الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات حول استراتيجية الأمن القومي العراقي

عباس النوري

2007 / 10 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


الرؤية الوطنية العراقية
هل هذه الرؤية من تطلعات الشعب العراقي في ترسيخ دعائم عراق فيدرالي حر موحد ذي سيادة كاملة يسوده الأمن والاستقرار…..
الملحوظة: لا أتصور بأن أكثرية الشعب العراقي يتطلع لعراق فيدرالي ….لكون أكثرية الشعب… ( وليس هناك إحصاء دقيق، لكنني استشفه من خبرتي الميدانية) لا يعرف معنى الفيدرالية… مع أن داخل العملية السياسية أحزاب لا تؤمن بالفيدرالية بل تحاربها بكل ما أوتيت من قوة بالتأثير على قواعدها الشعبية..وهذا الأمر واضح للجميع…أتصور هذا النص مغال فيه…وتحول من هدف استراتيجي يمكن تحقيقه إلى أمنيه…بعيدة المنال في ضل ظروف التشنجات وانعدام المصالحة الوطنية الحقيقية. هنا أجد…مزج بين مفهوم تقبل به الأكثرية ومصطلح يراد تطبيقه نابع عن إيمان قوى وسياسية معينة لتقابل قوى سياسية رافضة….لذلك أرى نيل هذا الهدف البعيد ليس بالأمر اليسير ولا بعد عشرات السنين – قصدي نيله بشكل طبيعي ونابع عن وعي جماهيري ثابت. ولذلك أرى أن هذه الرؤية فيها من المبالغة وانعدام الواقعية وخلط وعدم الانسجام.

ب – البيئة الإستراتيجية للعراق
أولا- لقد مر العراق بفترات أكثر خطورة من الذي نعايشه الآن، وللماضي أثار سلبية في تكوين الشخصية العراقية…صحيح ما تفضلتم به بأن للنظام الدكتاتوري القمعي الشمولي أثار واضحة المعالم وأخرى خفية…وتبقى لفترات…أو بالأحرى لأجيال.

ثانيا: أتفق معكم بأن للتغيير المفاجئ والقسري عامل فعال في تزايد التطرف بين المجتمعات العراقية – حسب مفهومي الذي بحثته وبعثت بالجزء الأول لكم. لكن ليس للدول الإقليمية مخاوف مبالغ فيها تجاه العراق – بل مخاوف الدول الإقليمية هي حصيلة حاصل..لأن التغيير في العراق له مؤثر فعال على شعوب المنطقة ويهز عروش جميع الدكتاتورين قاطبة. لكننا تعودنا أن نرمي باللوم دائما على المجهول أو شبه المجهول وفي واقع الأمر أن أدوات الفتنة هم عراقيون شئنا أم أبينا ولا أريد مناقشة هذا الموضوع لأننا نعلم ولمسنا لمس اليد..بأن من عذبنا في السجون وقتل إخواننا وأبناء عمومتنا هم عراقيون وليس من الدول الإقليمية، و ها هم اليوم يفخخون المركبات بكل أنواعها ويهجرون جيرانهم ويقتلون وينهبون…ويخطفون…وتمتد أيديهم للدول الإقليمية لتنفيذ مأربها.

الملحوظة: ليس هناك تسليط الضوء ولا قوة في التعبير لهذه الجملة…فهي تشوش القارئ وتجعله يشكك في جيرانه بينما تتطلع الحكومة وحسب ما أوردتم إلى علاقات احترام مصالح مشتركة للدول الإقليمية. لو أن التعبير ركز على الحراك الداخلي – وأقصد هنا تفاعل الشارع العراقي مع هذا التغيير القسري المفاجئ وإعطائه الصورة الحقيقية ثم حمل الشعب المسؤولية في التغيير نحو الأسلم والأفضل…عوض رفع المسؤولية عنه وجعله أمام أمر واقع ليس إلا وعليه القبول أو الرفض فهذا تحصيل حاصل لا يمكن الفرار منه ولا التأثير عليه إيجابا.

ثالثا: تقييم صحيح وواقعي! لكن حينما تصفون أزلام النظام البائد بالعدد المحدود أي القليل…والقليل لا يعير له أهمية، وفي ذات الوقت تعترفون بأن هذا العدد القليل أقوى من الحكومة عسكريا وماديا… حين القول بأنها تملك السلاح والمال والخبرة…((عجيب لهذا الخطأ)) وإن كان صحيحا نسبيا … لكنني أرى فيه مغالاة وفيه نوع من الإعلام الإيجابي للعدو…بينما..كان لابد أن تكون هناك أمور يمكن تضليلها…(لا تفشوا بأسرارنا لأعدائنا…وقد تخونني الذاكرة هناك حديث لأحد الأئمة الأطهار عليهم السلام يقول ما معناه: بأن بعض الأمور لا يمكن البوح بها…فنحن نخوض معركة كبيرة) ولكن لا أتصور بأن لديكم معلومات دقيقة عن العدد والسلاح والمال…وإلا لانقضت الحكومة عليهم فنهتهم….لأن من حدد إمكانيات العدو حدد مكانه… وهذا هو المنطق! وعبارة تستميت للعودة للسلطة تعطيهم قوة لقوتهم…وهنا إعطاءهم ورقة تفاوضية قوية مستقبلية إن لم تنجح الحكومة من القضاء عليهم…بالقوة…فعليه التفاوض معهم…وهذا ما نسمع به يوميا بأن هناك لقاءات بين قادة سياسيين عراقيين وقيادات من حزب البعث المنحل وعلى لسان السيد رئيس الوزراء حين حذر الدكتور أياد علاوي من لقاءاته بالغبي عزت الدوري.

رابعا: لقد أنصفتم البعثيين ونسيتم أو تناسيتم المهجرين قصرا منذ السبعينات بسبب مذهبهم ونعتهم بالتبعية لإيران…حيث سلبت أموال الملايين من العراقيين….ولم تذكروا الكرد الفيليين حيث الدكتاتور المقبور سحب منهم انتمائهم للوطن والفيليين يعدون من الخلص للعراق.
كم العدد الذي قتل من الشعب العراقي تحت حكم الدكتاتور خلال خمسة وثلاثون عاما…ومن هم اللذين ساهموا في القتل والتعذيب والتهجير….هل يكافئون ؟ هل ينصف الظالمين وننسى المظلومين. نعم المصالحة الوطنية تتطلب بعض التنازلات، لكن كان من الأنجع والأجدر والأكثر منطقيا ذكر المظلومين قبل إنصاف الظالمين…مع أنني لا أرى ضررا في الجملة كجزره يراد بها إطعام والعاملين عليها وفي الرقاب. المهم أبدي ملاحظاتي حسب طلبكم…مع شديد احترامي واعتزازي لكل من حاول التأثير لنيل هذه الجملة.

أخوتي الأعزاء…ليس العمل الجيد في صياغة جمل جميلة…هذه مسؤولية حتمية…واستراتيجية…أي فن القيادة … والقائد الناجح والسياسة التي تنجح تلك التي تبنى على أسس واقعية وفيها مصداقية…وليس تضليل الحقائق ومحاولة الإساءة لفهم وعقلية العراقي… المؤسسات الحكومية الحالية فيها من الفساد ما يفوق فساد المؤسسات تحت سطوة الدكتاتور…عذرا ليس المقصود أنها كانت أفضل من الحالي..بل لكون الدكتاتور كانت لديه السيطرة الكاملة للسرقة بالواضح فكان لا يسمح للفساد الإداري بالشكل الذي يعيشه ويلاحظه ويلمسه الشعب العراقي. أذكركم بوزير سرق مليار دولار…والنزاهة تلوح وتتهم حتى رئيس الوزراء نوري المالكي بأنه ساعد في التغطية على بعض أقاربه . ( لا أقول ما قاله راضي الراضي هو الصحيح لأنني وقفت منتقدا له ولأسلوبه في العمل,,,وهذا معروف لدى الكثير من رؤساء المنظمات المدنية حين اتهمت القاضي راضي الراضي بالفساد.. ويعلم بذلك عضو مجلس النواب العراقي..ورئيس لجنة النزاهة…وكتبت مقالة حول الموضوع….لكن العرف العام…كيف تعالجون العرف العام…كان السارق واحد…اصبح اليوم عشرات السراق….وهناك مقولة في الشارع العراقي..((خلصنا من صدام جاءونا عشرات الصداميين)).
الملحوظة: كان الأولى وضع ذيل لجملة والمؤسسات الفاسدة اليوم…أو ما شابه ذلك…والتغيير يجب أن يشمل البارحة واليوم والقادم…وأن لا نتهرب من الواقع المر الذي نحن فيه.

ثامنا: بخصوص المليشيات..المصطلح خان صاحبه…فجميع العراقيين هم من مكونات المجتمع…وليس من المنطقي إرجاع جزء من المجتمع للمجتمع إن كان هذا الجزء موجود فيه أصلا وفعلا. فقد يكون المقصود دمجهم في المؤسسات العسكرية…وهو خطر في حد ذاته…أو بالأحرى هم منخرطون في المؤسسات الأمنية حاليا برغبة وتخطيط وبعلم الحكومة ورغبة منها…أو لأسباب تداوله الناس أحيانا. الحكومات المتعاقبة بعد التغيير واجهة المليشيات ولكن فشلت ولم تنتصر عليها وهذا الأمر أدى لزيادة قوة المليشيات وتوسعها…واليوم الخطأ يستبدل بخطأ أكبر حين تجهيز العشائر بالسلاح…فمن السهل تجهيزهم لكن من الصعب تجريدهم.

رأي المتواضع…أن البيئة الاستراتيجية يجب أن يعاد النظر فيها…وتسليط الواقعية والمصداقية أكثر…وبيان المخاطر الحقيقية..وإلا هناك خطأ في الخطاب السياسي الرسمي الذي لا يتلاقى مع النقاط الآنفة الذكر…فأيهما يستبدل الخطاب السياسي الرسمي أم نضوج التعبير الاستراتيجي.

‏المصالح الوطنية….
أنا متأكد..بأن الولايات المتحدة الأمريكية لا تترك العراق أبدا, ولا أتصور بأن الشارع العراقي يصدق مقولة تسليم الملف الأمني بالكامل…(أما أن تقولوا بصراحة ستكون قواعد عسكرية أمريكية خارج المدن…وأما الشجاعة في الطرح بأن الحليف الاستراتيجي للعراق هو أمريكا وليس من مصلحة الأمن الوطني العراقي خروج القوات الأمريكية…أما القوات المتعددة الجنسيات سوف تترك العراق بعد استلام الحكومة العراقية الملف الأمني بالكامل) وهنا أتحدث عن المصداقية…وأعني، لنكن شجعان في بيان الصورة الحقيقية..أم المراد من هذه العبارة هو التهدئة… وإعطاء جرعات من المهدئات للمناهضين للوجود الأمريكي وللدول الإقليمية… والمثل يقول ( حبل الكذب قصير)… وأنا لا اتهم أحدا بالكذب لا سامح الله…لكن ماذا لو صمم الأمريكان على البقاء في العراق إلى يوم يبعثون…والتجارب السابقة في اليابان…ألمانيا وغيرها تثبت ذلك، بينما نرى هذه الدول من الدول المتحضرة والمتطورة ديمقراطيا واقتصاديا… كيف يمكن للمثقف العراقي المتطلع أن يصدق هذا…أو كيف لكم بإقناعهم لهذا الموضوع الخطر…وإن لم تحققوا هذا الهدف أليس هذا يعني أن الحكومة فشلت في تحقيق أهم مصلحة وطنية وضعتموها أنتم في كراس الاستراتيجية القومية العراقية. ولا أعرف ما المراد من كلمة القومي العراقي..هل أصبحت المجتمعات العراقية قومية خاصة بمجموعها..أم المراد والمقصود القومية العربية…والرجوع لمصطلح الأمة العربية..؟؟؟ لان هناك اعتراضات كثيرة من كتاب حول المصطلح…رجاءا انتبهوا!

تقول الكراسة ( إن النظام الفيدرالي هو الحل الأفضل لتقاسم السلطة مع المركز …).
لقد قرأت الكثير من المقالات حول موضوع مشروع المقترح بان في الكونجرس الأمريكي ..بما يسمى تقسيم العراق…وما جاء في المشروع هو طبقا للفيدرالية المنصوص عليها في الدستور العراقي …مع أن أكثر القوى عارضت المشروع…فأين الصحيح وأين الخطأ.. وهذه الجملة في حد ذاتها تجر لمناقشات وفرضيات دون أي وضوح أو دقة…برأي- لو أن الجملة وظفت بعض المقترحات لتبين نوع الفيدرالية…ولا أتصور بأن هذا الأمر من صلاحية الحكومة… بل الأمر متروك للبرلمان وكيفية تفسير النص الدستوري… الاستراتيجية…كان من الأولى وضع خطة الحكومة لكيفية تحقيق البند الدستوري…وليس طرح أمنية غامضة…ودون إجماع مسبق.

الوحدة الوطنية: لقد أرسلت لكم الدراسة حول المجتمع المدني العراقي وفيه فصول وشرح مسهب يبين أمور قد تكون خافية على البعض…لكن هنا أود الإشارة لخطة الحكومة بخصوص الوحدة الوطنية…هل الحكومة تسعى من خلال برامج ومشاريع تثقيفية لتطبيع مفهوم المواطنة الصالحة؟ هل للحكومة خطة واقعية مبنية على أساس نبذ الشعارات الطائفية والعرقية…والسعي لرفع شعار الوطن للجميع…والخصوصيات لأصحابها؟ وإذا كان الأمر كذلك..هذا يعني أن الحكومة تستعد لتقديم مشروع قانون تنظيم وتسجيل الأحزاب – وتقف بوجه الأحزاب التي تدعوا للتفرقة من عناوينها وشعاراتها وأهدافها…يعني الحزب المذهبي والقومي..والطائفي والعرقي لا مكانه لهم في العراق الذي ينادي بالوحدة والوطنية…والحديث طويل!
ملحوظة: عذرا..قد تكون كثير من هذه التفاصيل تعنى بها الوزارات ذات الشأن…لكن المبهم…بحاجة لتوضيح..وطرح الأسلة يساعدنا للتوصل لإجابات مقنعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصحافي رامي أبو جاموس من رفح يرصد لنا آخر التطورات الميداني


.. -لا يمكنه المشي ولا أن يجمع جملتين معاً-.. شاهد كيف سخر ترام




.. حزب الله يعلن استهداف موقع الراهب الإسرائيلي بقذائف مدفعية


.. غانتس يهدد بالاستقالة من الحكومة إن لم يقدم نتنياهو خطة واضح




.. فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران تعلن استهداف -هدفاً حيوياً-