الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليس من حق غير الرفاق الشيوعيين نعي الوزيرة الشيوعية نزيهه الدليمي!!

خالد عيسى طه

2007 / 10 / 16
مواضيع وابحاث سياسية



الذين عاصروا ايام مهمة من مسيرة الحزب الشيوعي العراقي ولم يكونوا رفاقاً في التنظيم (مثلي) ارى انه من الانصاف ان يأطروا ذكرياتهم ويستعملوا حقهم في تقييم مواقف وطنية لعراقيين وعراقيات وشخصيات التي دخلت تاريخ النضال في سيرة نضال اطول فترة لاي حزب في العراق الا وهو الحزب الشيوعي.
انا لم التقي بشخصية الدكتورة الدليمي ولكني واكبت سيرتها السياسية وعمق أثرها في منظمة رابطة النساء الديمقراطية وتوليها مسؤولية وزارة البلديات ايام عبد الكريم قاسم وكيف انها كانت تحضر اجتماعات الزعيم حاملة اضابير ثقيلة لمشاريع مهمة للحضور ليلاً بعد العاشرة.
ان ارتياح المرحومة الدكتورة الدليمي ان يقيم لها مواقفها ويحترم فيها بياض اليد ونظافتها وصلابة المواقف في مسيرتها السياسية لاكثر من خمس عقود لان هذا الرأي ياتي من شخص يميل الى الحياد في الرأي اكثر من عضو حزبي خاصة وان الذين ينعون الدليمي الان يلاقون صعوبة في اكمال مسيرة مبادئ رفيقهم ومؤسس حزبهم فهد.
لذلك قيامي بنعي لانسانة محترمة مثل نزيهة الدليمي وان هذه القناعة حصلت عن طريق اناس لا يحملون فكراً مثل فكرها السياسي اليساري بل هم اقرب الى الفكر القومي والذين لم يرخوا سلاحهم يوماً ضد الماركسيين والبلاشفة حتى في ايام قيام الجبهة الوطنية 1956 اول هؤلاء هو خال لي قومي النزعة خبير بالحسابات يحتل مركز مدير عام في وزارة البلديات ووكيلاً للوزيرة في اعداد ميزانية المشاريع الكبرى واسمه عبدالسلام رؤوف العطار هذا الخال كان يذكر نزيهة بكل احترام وتقدير وان يسهب في مديح قدرتها وكفاءتها ويختم القول ياخالد (ياحيف نزيهة شيوعية) ويؤكد ان فترة ولاية وزارة نزيهة الدليمي هي انجح فترة في تاريخ الوزارة وان هذه الوزيرة وهي اول امرأة توزر في التاريخ السياسي العراقي.
وقد كانت حريصة على دوامها فتاتي قبل الجميع ولا تخرج الا بعد تدقيق كل ارقام ميزانيات المشاريع التي تقوم به لتنفيذها الوزارة وكانت حريصة على المصلحة العامة صلبة في موقفها ، ولا تفريط بالمال او تفتح مجال للفساد الاداري هذه الصفات جعلت الزعيم قاسم يضع الدكتورة في موضع احترام وقد لمست عمق احترام الزعيم لها يوم استدعاني الزعيم من السجن في كركوك مؤكداً انه حريص على التعامل معنا على مسافة واحدة وبالقدر الذي يشعر اننا نسير في الخط الذي اخططته ثورة الرابع عشر من تموز الخالدة.
والواقع كانت مقابلتي مع الزعيم الراحل لعدة ساعات وكانها حُفرت في صخر ذاكرتي يوم اسهب في عمق اختلافه مع عبد الناصر دون ذكر الاسماء مع حرصه على التعاون مع عائلة الشواف واستيزاره وزيرين من آل الشواف وهما عبد اللطيف الشواف وزيرا للتجارة والاقتصاد والدكتور محمد الشواف وزيرا للصحة رغم ان عبد الوهاب الشواف قام بحركة تمرد بدعم مصري في الموصل اما المصدر الثاني الذي مكن شعور الاحترام للدكتورة نزيهة هو صديقي عباس البلداوي وهو وزيرا وطنيا كان يذكرها ويؤكد انها لو بقت في منصبها في وزارة البلديات لتقدم العراق كثيرا كنت اثق بالاستاذ عباس البلداوي فأنه وان كان منسوبا على مدرسة نوري سعيد الا انه كان يحمل احتراما لرموز وطنية مثل جعفر ابو التمن ، ولمجالس نقابة المحامين اليسارية مثل رئاسة عبد الوهاب محمود وتوفيق منير اضافة الى ان هذا الانسان كان يتمسك بوجود رعاية السياسيين وفق القوانين المرئية وهو صريحا في مواقفه لا يخاف احد ويوم كان محافظا للناصرية كان يحرص على استقبال السياسيين المعارضين لنوري سعيد المسجونيين في نكَرة سلمان ويقدم لهم مايستطيع تقديمه من اهتمام وعطف تخفف عنهم قسوة النظام مع معارضيه السياسيين فكنت انا احد الذين نال هذا الموقف الشريف وكان معي فواد الركابي الامين العام لحزب البعث الاشتراكي وذلك في شتاء 1956 واثناء الاعتداء الثلاثي على مصر.
اما المصدر الثالث فهي غرفة المحامين في المحاكم (السراي- القشلة) حيث كنا نجتمع كل يوم صباحا على استكان شاي قبل الدخول الى ساحات المحاكم للمرافعات ويومها سمعت الشيوعي المحامي حمزة سلمان وهو غاضب من الدكتورة نزيهة قائلا والله هذه الوزيرة عصا عوجة فلقد ارسلت رفيق من رفاقنا الجوعانين لكي تعينه في الوزارة ولكنها رفضت وفضلت شخصا اكفأ منه في الوظيفة وهذا الموقف يطرق بذهني وانا ارى كيف تجري التعيينات اليوم على اساس الطائفية والمحسوبية والمذهبية والعنصرية!!
انا اذ انعي المرحومة نزيهة الدليمي فهي برأي رمز النضال السياسي...
ورمز المراة الديمقراطية التي املئت مركزها النضالي ...
هي رمز للعفة والنزاهة...
رمز الكفاءة والقدرة المهنية...
رمز السياسة النظيفة والحضور الواقعي لملئ مركزها وهي رفيقة متقدمة جدا في الحزب الذي يحاول ان يصحح موقفه السياسي على ارض العراق..
ستخفق هذه المرأة علماً عالياً بشارع النضال العراقي مع غيرها من المناضلات اللواتي تركن بصمة ابهام على التاريخ المعاصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألمانيا تقر قانونا لتسهيل طرد مؤيدي الجرائم الإرهابية | الأخ


.. أردوغان لا يستبعد عقد اجتماع مع الأسد: هل اقتربت المصالحة؟




.. قراءة ميدانية.. معارك ضارية وقصف عنيف على حي الشجاعية بمدينة


.. -من الصعب مناقشة كاذب-.. هكذا علق بايدن على -التنحي- | #عاجل




.. -لكمات- بين بايدن وترامب .. والأميركيون في مأزق ! | #التاسعة