الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-حكاية شعبية- عائلة الطرشان !

نايف أبو عيشه

2007 / 10 / 13
الادب والفن


جلس الرجل ليتوضأ امام البيت الذي كان يسكنه بالاجار مع اسرته وابويه العجوزين . وعندما مر به صاحب البيت القى عليه التحية وهو يقول " من زمزم يا ابو العبد . وان شالله يطعمك الحجة عن قريب " رد الرجل بصوت عال " بدك الاجار يا ابو اسماعين. ان شالله اخر الشهر يقبض العبد الشهرية وابعث لك المصاري معه ".دخل الرجل , واخبر زوجته عن مطالبة صاحب البيت للاجار فردت عليه بعصبية " من وين اطبخ لك منسف , لا عندنا لحمة ولا لبن ولا رز ,بدك تتغدى من هالموجود , شو قلت ؟" ,عندما بدا يصلي ذهبت المراة لابنتها العانس وطلبت منها ان تجهز الغداء للجميع لحين انتهاء والدها من الصلاة .فردت الفتاة بنبرة فرحة " طالما العاريس معجبكم , انا موافقة عليه كيف ما يكون , حتى لو راعي غنم او زبال, المهم ما يكون ختيار كبير قد سيدي ". ركضت الفتاة لغرفة جدتها وهي تصرخ من الفرحة وزفت لها خبر خطوبتها القريبة , وان عقتها حلت اخيرا , فقالت الجدة " لا يا ستي انا مش موافقة, من وين بده يجيب مصاري يحججنا ؟ الله يرضى عليه ,مليح منه قادر يطعمنا لقمة الخبز " . ذهبت الفتاة الى غرفتها مسرعة وهي تكاد تطير من الفرحة ,اما الجدة فقد اخبرت زوجها العجوز بعد انتهائه من الصلاة عن نية ابنهما ان ياخذهما للحج وعليه ان يتدبر أي مبلغ من المال ليساعده بمصاريف الحج المكلفة. رفع العجوز عصاه في الهواء محذرا وصاح بعصبية " الله يلعن ابو الخلف على اللي بخلفوه .. ولك ليش الواحد يكون مستقتل على الاولاد؟ شايفة هاي اخرتها بده يهججنا من الدار بعد ما ربيناه وتعبنا عليه وصار زلمة وعنده اولاد ؟ وين نروح ؟ وين نهج بعد هالعمر الطويل ؟ حسبنا الله ونعم الوكيل " . خرج العجوز غاضبا من البيت وهو حائر الى اين يذهب ولمن يشتكي ولده العاق الذي قرر اخراج والديه العجوزين من الدار , فلاقاه حفيده العبد حاملا الاغراض التي اشتراها بطريق رجوعه من العمل, فاخبره جده بنبرة غاضبة عن نية والده طردهم من البيت , فصاح حفيده بنبرة احتجاج " هو انت كل شيء بدك تتدخل فيه يا سيدي ؟ انا حر , وبدي اتجوز بنت جارنا الطحان . البنت معجبتني واهلها موافقين , ليش انت معارض على الموضوع ؟" عندما رآه والده من بعيد وهو يشير بيده امام جده بحركات عصبية غاضبة . ظن انه يرفض ان يطعمه شيئا مما يحمله من اغراض, فحث الخطى نحوهما وضرب ابنه بالعصا وهو ينهره بعنف " مش عيب ترفع صوتك على جدك وتسمع الجيران بدل ما تطعمه حسنة من اللي جايبها معك ؟". وقف العجوز مدافعا عن حفيده وصاح غاضبا " ولك انجنيت يا قليل الحيا , فوق ما بدك تطردنا من الدار جاي تضرب العبد وتبهدله في الحارة ؟ يا عيب الشوم عليك . ولك ما هو صار اطول منك وهو اللي يشتغل ومعيشكم ". هرب العبد بعد ان رمى الاغراض على الارض ولحقه جده العجوز يناديه لياخذه معه , ولكن حفيده لم يسمعه ولم ينتظره وركض تجاه الطريق المؤدي للمدينة وهو يقول " والله ما انا راجع ع الدار الا بعد ما تخطبوا لي بنت جارنا الطحان ". اما الفتاة فقد تزينت ولبست ثوبها الجديد وهي تغني وترقص امام المرآة وتتخيل نفسها وقد صارت مخطوبة لاحد شبان القرية وهي لا تصدق نفسها ان الفرصة قد جاءت اخيرا بعد ان كاد قطار الزواج ان يفوتها, في حين كانت الام تحضر الغداء للعائلة من مختلف انواع المقالي دون ان تعرف ماذا حدث خارج المنزل . عندما دخل زوجها غاضبا وقذف بالصحون الملاى بالطعام على الارض , صاحت به زوجته " مش حرام عليك ترفس النعمة هيك ؟ الواحد يحمد يحمد الله على كل شيء هسه صارت المقالي مش عاجبتك ؟على حساب دايما توكلها وتنظف الصحون . خلي المنسف لغير يوم نوصي العبد يشتري لنا اللوازم واطبخ لك منسفين مش واحد " . وعندما جاءت الفتاة ورات الصحون الملاى بالطعام قد تناثرت على الارض وامها تبكي مقهورة من تصرف زوجها وهي تنظف الارض , شاركتها ابنتها البكاء والحزن لانها ظنت انهما تخاصما بشان العريس الذي تقدم لخطبتها وانه اكبر من اللازم . عندها قالت من بين دموعها" كل شيء ولا زعلكم يا امي لا بدي اتجوز ولا اترمل " !
بقلم : نايف أبو عيشه
11/10/2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشار مراد يكسر التابوهات بالغناء • فرانس 24 / FRANCE 24


.. عوام في بحر الكلام-الشاعر جمال بخيت يحكي موقف للملك فاروق مع




.. عوام في بحر الكلام - د. أحمد رامي حفيد الشاعر أحمد راي يتحدث


.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت يوضح محطة أم كلثوم وأح




.. عوام في بحر الكلام - إلهام أحمد رامي: أم كلثوم غنت في فرح با