الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وماذا بعد فتوى تحريم ارسال الشباب الى العمل -الجهادي؟- في العراق اين موقف المثقفين والتيارات السياسية العربية

جاسم الصغير

2007 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


منذ ان تم التغيير السياسي في العراق وسقوط دولة الاستبداد الشرقي في 9-4 -2003 وتنفس العراقيين طعم الحرية لاول مرة في تاريخهم الطويل ولقد حصل بفعل هذاالتغيير الكثير من التغيرات والتحولات السياسية الايجابية كانتهاج النهج الديمقراطي كفلسفة والية سياسية واجتماعية وقيام المؤسات الديمقراطية الثابتة الشرعية والكثير من مؤسسات المجتمع المدني لزيادة وترسيخ الحرية في المجتمع وغير ذلك مما لايتسع الوقت لذكره كل ذلك فيما يبدو قد استفز التيارات الظلامية التكفيرية المتطرفة في المنطقة العربية وهي الغارقة في بحر التطرف المظلم فكريا وعمليا والبعيدة عن فضاء ومناخ الحرية والامل ولاتستطيع ان تعيش في ظل هذه القيم الانسانية المعاصرة وهكذا بدأت آلة التكفير الجهنمية باصدار الفتاوى التكفيرية ضد العراقيين وحصلت بفعل هذه الاعمال الارهابية الكثير من المآسي بحق العراقيين ومن مختلف اطيافهم ومشاربهم الفكرية التي رحبت بهذاالتغيير السياسي ورأينا جهات دينية متشددة الفكر في العالم العربي تقوم بجمع المال والتبرعات من اجل تسهيل ارسال الشباب المغرر بهم تحت راية الجهاد والمقاومة وهي طبعا كلمة يراد بها باطل لانه يوجد اماكن محتلة قبل العراق كفلسطين والجولان فلماذا لايرسلون اليها مجاهديهم المزعومين وسياراتهم المفخخة ولاننا في العراق ادرى بانفسنا وشعابنا واي الطرق نسلك لهذا اخترنا الطريق الدبلوماسي السلمي وبنفس صبور طويل يتسم بالوافعية السياسية في التفاهم مع الاطراف الاخرى الموجودة في العراق ايمانا منا ان طريق العنف يعقد الامور اكثر ويؤذي المواطنين العراقيين في ممتلكاتهم وارواحهم اكثر واكثر وهذا مانتحاشاه في نضالنا السياسي في عراقنا العزيز ولقد خاطبنا اعلاميا وسياسيا المسؤولين العرب وخاصة في الدول المجاورة في بلدان العالم العربي ولكن بلا طائل بالتدخل لوقف هذا المزيف المستمر لانه ان استمر لن يتوقف عند حدود العراق بل سيتعداها الى باقي دول المنطقة وستشهد المنطقة حالة من العنف والتطرف لن يوقفها احد وفعلا حصل ذلك في السعودية والاردن والجزائر والمغرب واليمن وغيرها في سلسلة من التفجيرات الارهابية بسيارات مفخخة شبيه بالحال لدينا مما يعطي انطباعا ان الفاعلين هم انفسهم ومن مدرسة ارهابية تكفيرية متطرفة واحدة وامام هذه الاوضاع المأساوية بدأت بعض الدول وحكوماتها وعي ان هذا التطرف والارهاب المصدر الى العراق من بلدانهم قد بدأ يتسرب الى بلدانهم وشهدت بلدانهم سلسلة من الاعمال الارهابية التي تركت اثرها السلبي على الحياة هناك بشكل متباين بين دولة واخرى مع دوام الخطاب الارهابي التكفيري المدان في تصدير الارهابين والارهاب الى العراق وغسل ادمغة الشباب الساذج فكريا واجتماعيا جاعلين منهم حطب لفتاويهم الارهابية المدانة ومع تعقد الوضع في عالمنا العربي انبرت بعض الجهات الدينية التي تمارس مسؤولية دينية في بلدانها وكما حصل في فتوى هيئة عليا دينية وهي مفتي الديار السعودية في عدم جواز ارسال الشباب الى العراق للجهاد المزعوم وهو امر قد اصبح يشكل تاثيرا خطيرا جدا على اوضع السياسي والاجتماعي في هذه البلدان وهو موقف جيد ونعتبره بداية الوعي او عودة الوعي ( حسب تعبيرالاديب توفيق الحكيم) للجهات المسؤولة دينيا وسياسيا وانها يجب ان تاخذ دورها وواجبها في في تبصير المجتمع بمخاطر هذه الثقافة التدميرية وهذه النزعة التي اضرت بالمجتمع ككل وجلبت الدمار لأسر كثيرة ومن هنا اننا في العراق شعبا وحكومة نقدربتقدير كبير مثل هذه الفتاوى والمواقف الايجابية للاشقاء العرب ونرحب بها ونأمل من الحكومات العربية ان تحول هذه الفتاوى الى سياسة حقيقية مطبقة على ارض الواقع والايعاز الى اجهزتها الحكومية ان تنفذ تفاصيل هذه الفتاوى بشكل نافع وصحيح لكل الاطراف ونأمل ايضا من باقي الجهات الدينية التي انطلت عليها اكاذيب الارهابيين حول الجهاد المزعوم وقد رأوا باعينهم المفسدة التي جلبها هؤلاء للاماكن التي دخلوا اليها لفترة من الزمن كيف هو الظلم والفساد وانتهاك ارواح ومتتلكات وشرف اناس الذي حصل بسببهم وبسبب المرجعية الفكرية الظلامية التي يؤمنون بها وهذا هو واحد من الاسباب التي دعت عالم دين كبير في السعودي هو الدكتور سلمام العودة الذي كان على وفاق مع الارهابي اسامة بن لادن في السابق في التبرؤ من اعماله الارهابية في جميع انحاء العالم ومنها في العراق وانها لاتمت الى الدين الاسلامي وتعاليمه السمحاء بصلة ومن هنا نقول ان ثمة صحوة فكرية تنتاب بعض الشخصيات الفكرية العربية من التيار الظلامي ونتمنى تعميم ايجابيات هذه الصحوة على باقي انساق المجتمع المخدوعين بالفكر التكفيري الارهابي وهذا هو واجب المثقفين والتيارات السياسية العربية التي قصرت كثيرا حسب راينا في اداء واجب هذا وان الاوضاع السياسية والاجتماعية اليوم بحاجة الى وقفة جادة من كل التيارات والشخصيات العربية في المساهمة في هذه الصحوة لاننا لعاية الان لم نرى موقف من قبل هذه التيارات والشخصيات العربية يمكن ان نعبر عنه بالمؤثر في الاحداث بل على العكس تماهت هذه التيارات والشخصيات في سابق الايام مع وعي عربي شعبي ساذج ومخدوع ضد التغيير السياسي الذي حصل في العراق اما الان وقد رأى الجميع مفسدة الارهاب التكفيري في كل مكان اتصور ان الامر يحتم المساهمة في معالجة هذا الشرخ الفكري والاجتماعي بسبب الثقافة التكفيرية والتطرف التي تبغي ارجاع المنطقة الى عقود التخلف والاحقاد لانها لاتستطيع ان تعيش بغير هذا المناخ الذي نناضل جميعا من اجل قبره في مهده والتخلص من اثاره المريضة التي هي اشبه بآثار مرض السرطان الخبيث وهذا هو حال الفكر التكفيري الارهابي الذي لايصلح له أي علاج سوى الاستئصال لتخليص الجسد منه وهذا مايعمل عليه كل الاحرار الذين يبغون العيش في ظل مجتمع ديمقراطي مفتوح يساهم في تكريم واحترام حقوق الانسان وحقه المقدس في العيش بسلام 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع