الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا قيمة للتواصل إذا لم نكن أحرارًا

مهدي سعد

2007 / 10 / 14
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير



لا شك أن تواصل أبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل مع أخوانهم في الدول العربية يعتبر من حقوقهم الأساسية التي ناضلوا من أجلها طوال السنوات الماضية حتى تمكنوا من "خرق جدار العزلة" ونظموا زيارتين إلى سوريا .
إن التواصل بحد ذاته هدف مشروع ندافع عنه وندعمه ونرفض منعنا منه ونتضامن مع المشايخ الذين استدعتهم الشرطة إلى التحقيق بحجة زيارتهم لـ"دولة معادية" .
لكن ما نرفضه ونقف في وجهه هو محاولة اختطاف الطائفة الدرزية في إسرائيل وإلحاقها بالتيار القومجي الذي يمثله "ميثاق المعروفيين الأحرار" المرتبط بالتجمع الوطني الديمقراطي ، الذي يصور نفسه (أي الميثاق) كواجهة للوطنيين الدروز في البلاد علمًا أنه لا يمثل سوى شريحة محدودة من القوى الوطنية على الساحة الدرزية .
هذا "الميثاق" الذي يتزعمه النائب سعيد نفاع رمى نفسه في خانة المحور السوري-الإيراني الذي يدَّعي "محاربة المشروع الأمريكي-الإسرائيلي في المنطقة" . وبناءً على هذا يسعى إلى تعزيز العلاقات مع النظام السوري المتهافت ، وذلك عبر تطميع المشايخ بالسفر - وهم متعطشون لزيارة أقربائهم في الشام- لكي يتسنى له تأدية فرائض الطاعة والولاء لأبشع نظام قمعي في المنطقة .
أكد النائب سعيد نفاع في كلمته بالجامع الأموي أنه في هذا الزمن أصبح "القابض على عروبته كالقابض على الجمر" . وهنا نتساءل : عن أي عروبة تتحدث ؟؟!!
لا شك أنه يقصد تلك العروبة التي ينادي بها طاغية الشام ، وهي عروبة القهر والذل والاستبداد . ونقول لك يا حضرة النائب المحترم : هذه العروبة ليست عروبتنا . اقبض عليها انت ومن يدور في فلكك ، نحن لا نريد أن تقبض عليها لأنها لا تمثلنا ولا تعبر عن طموحاتنا .
عروبتنا هي العروبة التقدمية ، الديمقراطية ، الحضارية ، الانسانية ، المنفتحة ، هذه هي العروبة التي نفتخر بها والتي ناضلنا من أجلها طوال الحقبة التاريخية الماضية ولا نزال . إنطلاقًا من الثورة العربية الإستقلالية التي أعلنها الشريف حسين وسار الدروز خلفها بقيادة زعيمهم البطل سلطان باشا الأطرش الذي عُيِّن قائدًا لها في جبل العرب . مرورًا بنضالات المعلم كمال جنبلاط من أجل القضية العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية . وانتهاءً بالزعيم الوطني الحر وليد جنبلاط الذي يقود ثورة الشعب اللبناني من أجل السيادة والإستقلال والتي تسعى –فيما تسعى- إلى تعزيز هوية لبنان العربية في وجه الإمبريالية الفارسية التي إلتحق بها النظام السوري الذي يدافع النائب نفاع عن "عروبته" ، وفي الحقيقة فإن سوريا خرجت عن العروبة ويصح أن نطلق عليها : الجمهورية الفارسية السورية .
يريد النظام السوري أن يجعل من دروز إسرائيل "طراطير" لديه ويحاول أن يستغلهم من أجل فرض أجندته الخاصة عليهم ، وكل إنسان حر رافض لأنظمة القهر والظلم لا يرضخ لمثل هذه الطغم الإرهابية .
إذا لم نكن أحرارًا في تواصلنا فإننا لا نريد أن نتواصل حتى تنعم سوريا بمناخ من الديمقراطية والعدالة بعد سقوط هذا النظام المجرم ، وإلى حينها فلنبقى متشبثين صامدين بوطننا أحرارًا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير