الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العيد وغزة المسلوبة من فلسطينيتها وعروبتها !؟

عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)

2007 / 10 / 14
القضية الفلسطينية



أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية في غزة ارتفعت إلى الضعف أو أكثر في كافة السلع الأساسية نتيجة الحصار وإغلاق المنفذ الرئيسي لتلك البضائع من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي المسيطر على الحركة الاقتصادية بشكل كامل ، في ظروف انعدام الدخل للمواطن الفلسطيني الذي يعيش في غزة المسلوبة والمنزوعة من عالمها الفلسطيني أولا وعالمها العربي ثانيا ..! ولنفحص قائمة الأسعار الجديدة بعد سيطرة حركة حماس على كل شيء في غزة منذ أربعة شهور تقريبا ، الدقيق وهو المادة الأساسية لصناعة الخبز زاد سعره بنسبة 30 ـ 40 % ، زيوت الطبخ 25 ـ 30 % ، المحروقات 15 ـ 20 % ، السكر 30 ـ 40 % ، البقوليات 15 ـ 20 % ، الخضراوات 50 ـ 80 % الفواكه 70 ـ 100 % ( إن وجدت ) ، السجائر 100 ـ 150 % ( إن وجدت ) ، الأدوية لا يوجد مؤشر دقيق فارتفاع أسعارها حسب صاحب الصيدلية فهناك أدوية ارتفعت إلى الضعف وأكثر .. الشيء الأكثر خطورة من ارتفاع هذه الأسعار هو أنها مرشحة للزيادة بشكل مستمر نظرا لكمية إدخال هذه المواد من الطرف الإسرائيلي المدخل الوحيد الذي يسمح بدخولها سواء المستوردة من إسرائيل أو من الضفة الغربية أو من دولا أخرى .. كلها تدخل إلى إسرائيل أولا وهي التي تسمح بدخولها ، أو عدم دخولها .. حتى مصر التي تشترك حدودها مباشرة مع غزة ولها أكثر من معبر حدودي مشترك مع غزة تشارك إسرائيل إحكام الطوق على مليون ونصف مليون فلسطيني عربي يعيشون فيها ..؟ لم تقم مصر العربية بتقديم يد العون لجارها الضعيف والمسلوب الإرادة .. لم تبادر مصر زعيمة الأمة العربية إلى فتح حدودها ولو من قبيل الأمور الإنسانية بمساعدة هؤلاء الضعفاء الذين دخلوا مرحلة الموت البطيء ... كل ما تقوم به الشقيقة هو تجميع الفلسطينيين الذين قد يدخلون أراضيها الممنوعة والمحرمة وتسليمهم للطرف الإسرائيلي بين حين وآخر ليقوم هذا بدوره بتلويثهم بإشعاعات غير منظورة ، ومن ثم رميهم إلى غزة مقبرة الموت البطيء ...! وإن لم تقبل إسرائيل مرة نظرا لأنها منشغلة بأعيادها أو تحت حجج ومبررات أخرى ، تقوم الشقيقة مصر بتهريب الذين يبحثون عن رحلة الموت ، لأنهم يفضلون الموت مع ذويهم وأقربائهم ..؟!
بأي حال جئت يا عيد ..؟
وأهلنا في غزة سجناءٌ ..
صناديد
عَيدوْا أنتم على طريقتكم
أما نحن فطقوس عيدنا
مختلفة عن مواسمكم
عَيدوْا يا مسلمون وافرحوا كيفما شئتم
فللعيد هنا طقوسا للموت
عيدنا هنا طقوسا للحزن
أطلقوا ألعابكم في السماء كي يشاهدها الغزاويون /
غنوا للعيد والفرح
وغزة ستغني للموت والثورة //
هنيئا لكما العيد
هنيئا لكما بالنجاح الأكيد ..؟
هنيئا لكما لأنكم لا ترو عيدنا ...
إسرائيل لم تدخل إلى غزة حلوى العيد .. ولم تستطع غزة أن تصنع الكعك لأبنائها ؛ لأن كلفة الكعك مفقودة .. منذ وقت طويل ومعيلي غزة ينتظرون عيدية من هنا ، أو هناك .. وعندما استلم كل منهم مائة دولار طارت سدادا لديون قديمة .. أو لشراء ملابس رثة ، فلا ملابس جديدة هذا العام ، حيث بضاعة تجارهم الصينية ألقاها القراصنة في البحر .. لتلبسها الأسماك المهاجرة ابتهاجا عنهم .. ومن قاد الانقلاب لا يهمه العيد .. ولا يهمه العبيد ، فهو قد عثر على كنزه المسحور ..! لا يهتم سوى بمن يعمل معه ؟؟ وكأن الرعية فقط هم هؤلاء الجنود الذين باتوا يعيثون في الأرض فسادا، صاروا يركبون خيول الماغنوم الفائقة السرعة والقوة ؟! لا يعنيهم المرضى الذين كانوا ينون السفر للعلاج ، ولا يعنيهم آلاف الطلبة الذين فقدوا مقاعدهم في الجامعات التي لم يستطيعوا الوصول إليها نتيجة عزل غزة عن محيطها العربي والفلسطيني أيضا ؟؟ ولا يعنيهم من فقد إقامة عمله في إحدى الدول فأضافوا عاطلين على المتعطلين .. لا يعنيهم تواصل الأحبة وذوي القربى ...
ماذا تريد من هؤلاء الذين يرقصون للموت ..؟
ماذا تريد منهم يا كريم ..؟؟
إنهم منزهون عن الشهوات وعن الرغبات الإنسانية ..؟
إنهم من فقدوا التحية ..
أنا لا أريد منهم شيء ، سوى أن يعيدوا لشعبي الإنسانية ..!
وأن يأتينا العيد وشعبي يتمتع بالحرية ..!
وكل عام وشعبنا بخير
هو وكل الأمة العربية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ولي العهد السعودي بحث مع سوليفان الصيغة شبه النهائية لمشروعا


.. سوليفان يبحث في تل أبيب تطورات الحرب في غزة ومواقف حكومة نتن




.. تسيير سفن مساعدات من لارنكا إلى غزة بعد تدشين الرصيف الأميرك


.. تقدم- و -حركة تحرير السودان- توقعان إعلاناً يدعو لوقف الحرب




.. حدة الخلافات تتصاعد داخل حكومة الحرب الإسرائيلية وغانتس يهدد