الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيوعية قديمة تحصل على جائزة نوبل

رزاق عبود

2007 / 10 / 13
الادب والفن


كما هو الحال في كل عام وقف السكرتير الدائم لاكاديمية العلوم السويدية امام باب مكتبه ليفاجأ صحفيي العالم باسم الفائزة بجائزة نوبل: الروائية البريطانية دوريس ليسنج. فلم يرد اسمها في اي من التوقعات المتداولة. مولودة في طهران عام 1919 وانتقلت مع والديها الى روديسيا. الاسم القديم للمستعمرة البريطانية السابقة زيمبابوي. وحسب تعليقها فان الخبر لم يعد مفاجئة، ولا مثيرا فاسمها يتردد على قائمة المرشحين منذ ثلاثين عاما. وتضيف انهم اخبروها ان نضالها ضد الامبريالية، والاستعمار البريطاني لافريقيا، وكتبها، ومقالاته ضده، وكذلك انخراطها في حركة تحرر المراة، وشخصيتها القوية قد تقلل شعبيتها عند لجنة اختيار الفائزين بجائزة نوبل. وعلقت ببساطة، وذكاء للصحفيين المتجمهرين امام باب بيتها، بانها حصلت على معظم الجوائز الاوربية وشئ جميل ان تنظم نوبل الى قائمة جوائزها الاخرى. انه تكريم كبير. دوريس ليسنج نشرت في الصحافة، وعمرها 8 سنوات. وها هي تحصل على جائزة نوبل للادب وهي في سن 88 عاما. ولازالت نشطة، وتشارك في الحملة المناهضة للاحتلال الامريكي للعراق، وجرائم جيشه هناك. وعلقت بجدية ان الصحفيين سيشغلونها الان عن اكمال روايتها الجديدة. ومعروف انها قليلة اللقاءات الصحفية وتعتقد ان الصحافة في بعض الاحيان تشوش على عمل الكاتب. النقاد، ومتابعي نشاطها الادبي يقسمون حياتها الابداعية الى ثلاث مراحل. مرحلة الاربعينات، والخمسينات يسموها المرحلة الشيوعية حيث اتسمت كتبها، ونشاطاتها بمحاربة الاستعمار، والامبريالية، والحروب العدولنية ضد شعوب اسيا، وافريقيا. والستينات والسبعينات المرحلة النفسية حيث تناولت كتبها الحالة النفسية، والمشاكل الاجتماعية، والمعاناة الشخصية. كما انشغلت في مرحلة التسعينات بكتب الخيال العلمي. وهي المرحلة التي يتفق قرائها، ونقادها بانها سهلة، وبسيطة، وضعيفة فنيا، ولا تناسب كاتبة كبيرة مثلها. طبعت كتبها بالملايين في جميع انحاء العالم تقريبا، وفي لغات عدة. لغتها سهلة، وبسيطة، مثل شخصيتها المتواضعة، والمحبوبة، والدافئة في علاقتها، ولكنها جريئه في طرح ارائها، وصريحة في تناول مواضيعها. وتقول ان الشعارات وحدها لا تكفي وان على المرأ ان يصرخ، ويتظاهر، ويناضل. من المبررات التي طرحتها اكاديمية العلوم السويدية لاختيارها ان سيرتها، وخبرتها، واسلوبها الفني فيه فائدة كبيرة للبشرية، ونقد وتناول نسائي متميز للتجربة العالمية. وفيه قيم، واخلاق عالية، وقيم فنية، وانسانية رفيعة. ولذا فان اختيارها كان لشخصها، ولادبها معا. وهذه اول مرة تتحدث الاكاديمية السويدية عن شخصية، ودور، ونشاط حائز الجائزة. وهي فعلا اسم معروف، ولها شعبية واسعة في بلادها، والعالم. ورغم خيبة البعض من المراقبين السويدين الذي كان يامل، او يتوقع، او يرغب، ان تذهب الجائزة الى ادونيس مثلا، او الجزائرية اسيا جبار. ولكنهم يقولون كونها امراة، وكاتبة مبدعة تستحق الجائزة يخفف من احباطهم. ورغم انها من انصار حرية المراة، ومساواتها الكاملة بالرجل، وشاركت طوال حياتها في هذا النشاط، خاصة فضحها لمعاناة المرأة في البلدان المستعمرة، والمحتلة من قبل الغرب. الا انها تنتقد الحركة النسائية المعاصرة المتطرفة، التي تضع المرأة في مواجهة الرجل، وتحرف قضية، ومفهوم تحرر ومساواة المراة. وهذا قد يحث جيل الشابات الان الدخول الى جيش قراءها بعد حيازتها الجائزة ذات التقدير العالمي الكبير. اليسار البريطاني يعتبرها كاتبته، وستحظى بشعبية اوسع بعد الجائزة. تتميز بانها تفاجا قرائها بمواضيع جديدة، واساليب متميزة في الكتابة ولا تكترث لما يقوله النقاد، او القراء عن كتاباتها وقد وصل عدد كتبها الى الثلاثين كتابا. تناولت مواضيع مختلفة من القطط، والطيور حتى مشاكل السياسة العالمية، واحوال المراة، ومشاكل العلاقات الانسانية، والمعاناة الشخصية، وحتى قصص المغامرات. وهي تعتقد ان ذلك اضافة الى معاصرتها لاحداث مثيرة، وعيشها في اماكن عدة منحها خبرة متنوعة ايضا. فلا غرابة ان يفرح معظم البريطانيين والنقاد ودور النشر في العالم لنيلها الجائزة. ويعترض البعض لتدخلها كثيرا في السياسة، وتناولها قضية الاعراق، والحريات العامة، وحقوق الانسان، كما صرح احد كتاب بوتين من موسكو.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تصف نوال الزغبي علاقتها بالصحافة ؟ ??


.. سألنا الناس في مصر: ما هو الفيلم أو المسلسل الذي لا تمل منه؟




.. موجز أخبار الرابعة عصرًا - وزير التعليم يستعرض غدًا نتيجة تق


.. الفنان أيمن عبد السلام ضيف صباح العربية




.. موسيقى ورقص داخل حرم المسجد في عقد قران ابنة مفيدة شيحة يثير