحفيين المصريين الذي تم الحكم عليهم بالسجن لبضعة سنوات وأغلقت صحفهم لجريمة تمس بأمن الدولة مفادها نشرهم معلومات تشكك بالقدرة الصحية للرئيس المصري المعتق.
خلال زيارتي الأخيرة لدمشق ، مررت بأحد شوارعها الفرعية فلفت نظري مقر المدى في بناية متواضعة. وقفت طويلاً أمام لوحتها مستذكراً ما قدمته هذه المؤسسة الإعلامية الرائدة من نتاجات أدبية وسياسية وثقافية عبر سنوات طويلة من النضال ضد نظام كان يعتبر من أعتى الأنظمة الديكتاتورية في العالم وعبر عصور طويلة. لقد كانت منشورات المدى ومقالات كتابها المتميزين نضالاً وكفاحاً بمثابة شوكة في عيون طغاة العراق.
المدى ، التي عادت للوطن مستبشرة بعد السقوط ، حملت معها مبادئها وصانت مساراتها المستقلة وعملت من أجل إرساء الثقافة العراقية الأصيلة في وطن كان ولا زال بحاجة إلى سلطة رابعة تنير الطريق الذي عشعشت فيه قوى ظلامية رجعية مستبدة كبديل لقوى الديكتاتورية الرعناء.
غريب أن تتعرض المدى لمثل هذه الهجمة المشتركة في وقت يتعرض فيه صحافيوا العراق للقتل والتصفية على أيدي أزلام البعث وقوى الظلام التكفيرية؟ ترى هل هي مصادفة أم أن هنالك خطة يراد بها أن تفقد المدى مداها لسبب ما؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصحافي رامي أبو جاموس من رفح يرصد لنا آخر التطورات الميداني


.. -لا يمكنه المشي ولا أن يجمع جملتين معاً-.. شاهد كيف سخر ترام




.. حزب الله يعلن استهداف موقع الراهب الإسرائيلي بقذائف مدفعية


.. غانتس يهدد بالاستقالة من الحكومة إن لم يقدم نتنياهو خطة واضح




.. فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران تعلن استهداف -هدفاً حيوياً-