الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيدنا والسفر الى القمر!!!!!

رحاب الهندي

2007 / 10 / 12
العلاقات الجنسية والاسرية


يقترب العيد وهو يسدل الستارة عن شهر فاضل كريم ويتسيد المشهد بأيامه ولياليه التي غاب عنها الفرح لكنه رغم ذلك لم يستطع ان يقتل في دواخلنا الأمل المزروع بآلام الفراق ووجع الوطن الجريح بأن نتفاءل بالامنيات الكثيرة التي تنحصر بزرع عبوات الامان لتنفجر فرحا بعودة الهدوء والحب ولم الشمل امنيات ندعو الله ان تتحقق!
عيدنا الآتي لا يختلف كثيرا عن اعيادنا السابقة إلا بازدياد اعداد الضحايا وانتشار الحزن ولبس السواد.. نعم يبدو ان الاسود هذا اللون الاحادي القاتم هو لون موحد لايامنا واجسادنا نتيجة انهيارات الوضع الذي نعيشه.. لكننا شعب نحب الحياة ونعيش رغم الداء والاعداء رغم الحزن والمجهول الآتي الذي تحمله المرأة خاصة في دواخلها، توزع الحزن على خلايا روحها ولباس جسدها.. حزينة على فراق الاخ أو الاب أو الحبيب أو الصديق أو الابن أو الزوج.. تلبس من أجل حزنها سوادا من قمة رأسها الى أخمص قدميها.. يسكنها الحزن تماما فهو بيتها الذي تعيشه.. اريد امرأة عراقية واحدة بين الملايين لم يعرف الحزن حياتها.. ولم يطرق الموت بابها بفقدان احد اعمدة بيتها!
قدموها لي حتى تكون علامة استغراب في حياتنا الراهنة الموجعة.. نعم المرأة العراقية في كل مراحل عمرها يزورها الحزن ترتديه سوادا ولا تنزعه إلا بعد عام ليزورها الحزن مجدداً بفقدان عزيز آخر.. انه زمن موجع، زمن يدعو الانسان ليكون نصف عاقل ونصف مجنون، ومع ذلك تستمر الحياة، تحاول المرأة ان تجاهد ضد الآلام والوحدة والقهر من اجل ابنائها اليتامى تزرع ابتسامة مزورة على شفتيها واطفالها يسألونها عن ابيهم الغائب، بعضهم لا يدرك معنى الموت الحقيقي فتقول لهم سافر الى القمر.. يهتف احدهم ببراءة تامة (نياله) اريد ان اسافر انا ايضا الى القمر، يخفق قلب الام يتشنج وهي تضم ابنها لصدرها وتمسح دموعا تنهمر غضبا عنها.
فالقمر الجميل اخذ منها حبيب العمر ورفيق الدرب، وأطفال حيارى بين احساسهم بالعتب على القمر من ناحية وعلى والدهم الذي لم يأخذهم للقمر.. والمرأة تعيش وجعا مزدوجا وجع الكذب الجميل، ووجع الفقدان الاليم.
مسألة غريبة فعلا ان كثيرا من النساء يقلن لابنائهن جوابا واحدا ، من الاب الغائب المسافر الى القمر والاطفال جميعهم يحتجون على الوالد وعلى القمر!
جميعنا نعشق القمر، نسأله وهو يطل علينا ما اخبار الاحباب الذين سافروا اليك ايها القمر، لكنه لا يجيب ويظل الاطفال ببراءتهم اللامتناهية ينظرون اليه يسألونه هل تأخذنا لنرى بابا أيها القمر!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية في المجلس البلدي لمحافظة ظفار آ


.. لمستشارة بوزارة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة الموريتانية




.. نائبة رئيس مجلس محافظة معان عايدة آل خطاب


.. أميرة داوود من مكتب ديوان محافظة الجيزة في مصر




.. رئاسة الجمهورية اليمنية فالنتينا عبد الكريم مهدي