الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقاء مع الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني الرفيق خالد حدادة

يوسف ابو الفوز

2007 / 10 / 14
مقابلات و حوارات


نتضامن مع نضال الشعب العراقي وقواه الديمقراطية

منذ العام 1930، وما عدا سنوات الحرب العالمية الثانية، اعتادت "اللومانتيه" (الانسانية)، جريدة الحزب الشيوعي الفرنسي، اقامة مهرجانها السنوي. هذا العام، وللايام 14 ـ 15 ـ 16 ايلول 2007، وفي ضواحي العاصمة الفرنسية، باريس، اقامت "اللومانتيه" مهرجانها الثالث والخمسين، وبمشاركة احزاب ومنظمات جاءت من 61 بلداً، واقيمت الاكشاك والخيم الاعلامية، حيث يتعرف زائروا المهرجان الذين قارب عددهم المليون هذا العام، على قضية حزب وشعب اصحاب كل خيمة يمروا بها عن طريق طعامهم وموسيقاهم ومنشواراتهم واحاديثم المباشرة. وليس بعيداً عن خيمة "طريق الشعب"، اقيمت خيمة الحزب الشيوعي اللبناني. وفي اليوم الثاني للمهرجان، قام الرفيق سلم علي، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ومسؤول لجنة العلاقات الخارجية المركزية، بزيارة الى خيمة الحزب الشقيق، والتقى هناك أمينه العام الرفيق خالد حدادة، الذي رحب بالرفيق الزائر والوفد المرافق له. وجرت احاديث ودية تناولت العلاقات بين الحزبين والاخطار والتحدبات التي تواجه بلديهما وشعوب المنطقة. وشكر الرفيق سلم علي الحزب الشيوعي اللبناني لبرقية التحية التي وجهت الى مؤتمرالحزب الشيوعي العراقي الذي انعقد في في بغداد في 10-13 أيار 2007. "طريق الشعب" التي كانت حاضرة في هذا اللقاء، توجهت للرفيق خالد حدادة بعدد من الاسئلة، اجاب عليها مشكوراً:

* عن الوضع اللبناني والتطورات الجارية فيه، كيف يمكن نستعرضه ونكثفه لقراء "طريق الشعب"؟
ـ اليوم نحن في المنطقة بشكل عام نمر بظرف جداً صعب يتحدد من خلاله الوضع اللبناني، للفترة المقبلة. الوضع يحمل معيارين اساسيين، المعيار الاول: الصراع الاقليمي. والمعيارالثاني: طبيعة الصيغة السياسية في لبنان. بالنسبة للمعيار الاول يبدو ان الاتجاه في المنطقة، ومثلما تحدد في تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية، يحدد وجود محورين في الشرق الاوسط . الاول الذي سمته: "المعتدلين"، الذي يضم "ثمانية زائداً اسرائيل". والمحور الثاني هو "محور الشر" الذي يمتد من ايران الى سوريا وما بينهما، وهي النقطة الاهم حيث ثلاث ساحات صراع مثلما سمّتها في خطابها، وهي العراق وفلسطين ولبنان. هذا يعني ان السياسة الامريكية القادمة هي ليست سياسة تراجع واستفادة من دروس ما جرى في العراق، بقدر ما هي سياسة تأجيج الصراعات في اوضاع المنطقة بشكل رئيسي . بهذا الاطار نجد ان وضع المنطقة ينعكس بشكل سلبي على الوضع اللبناني. وان عدم وجود قرار امريكي بحل جدي خلال الفترة الحالية يدفع ايضا باتجاه تشجيع الصراع. وفي هذا الاطار نجد ان الانقسامات الطائفية والمذهبية في لبنان تجعل وضعه جداً هش وتؤثر بشكل جدي على اوضاع المنطقة. انطلاقاً من ذلك، نعتقد ان حالة عدم الاستقرار في المنطقة ستدفع الوضع اللبناني الى التوتر اكثر. وهكذا نجد هناك ظاهرتين . ما يسمى بالاكثرية الحاكمة، التي لم تعد عمليا اكثرية، تنفذ ما تريده السياسة الامريكية من تعقيدات للحل. بينما المعارضة، بجزئها الطائفي منها، لا تملك مشروعاً للتغيير في لبنان، مما جعلها غير قادرة على قيادة حالة تغيير ديمقراطي فعلية، وهو ما يساهم في توتر الوضع في لبنان. من هنا، رغم امنياتنا ان تنعم البلاد بحالة هدنة، لكن الارجح ان لبنان يسير بإتجاه الفراغ حيث تتعثر محاولات انتخاب رئيس جمهورية (أجري هذا اللقاء نهار 15 ايلول 2007 ) الاّ بقرار من الامم المتحدة، وهذا يجعل الرئيس بحالة غير شرعية، مما يدفع الرئيس الحالي والمعارضة لتشكيل حكومة اخرى.

* وماذا بخصوص الاستحقاق لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية؟
كحزب شيوعي لبناني نرى ان التمسك بموعد انتخاب الرئيس وبشكلية الدستور يعطل امكانية الدخول في حل فعلي، لان الحالة تهدد وحدة لبنان وكيانه والافضل هو الدخول في حالة إنقاذية اساسها تنفيذ اتفاق الطائف. بمعنى الغاء الطائفية واحداث قانون انتخاب على اساس النسبية، وبعدها ليأتي من يأتي بأي اكثرية نيابية. واننا نرى ان الحلين المطروحين من قبل الاكثرية، وذلك اجراء انتخاب برعاية دولية (النصف زائد واحد) او حكومتين، هذين الحلين يدفعان البلد الى ابواب الفتنة.

* وعن ما جرى مؤخراً في مخيم نهر البارد من احداث وتطورات؟
ـ ما جرى في مخيم نهر البارد، نحن نرى ان هذه المجموعات الارهابية التي جاءت الى لبنان من خارج لبنان، واكدت قيادة الجيش البناني انتماءها الى تنظيمات "القاعدة"، لم يكن بامكان وجودها ونشاطها ان يتطور في لبنان دون ان يكون هناك جو سياسي حاضن لها. وهذا الانقسام الطائفي والمذهبي يخلق اجواء تغذية جدية لهذا النوع من الحركات، اضافة الى ان الانقسام الفلسطيني والوضع المعيشي داخل المخيمات سمح ايضاً بنوع من التشجيع لنشاط لحركات الارهابية. نحن نرى ان جدلية النمو في أية حركة اصولية، وكائن من كان الذي جلبهم الى لبنان، لولا وجود جو في لبنان يؤمّن ارضية لنمو هذه الحركات، ما كان نشطوا بهذا الشكل. وبالتالي فان علاج هذه الظاهرة لا ينتهي بالنصر العسكري الذي حققه شهداء الجيش البناني ، وهذا نصر كبير لهذا الجيش، من بعد مساهمته بحرب تموز والانتصار ضد العدو الاسرائيلي. نرى ان النصر العكسري لوحده غيركاف، ونرى ضرورة وجود حل سياسي يلغي اجواء الانقسام المذهبي في لبنان. فأذا انتهينا من حركة "فتح الاسلام" ستأتي حالة اخرى تتغذى من هذه الاجواء وتعود لتشكل خطراً جدياً للاوضاع في البلاد.

* وعن التطورات والحالة الراهنة في الشأن العراقي ؟
ـ نحن بالطبع نتضامن مع نضال الشعب العراقي وقواه الديمقراطية، ولا زلنا متمسكين بشعارنا الذي رفعناه مع الحزب الشيوعي العراقي حول الوضع في العراق، وهو "لا للديكتاتورية ولا للاحتلال". ونرى ان القوى الديمقراطية في المنطقة يمكن ان تخلق خطاً سياسياً لا يتمسك بالانظمة القمعية العربية، ولا بالحركات الاصولية، وايضا ينطلق من مواجهة اهداف الاحتلال الامريكي. ان تطورات الاوضاع في المنطقة، خصوصا في العراق وفي فلسطين، بيّنت اهمية قيام هذا الخط الديمقراطي اليساري، وللاسف لم نتمكن كيسار عربي من ان نشكل قاعدة لنمو هذا التيار. ان قوى اليسار العربي المختلفة مطالبة بالعمل تأسيس مشروع علماني ديمقراطي يتصدى في الوقت نفسه للاحتلال الامريكي وللانظمة القمعية. ونحن نرى ان الاحتلال والحركات الاصولية متكاملين في عملهم. ونرى ان اليسار الديمقراطي العراقي مطالب بصياغة برنامج مستقل اساسه الوحدة والسلم والديمقراطية في العراق، فهذه الاهداف لا يمكن ان يحققها الاحتلال ولا الارهاب الاصولي. ان مصلحة الشعب العراقي ان يجد هذا المشروع الديمقراطي، الذي يشكل امكانية توحيد فعليه له.

وهنا بادر الرفيق سلم علي، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وقدم شرحا مكثفاً عن المشروع الوطني الديمقراطي الذي اطلقه الحزب مؤخراً ورؤيته لمسار العملية السياسية في العراق. واستمع اليه بإهتمام الرفيق خالد حدادة، والرفاق الاخرون من الحزب الشقيق. ويذكر ان الرفيق حدادة، وفي مساء نفس اليوم قام برد الزيارة، وقام مع وفد مرافق له بزيارة خيمة "طريق الشعب"، وكان في استقباله الرفيق سلم علي، والرفاق القائمون على ادارة خيمة "طريق الشعب" من منظمة الحزب في فرنسا، وحضر عرضاً لفرقة دجلة للرقص الفلكلوري العراقي.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟